في كل مدينة ثمَّة حِرَف تقليدية، تتميز بالأصالة والجودة، يشار إلى أصحابها بالبنان، والسيد "محمد عليوي" (أبوعبدو) واحد من هؤلاء الحرفيين، الذين مازالوا متمسكين بإسلوب العمل التقليدي، فالبوظة العربية التي ينتجها محله، لها شعبية كبيرة لدى الرقاويين، حيث أنهم يعتبرونها الأفضل على الرغم من التطور التقني الذي طرأ على هذه الحرفة.

وعن بداياته مع هذه الحرفة تحدث "أبو عبدو" بتاريخ 29/6/2008 لموقع eRaqqa بقوله: «لقد بدأت بصناعة البوظة العربية منذ خمسة وثلاثين عاما، وكنت أصنعها في منزلي وأبيعها متجولاً على العربة، ثم تشاركت مع أخي الأكبر "أحمد عليوي" الذي يملك محلاً في السوق، فافتتحناه محلاً لصناعة الحلويات والمرطبات، وذلك منذ ثلاثين سنة وحتى يومنا هذا، وحالياً يساعدني بالعمل، أبناء أخي وهما "محمد عليوي" وهو طالب حقوق في جامعة دمشق، و"حسن عليوي" وهو طالب ثالث إعدادي، ولم نغير بإسلوب العمل إلاَّ الشيء القليل».

في البداية كنا نشتري الحليب من مربي الأغنام، ونعتمد اعتماداً كلياً على حليب الغنم في صناعة البوظة، وبعد ذلك رحنا نشتري الحليب من محطة الأبقار بعد افتتاحها، وبعد إغلاق المحطة عدنا لنشتري حليب البقر من مربي الأبقار

وعن سبب الشعبية والإقبال على منتجاته قال: «إن الزبون يهمُّه في النهاية، نظافة المنتج ومذاقه المميز، وجودة المواد المستعملة في صناعته، والحمد لله هذا ما تتميز به منتجاتنا، فأنا ومنذ بدأت بهذه الحرفة، لم أضع قطرة ماء واحدة على الحليب الذي أصنع منه البوظة، بالإضافة إلى العناية بنظافته، حيث تتم تصفيته أكثر من مرة، وكذلك فإننا لا نقوم بإنتاج كميات كبيرة، كي لا يؤثر ذلك على جودتها، وأعتقد أن ذلك هو سبب إقبال الناس على منتجاتنا».

يافطةعمرهاثلاثين عاما.

وعند سؤاله عن مصدر مادة الحليب، وهي المادة الأساسية في هذه الصناعة قال: «في البداية كنا نشتري الحليب من مربي الأغنام، ونعتمد اعتماداً كلياً على حليب الغنم في صناعة البوظة، وبعد ذلك رحنا نشتري الحليب من محطة الأبقار بعد افتتاحها، وبعد إغلاق المحطة عدنا لنشتري حليب البقر من مربي الأبقار».

أما السيد "ابراهيم عبد اللطيف" وهو معلم ابتدائي، وزبون دائم لمحل (أبو عبدو) فقد قال: «إنني أتناول البوظة التي يصنعها أبو عبدو منذ زمن بعيد، ولم يتغير مذاقها إلى الآن، وما زلت أتردد إلى محله أنا وأولادي، على الرغم من المسافة الطويلة التي تفصلنا عنه، وهم يفضلون بوظته على كل أنواع المثلجات الحديثة التي تنتجها المصانع المتطورة».

محمد وحسن بين الدراسة والعمل.
السيد ابراهيم عبد اللطيف