عرض مسرحي لحكاية معروفة "عبلة وعنتر" المتجذرة بذاكرتنا الجمعية، لكنه يعيد استثمار بنائية الحكاية عبر رؤية معاصرة، فكانت النتيجة مشاهد متناثرة لكنها متسلسلة استطاعت أن تقول شيئاً، وأن تقدم وعياً جديداً بلغة معاصرة.
مخرج المسرحية الفنان "هشام كفارنة" وخلال لقاء مع eSyria في اليوم الثاني للعرض المسرحي على مسرح الحمراء بتاريخ /21/12/2008/ يلخص لنا الحكاية بقوله: «"عبلة وعنتر" المسرحية هي محاولة مقاربة لأسطورة "عنترة" الفارس والشاعر بآن واحد، وكيف ضحت به القبيلة وأنكرته لكونه عبداً ورث لونه الأسود عن والدته "زبيبة" بالدرجة الأولى على الرغم من كل البطولات التي يقوم بها، إلا أنهم ينكرونه متى أرادوا وهم كما وصف "عنترة":
عرض "عبلة وعنترة" كان ختام المسك لمهرجان "دمشق" المسرحي الرابع عشر، كان عرضاً رائعاً ومتميزاً وخاصة مشاهد الفرجة والإضاءة والمؤثرات الصوتية، وتم توظيفها بشكل محترف أفادت العمل
ينادونني في السلم يا بن زبيبة وعند صدام الخيل يا بن الأطايب».
لكن بما استعان مخرج العرض لكي يصبح العرض أقرب إلى زمان وقوع أحداث قصة "عبلة وعنترة" يقول "كفارنة": «الحكاية معروفة، ولكننا ذهبنا إلى خصوصية المسرح، كيف يمكن تحقيق مسرحية بشروط فنية خاصة، وأن تبقى الحكاية مشوقة، على الرغم من أن المتلقي يعرفها مسبقاً- لقد اشتغلنا بإطار تجريبي، من خلال توظيف الرقصات وأداء الممثلين واعتمدنا الشرطية، فليس هناك ديكورات لأنه مهما فعلنا لن نحقق ديكورات واقعية ولن نصل إلى الإمكانيات المتاحة للتلفزيون والسينما، ولذلك لجأنا إلى خصوصية المسرح بدلالاته وعناصره المختلفة».
وسألنا المطرب "حسان عمراني" عن دوره في المسرحية: «دوري في هذا العمل تحديداً هو صوت "عنترة" المغنى باللون السامري الذي اشتهر آنذاك في مناطق الحجاز، وأعتقد أن المخرج كان موفقاً جداً في توظيف الغناء كعنصر أساسي في هذا العمل بالذات، ومن منبركم eSyria أقول أن المخرج حلق بشاعريته المعهودة بهذا العمل».
الفنانة والمخرجة "واحة الراهب" والتي أدت دور "عبلة" في المسرحية قالت: «المسرحية نص تقليدي كلاسيكي قصته معروفة للناس، وتم تناولها بشكل شكسبيري إضافة إلى الشكل الروائي التاريخي الأسطوري لها، إضافة إلى الأشعار المنشورة بتلك المرحلة، وقًدمت بشكل جديد ومتميز فجمعت بين الأسطورة الشكسبيرية والتشكيل الإخراجي، فأصبح الضوء بديلاً للديكور، كما جرى توظيف الإضاءة والأزياء بشكل ممتاز بالإضافة إلى الممثلين، وجميع هذه العناصر كانت أدوات الإخراج».
وتابعت "واحة" لتقول: «لقد تم تقديم العمل بشكل جديد فكانت هناك حلول إخراجية ربطت المشاهد ببعضها، فكان كل مشهد لوحة بحد ذاته وتم تقديمه بدلالاته بطريقة مميزة تختلف جذرياً عما يمكن أن يقدم في التلفزيون والسينما وهذا برأيي شيء مميز نجح المخرج فيه وأحسن في توصيله للمشاهد».
الفنانة "رباب مرهج" التي أدت دور "سمية" زوجة "شداد" أكدت أن المسرحية تحمل بين جوانبها إسقاطات معينة على حياتنا المعاصرة وقالت: «صحيح أن العمل تاريخي، لكنه يطرح في ظرف معاصر له إسقاطاته المعاصرة، وإلا كيف يتحول الجميع إلى أعداء لعنترة وهو حامي القبيلة "الأمة"؟، أعتقد أن للعمل إسقاطات معينة لها علاقة بالوضع السياسي الراهن».
"أحمد كلش" أحد الحاضرين المهتمين بالمسرح نقل لنا انطباعاته عن المسرحية قائلاً: «عرض "عبلة وعنترة" كان ختام المسك لمهرجان "دمشق" المسرحي الرابع عشر، كان عرضاً رائعاً ومتميزاً وخاصة مشاهد الفرجة والإضاءة والمؤثرات الصوتية، وتم توظيفها بشكل محترف أفادت العمل».
"عبلة وعنترة" عمل مسرحي سوري تأليف الدكتور "رياض عصمت" تمثيل "زيناتي قدسية" (عنترة)، "واحة الراهب" (عبلة)، وغيرهم من الممثلين، سينوغرافيا وإخراج "هشام كفارنة".