اختتمت أعمال الندوة الدولية حول «جلال الدين الرومي رائد الفكر الإنساني والتصوف» بتوصيات هامة، وذلك بعد أن استمرت الجلسات العلمية لليوم الثاني على التوالي، والتي شارك فيها ثلاثون باحثاً من: سورية والأردن ومصر وتونس والجزائر والإمارات وتركيا.

فبعد جلسات اليوم الأول من هذه الندوة، والتي تركزت على محورين اثنين: أولهما «جلال الدين الرومي ونتاجه الفكري» وثانيهما «جلال الدين الرومي وأعلام التصوف» استمرت الجلسات لليوم الثاني، وتركزت على محاور عدة: « دلالات العشق عند جلال الدين الرومي» حيث تحدث في هذ1 المحور: الدكتور حسين الصديق، والدكتور عمر أوزكان، والدكتورة رئيفة أبو رأس، والدكتور أمين عودة، وفي محور «رمزية الناي عند جلال الدين الرومي» تحدث كل من: الدكتور وفيق سليطين، والدكتور يوسف زيدان، والدكتور الطاهر الهمامي، والدكتور علي القيم، والدكتور أحمد طعمة حلبي، أما المحور الثالث: «قراءات معاصرة في نتاج جلال الدين الرومي» فقد تحدث تحدث فيه: الأستاذ محمد كمال، والدكتور محمود أبو الهدى الحسيني، والدكتور عمر عبد العزيز، والأرشمندريت الدكتور إيليا طعمة.

وقد تخللت الندوات مداخلات وأسئلة أغنت البحوث المقدمة، وخلص الباحثون المشاركون في الندوة إلى التوصيات عدة أهمها: التركيز على التراث الحضاري العربي الإسلامي بأشكاله كافة، في وقت تشتد الحملة الظالمة على هذا التراث الحضاري فكراً وأدباً وغنى إنسانياً، و ضرورة العناية بالزوايا والتكايا الصوفية المولوية المنتشرة في مدن العالم الإسلامي، ومنها التكية المولوية في مدينة حلب، وذلك بالترميم وإعادة التأهيل والإغناء بالكتب المناسبة، والعمل على إعادة روح المولوية إلى هذه التكايا للإفادة منها في عرض التراث الحضاري الإسلامي، كرمز للفكر الإنساني المتسامح المعترف بالآخر، والتوجيه للتركيز على جلال الدين الرومي في الدراسات الجامعية العليا، كواحد من أعلام الحضارة الإنسانية، وإعداد لجان متخصصة لترجمة أعمال جلال الدين الرومي في مدن العالم الإسلامي، وبشكل متقن ومدروس، يقوم به أصحاب الشأن من المتخصصين، وبذلك تكون الترجمة عن الفارسية مباشرة، والتواصل مع الفرق الفنية التي تؤدي المولوية في مدن العالم الإسلامي، ومحاولة التنسيق فيما بينها للوصول إلى منابع الفكر والفن الموسيقي الذي قامت عليه الطريقة المولوية، ونبذ الطرق الحديثة التي تناولتها بشيء من عدم الاحترام، وقراءة تراث جلال الدين الرومي بصورة معاصرة، وعدم فهم الصوفية على أنها زهد وهرب من الحياة وانطواء على الذات، واستخدام التقانات المعاصرة في التوسع بدراسة هذا التراث، وأخيراً طباعة أعمال هذه الندوة لدى وزارة الثقافة.

ختاماً وزع الدكتور تامر الحجة محافظ حلب، والدكتور علي القيم معاون وزير الثقافة، والأستاذ محمد قجة شهادات التقدير والحضور للباحثين المشاركين.