قد لا تكون مرمريتا بحاجة لكل هذه الميزات كي تكون من أشهر القرى في المنطقة فيكفي أن تذكر أسم مرمريتا في أي مكان في العالم حتى تلمس الاحترام والفخر لهذه القرية المتربعة على جبل السايح في وادي النضارى (60) كم غربي حمص و(260) كم شمالي غربي العاصمة دمشق ترتفع عن سطح البحر (700) م وتطل مباشرة عليه من جهة الغرب.

«أصل سكان مرمريتا» إن بلدة مرمريتا قديمة جداً و تدل الآثار التي وجدت أثناء حفر الآبار أو حفر أساسات المنازل على قدم هذه البلدة ويقال أنها سكنت منذ زمن الفينيقيين وهدمت عدة مرات أما العائلات التي تسكنها حاليا فأقدمها يرجع إلى القرن الخامس عشر الميلادي وقد هاجرت هذه العائلات على شكل أفراد من حوران كما هاجر بعضهم من لبنان ولا يوجد تاريخ مدون يوضح تاريخ هذه العائلات وتطورها وإنما هناك أحاديث متناقلة أبا عن جد وتدل هذه الأقوال الشفهية المتناقلة أن أول عائلة سكنت بلدة مرمريتا حوالي عام (1500) م هي (آل المسلوب).وهناك عائلتان كبيرتان تشكلان نصف عدد سكان البلدة وهما (آل سلامة) و(آل اليازجي).يبلغ عدد سكان مرمريتا حوالي نسمة (8000) إلا أن هناك كثيراً من أبناء البلدة يعيشون في بلاد الاغتراب ويبلغ عدد المغتربين حوالي (18000) نسمة.

«أصل اسم مرمريتا» تقول المراجع التاريخية أن اسم مرمريتا اسم سرياني وسبب تسمية هذه البلدة بهذا الاسم هو أنه كان يوجد فيها معبد صغير لقديسة تدعى (مرتا) وسمي هذا المعبد المقدس (مار مرتا) أي معبد القديسة مرتا وأخد هذا الاسم يتطور على مر الأيام حتى أصبح (ما مريتا) واختصر إلى اسم مرمريتا وهو الاسم الحالي لهده البلدة.

مرمريتا وقفت مع المقاومة في حرب لبنان

«المناخ في مرمريتا» إن المنطقة ككل المناطق السورية واقعة في المنطقة المعتدلة الحارة. ولكن مرمريتا خاضعة لمناخ البحر المتوسط وهي تمتاز بفصل جاف طويل يمتد أكثر من ثمانية أشهر من نيسان وحتى تشرين الثاني وتترواح درجات في الشمس ما بين ( 32ْ-35ْ) أما في الظل فتتراوح ما بين( 24ْ-27ْ) إلا أن هذه الحرارة تتعدل وخاصة بعد الساعة الثانية بعد الظهر بسبب هبوط رياح خفيفة بحرية منعشة رطبة ونادراً ما تسقط الأمطار في الصيف. وهذا ما يميز مناخ البلدة ويعد من أهم مقوماتها السياحية.أما في الشتاء فتسقط فيه الأمطار اعتباراً من منتصف تشرين الثاني و حتى أواخر نيسان و قد تهطل الزخات الغزيرة في أيار وتتراوح كمية التهاطل في المنطقة ما بين (700-1200 ) مم فكثيراً ما تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر و خاصة في كانون الثاني وشباط و تسبب الجليد والثلوج و يبلغ عدد أيام الثلج و الجليد في السنين العادية من( 25-30) يوماً من كل عام و خاصة أثناء هبوب الرياح الشمالية الشرقية القادمة من جهات تركيا (هضبة أرمينيا) بعد أن تمر بمناطق مكسوة بالثلوج.كمايوجد في مرمريتا عدد من الينابيع العذبة مثل عين الشايبة وعين الصحن وعين زريق.

في العام /1932/م افتتحت أول مدرسة ابتدائية في القرية لتحتضن أبناءها وبناتها ثم توالى افتتاح المدارس الخاصة في ذلك العقد إلى أن جاء العام /1956/م حيث أسست وزارة المعارف التي أسست أول مدرسة إعدادية في مرمريتا كانت الأولى في كل منطقة وادي النضارة . وساهمت كثرة المدارس وانتشار التعليم في رفد المنطقة والمحافظات السورية الأخرى بالعديد من المعلمين والمدرسين وتعددت اختصاصات الخريجين في الجامعات المتوفرة في سورية ولبنان فظهر مبدعون في عدة مجالات أمثال رفيق الخوري والياس الشيخ وغيرهما في مجال القضاء وعيسى سلامة في مجال المحاماة الذي تبرع في أواخر حياته بمكتبته الزاخرة لمكتبة الأسد والمحامي الشهير اسبر اليازجي الذي انتخب نائبا في الندوة البرلمانية لأكثر من مرة. تضم مرمريتا نسبة عالية من حملة الشهادات الجامعية وكان هناك إحصائية شبه رسمية منذ أكثر من (30) عام أحصت فقط عدد الأطباء وكانوا (200) طبيب حينها.

كما تشتهر بلدة مرمريتا بكرنفالها الذي تقيمه بمناسبة عيد السيدة في منتصف شهر آب والذي يشارك فيه ويدعمه عدد كبير من المغتربين من البلدة الذين ساهموا ايضا في توفير الآليات للمساعدة في التطوير السياحي من وسائل النظافة والدعم الصحي.

وتستقبل البلدة قاصديها من السياح في فنادق مريحة ومقاصف ومطاعم شعبية كما تستفيد من وجود أماكن دينية ومواقع سياحية وأثرية في الجوار يعرج معظم قاصديها الى مرمريتا في ختام زيارتهم مثل دير مارجرجس في المشتاية ومقام السيدة العذراء في القلاطية وقلعة الحصن الشهيرة ما يساعد في تنشيط السياحة.