على ضفتي واد جميل وعلى السفح الشمالي لجبل "الدويلي" وعلى ارتفاع /250/ متراً عن سطح البحر تقع مدينة "سلقين" إلى الشمال من مدينة "إدلب" بنحو/45/كم...

وإلى جنوب مدينة "حارم" بنحو/10/كم حيث تزهو بموقعها المميز وإطلالتها الساحرة على سهل "العمق" وعلى بحر من أشجار الزيتون التي اشتهرت "سلقين" بزراعتها وبإنتاج زيت الزيتون وزيتون المائدة بنوعيه الأخضر والأسود وتجارته وتصديره إلى مختلف دول العالم محققة سمعة وشهرة في هذا المجال.

إن الذي أضفى على "سلقين" سحراً وجمالاً هو موقعها الجبلي وشهرتها بزراعة الزيتون والرمان والكاكي والتي جعلت أرضها غابة خضراء من الأشجار المثمرة وقد جعلها ذلك منطقة سياحية تستقطب الزوار والسياح حيث بدأت تشهد حركة سياحية مميزة ترافقت مع تزايد عدد المنشآت السياحية والمقاصف والمنتزهات ومنها منتزه "العجمي "و"غصن الزيتون "و"إسكندرون"

يعتقد أن تسميتها مأخوذة عن اليونانية باعتبارها كانت مصيفاً لـ" سلوقس الأول" إمبراطور"إنطاكية" حيث يقال أن تسميتها كانت "سلقينوس" نسبة إلى اسم ذلك الإمبراطور ومنه اشتق اسمها فيما بعد ليصبح "سلقين"، وهناك بعض الباحثين يقولون إن تسميتها بهذا الاسم مأخوذة من الآرامية وأنها مشتقة من كلمة "سلقنة" ومعناها الصعود وذلك بسبب طبيعة أبنيتها التي تتسلق الوادي صعوداً حتى تكاد تصل إلى قمة الجبل.

ويقول الباحث "عبد الحميد مشلح": «إن تاريخ مدينة "سلقين" يعود إلى ما قبل الميلاد وذلك حسب ما ذكره الباحث الفرنسي "فرومنت" الذي زار "سلقين" عام /1928/م والذي وجد كتابة تؤرخ لتأسيس البلدة في عام /98/ ق.م وأنها كانت تتبع "إنطاكية" في القرن السادس الميلادي وأصبحت خلال تلك الفترة واحدة من أهم ثغورها في المنطقة، وأن القائد العربي "أبو عبيدة بن الجراح" فتحها عام /638 /م وأنها بعد أن وقعت بيد الفرنجة جعلوها حصناً لهم وظل حصنها قائماً حتى القرن الثاني عشر حيث أصبح خراباً وفي العهد العثماني أصبحت "سلقين" مركز ناحية».

ولكن وعلى الرغم من ذلك التاريخ القديم لم يبق أية آثار تدل عليه وأن أهم معالمها الأثرية الباقية الجامع الكبير والحمام القديم الذي يضاهي حمامات "دمشق" بكبره وجماليته وكذلك آثار "كفرعقاب" بالقرب من المدينة.

وحالياً تعد مدينة "سلقين" أنموذجاً للمدينة الحديثة التي تنعم بالبنية التحتية الكافية وبتوفر مختلف الخدمات فيها حيث يوجد فيها كافة مراكز الخدمات العامة من مستوصف صحي إلى مركز ثقافي ودوائر الكهرباء والهاتف والمياه ومصرف زراعي وآخر للتسليف الشعبي، وكذلك يوجد فيها مختلف الصناعات والحرف اليدوية الأمر الذي وفر الأرضية اللازمة لحركة اقتصادية واسعة جعلت منها مركزاً تجارياً هاماً ورئيسياً ليس فقط في منطقة "حارم" وإنما على مستوى محافظة "إدلب" ككل.

ويقول المهندس "عبد اللطيف بوبكي" رئيس مجلس مدينة "سلقين" خلال زيارة موقعeIdleb لمدينة "سلقين" بتاريخ 7/10/2008 : «أن عدد سكان المدينة حالياً يزيد عن/ 34/ ألف نسمة تتنوع نشاطاتهم وتتوزع على مختلف المجالات الزراعية والصناعية والتجارية وفي كل تلك المجالات برع أهلها وتميزوا، كما أن سكانها يمتازون بحبهم الشديد للعلم والتحصيل العلمي فأعداد حملة الشهادات العليا والجامعية في تزايد مستمر وخاصة الأطباء والمهندسين ويوجد فيها ثانويتان للذكور وللبنات وثانوية صناعية وأخرى تجارية وثانوية فنون وتسع مدارس للتعليم الأساسي».

ويقول المهندس الزراعي "عبد الحميد علي آغا" وهو من أبناء مدينة "سلقين": «إن الذي أضفى على "سلقين" سحراً وجمالاً هو موقعها الجبلي وشهرتها بزراعة الزيتون والرمان والكاكي والتي جعلت أرضها غابة خضراء من الأشجار المثمرة وقد جعلها ذلك منطقة سياحية تستقطب الزوار والسياح حيث بدأت تشهد حركة سياحية مميزة ترافقت مع تزايد عدد المنشآت السياحية والمقاصف والمنتزهات ومنها منتزه "العجمي "و"غصن الزيتون "و"إسكندرون"».