"تكريمي في محافظتي «الرقة» يكتسب أهمية مضاعفة، إضافة إلى أنه يعتبر تقديراً عالياً لجهودي التي بذلتها في خدمة اللغة العربية وآدابها، وبهذه المناسبة أوجه تحيتي وتقديري للسيد وزير الثقافة، ومحافظ الرقة الذي رعى هذا التكريم، ومديرية الثقافة بالرقة التي نظمت هذه التظاهرة الأدبية، والشكر موصول إلى كل المشاركين من الأدباء والنقاد والباحثين الذين لبوا الدعوة بمساهمات نقدية تتناول نتاجي الإبداعي والفكري، خاصة في مجال التنمية الثقافية العربية، والدفاع عن الوجود القومي والوطني، في مواجهة كل أشكال الهيمنة الفكرية، والعولمة"، هذا ما قاله الناقد والباحث الدكتور «عبد الله أبو هيف» لموقع eRaqqa بمناسبة الندوة التكريمية والنقدية التي افتتحت ظهر يوم الأحد (29/6/2008) على مدرج دار الأسد للثقافة بالرقة.
وكانت فعاليات الندوة النقدية التكريمية للمبدع الأديب الدكتور «عبد الله أبو هيف» التي دعت إليها مديرية الثقافة في الرقة، وبمشاركة عربية واسعة من المفكرين والنقاد، وعدد من الأدباء السوريين والعرب قد افتتحت أعمالها بحفل ألقى خلاله السيد «حمود الموسى» مدير الثقافة بالرقة كلمة أشار من خلالها إلى أهمية الإبداع والمبدعين المثقفين معتبراً بأن تكريمهم من الحالات الثقافية المتقدمة، والتي تجسد المحبة والتقدير، واعتباره واجب وطني وقومي، ومن هنا يأتي اهتمام وزارة الثقافة التي عملت وتعمل على تكريم مبدعي الوطن من الأدباء والمفكرين وتكريم الدكتور «عبد الله أبو هيف» ترجمة لهذا الاهتمام، ويشكل حافزاً للمبدعين في الثقافة والأدب.
وألقى الدكتور «محمد صابر عبيد» من العراق كلمة المشاركين قدم فيها المثقف والمفكر العربي «د. أبو هيف» الذي شكل في كتاباته أنموذجاً للوحدة العربية الثقافية، وذلك لانتشاره الواسع في نتاجاته الأدبية، ففتحت له المدن العربية بأسرها أحضاناً رحبة لرؤية إنسانية عميقة وشاملة، راح يجوب بها مشارق الأرض ومغاربها على امتداد الوطن العربي، ويأتي تكريمه من وزارة الثقافة تتويجاً لما حققه من إبداع عبر مسيرة طويلة من العطاء المتجدد.
كما ألقى الدكتور «عبد الله أبو هيف» كلمة أشار فيها إلى دور الثقافة في حياة الشعوب، ومدى أهمية ووقع الكلمة في الدفاع عن القضايا المصيرية الوطنية والقومية.
حضر حفل الافتتاح السادة «رياض العجيلي» و«عبد الله الأحمد» عضوا قيادة فرع الحزب والدكتور «علي الإبراهيم» ممثل راعي التكريم نائب رئيس المكتب التنفيذي لمجلس محافظة الرقة، وجمهور كبير من الشخصيات الرسمية والمثقفين العرب والسوريين وأهالي المحافظة.
ويذكر بأن جلسات النقد الأدبي للمفكرين والباحثين تستمر لمدة يومين على التوالي بمشاركة أكثر من ثلاثين باحثاً وناقداً وأديباً من سورية والعراق والجزائر والأردن وفلسطين، ولبنان.
وكانت فعاليات اليوم الأول قد بدأت منذ مساء الأحد (29/6/2008) في قاعة الدكتور «عبد السلام العجيلي» للمحاضرات بالجلسة الأولى، التي ترأسها الدكتور «صبحي فحماوي» من الأردن، وحمل محورها عنوان: «عبد الله أبو هيف» باحثاً ومفكراً، وقدمت فيها الأبحاث التالية: قول على قول للأستاذ «غسان كلاس» من سورية، وحقانية الكتابة المتحيزة للدكتور «محمود حيدر» من لبنان، وميادين الأدب المقارن في جهود «عبد الله أبو هيف» النقدية للدكتور «راتب سكر» من سورية، و«عبد الله أبو هيف» باحثاً للدكتور «أحمد أنيس الحسون» من سورية، ودور الدكتور «عبد الله أبو هيف» في جماعة ثورة الحرف للأديب «إبراهيم الخليل» من سورية.
أما الجلسة الثانية فترأسها الدكتورة «عالية صالح» من الأردن، وحملت عنوان «عبد الله أبو هيف» ومواقفه السياسية والفكرية والأدبية والنقدية، وقدمت فيها الأبحاث والدراسات التالية: «عبد الله أبو هيف» الناقد في عيون عربية للدكتور «محمد صابر عبيد» من العراق، و«عبد الله أبو هيف» مقاوماً للأستاذ «علي المزعل» من سورية، وصورة للمثقف العربي المعاصر للدكتور «عبد المجيد زراقط» من لبنان، وقصائد شعرية شارك فيها الشعراء «عبد القادر الأسود»، و«محمد منذر لطفي» و«عبد الكريم السعدي».
أما المحور الثالث فحمل عنوان «عبد الله أبو هيف» ناقداً للشعر وأدب الأطفال والمسرح، وقدمت فيه الأبحاث التالية: «عبد الله أبو هيف» باحث حداثي من خلال كتابه الحداثة في الشعر السعودي للدكتور «ياسين الأيوبي» من لبنان، و«عبد الله أبو هيف» وثقافة الطفل للأستاذ «بسام عمر» من فلسطين و«عبد الله أبو هيف» ناقداً مسرحياً للأستاذ «محمود البعلاو» من سورية، و«عبد الله أبو هيف» ناقداً لنقد الشعر للدكتور «عادل فريجات» من سورية.
وفي اليوم الثاني، تنعقد الجلسة الأولى برئاسة الدكتور «محمود حيدر» من لبنان، ومحورها «عبد الله أبو هيف» قاصاً وروائياً، وتقدم فيها الأبحاث التالية: «عبد الله أبو هيف» قاصاً مبدعاً في هواجس غير منتهية للأستاذ «صبحي فحماوي» من الأردن، و«عبد الله أبو هيف» والقصة القصيرة للدكتور «أحمد زياد محبك» من سورية، و«عبد الله أبو هيف» رائد مبدع من رواد أدب القصة للأستاذ «عبد الكريم السعدي» من فلسطين، و«عبد الله أبو هيف» قاصاً للأستاذة «نجاح إبراهيم».
أما الجلسة الثانية فترأسها الأستاذة «رجاء شاهين» من سورية ومحورها «عبد الله أبو هيف» ناقد السرديات، حيث ستقدم فيها الأبحاث والدراسات التالية: نقد السرد القصصي عند «عبد الله أبو هيف»، الرؤية والمنهج للدكتور «فليح السامرائي» من العراق، و«عبد الله أبو هيف» ناقداً للسرديات للدكتور «ياسين فاعور» من فلسطين، ونقد القصة القصيرة في سورية في الثمانينات والتسعينات للدكتور «خليل الموسى» من سورية، و«عبد الله أبو هيف» الجنس الحائر للدكتورة «عالية صالح» من الأردن، والفن القصصي عند «عبد الله أبو هيف» للأستاذ «حسن حميد» من فلسطين.
أما الجلسة الأخيرة من أعمال الندوة التكريمية النقدية فيترأسها «حسن حميد» من فلسطين، ومحورها «عبد الله أبو هيف» ناقداً، وستقدم فيها الأبحاث والدراسات التالية: مدارات النقد عند «عبد الله أبو هيف» للدكتور «دياب قديد» من الجزائر، وحركة النقد في كتاب النقد الأدبي العربي الجديد للدكتورة «مها خيربك» من لبنان، ودراسة نقدية في أعمال «عبد الله أبو هيف» للأستاذة «رجاء كامل شاهين» من سورية.
ويذكر بان الدكتور «عبد الله أبو هيف» من مواليد الرقة عام /1949/ ويحمل شهادة الدكتوراه في العلوم اللغوية والأدبية من جامعة موسكو عام /1992/ ودكتوراه في النقد ونظرية الأدب، جامعة دمشق عام /1999/، وعمل عضواً في المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب، ومديراً للمراكز الثقافية في وزارة الثقافة، ومستشاراً لوزير الإعلام، ورئيساً لتحرير عدد من الصحف والدوريات العربية، منها الموقف الأدبي، والأسبوع الأدبي، والكاتب العربي، وصدر عنه كتاب في سلسلة أدباء مكرمون عن اتحاد الكتاب العرب، بعنوان: الصوت الإبداعي والناقد القومي، وله أكثر من ثلاثين مؤلفاً في مختلف ميادين الأدب والنقد، منها: موتى الأحياء، وأزمة الذات في الرواية العربية، القصة القصيرة في سورية من التقليد إلى الحداثة، العرب والحوار الحضاري، الثقافة العربية وتحديات العصر، وهواجس غير منتهية. ويعمل الآن مدرساً لمادة علوم اللغة والبلاغة في جامعة تشرين باللاذقية.
ومن آراء المشاركين نقتطف: يقول الروائي «حسن حميد» عنه: تجربة «عبد الله أبو هيف» القصصية تعد وجهاً بادياً من وجوه الانعطاف القصصية المهمة التي عرفتها مدونة السرد السورية في مفتتح السبعينيات، وذلك لما توافر لها من حضور في المعنى والمبنى، وثانياً ما توافر لها من أعلام عرفوا باشتقاقاتهم الإبداعية المحلية. وقصص «عبد الله أبو هيف» التقطت وعلى نحو مبكر ما يميز الفنون عامة، والأجناس الأدبية خاصة من رهافة وذكاء وحساسية، وما تجلت عنه من متعة وإقناع.
ويقول عنه «بسام عمر» من فلسطين: جهود «أبو هيف» في مجالات ثقافة الأطفال واهتمامه بقضايا أدب الأطفال وتأصيله وطبيعة علاقته بالتراث الإنساني عموماً والعربي على وجه الخصوص إضافة إلى دوره في تفعيل وتنشيط سينما الأطفال، وتنظيمه للنوادي السينمائية، وإسهامه الكبير في وضع برامج دورات وأساليب العمل الثقافي مع الأطفال لتأهيل المشرفين في مجال تنشيط ثقافة الأطفال، فهو بامتياز ممن أرسوا تقاليد العمل الثقافي في منظمة طلائع البعث.
أما «علي المزعل» من سورية، فيقول عنه: «أبو هيف» في دارساته النقدية والفكرية بتجليات المشروع القومي في الرواية والقصة والمسرح عمل على ترسيخ قيم المقاومة، من خلال احتفائه المتصل بأدبائها، وإنجازاتهم الثقافية.
ويقول الدكتور «فليح مضحي أحمد السامرائي» من العراق: يرتبط الناقد العربي السوري الدكتور «عبد الله أبو هيف» بفن القصة القصيرة بأكثر من وشيجة إبداعية، فهو في المقام الأول قاص أصدر أكثر من مجموعة قصصية حازت على إعجاب القراء والدارسين، مما يعني أنه قاص متمكن يعرف أسرار الكتابة القصصية الإبداعية وأساليبها وأنماطها ومشكلاتها الفنية.