رجل الأعمال السوري فريد عطّار الحلبي المولد، البريطاني الجنسية والإسباني الإقامة، يعود إلى بلده في زيارة عمل لم تمنعه من القيام بجولة سياحية في ربوع محافظتي حلب، وإدلب ليلتقيه موقع eIdleb أثناء زيارته لضريح المعري.

فريد العطار مواليد (حلب1942)، مغترب منذ 1977م بدأ بالتعبير عن شوقه لكل حبة تراب في الوطن. قال متحدّثاً عن بداية تغرّبه قائلاً:" والدي كان يقيم في اليمن، ومن هناك سافرت إلى انكلترا، ثم إلى إسبانيا لأقيم فيها إلى اليوم، وقد اخترت إسبانيا (بسبب الرباط التاريخي الذي يجمع الإسبان بالعرب) حيث ما زالت حضارتنا العربية في الأندلس تفعل فعلتها إلى اليوم، حتى إنَّ كثيراً من العائلات الإسبانية تكنى بأسماء عربية فتجد كنية (بني قاسم، المنصور)، وأيضاً هناك العديد من المفردات العربية التي تستعمل من قبل الإسبان كـ (الناعورة، البركة، المخّدة، الوادي، الوادي الكبير)، وهذا ينعكس إيجاباً على الاحترام المتبادل، وعلى المعاملة الجيدة التي نلقاها من الإسبان وخاصة الجالية السورية التي تعتبر من الجاليات المهمة جدا لكونها مثقفة ولها دورها الحضاري والثقافي على الساحة الإسبانية فمثلاً في كلّ مشفى أو نقطة طبية هناك طبيب سوري إضافة إلى أصحاب الشهادات العلمية في الجوانب المختلفة، عدا عن رجال الأعمال السوريين".

*كيف ينظر الإسبان إلى سورية، وخاصة أولئك الذين قدموا إليها كسائحين؟

أسعى حالياً لإقامة شركة سياحية لإحضار (كروبات) إلى سورية، والذي شجعني هو السمعة الطيبة جداً لسورية من حيث الطبيعة الساحرة والعمق الحضاري والتاريخي للبلد، فكثيراً ما اجتمع بإسبان زاروا بلدنا، ويفرحني كثيراً حالة الدهشة والسعادة التي غمرتهم، لما وجدوه من آثار عظيمة ومن معاملة رائعة من هذا الشعب المضياف فمرة حكى لي أحدهم أنه كان وزوجته في زيارة إلى أحد المواقع الأثرية في محافظة إدلب، وحين همّ لمغادرة الموقع سمع طفلاً ينادي بصوت مرتفع (ريال مدريد..ريال مدريد) فاستغرب هذا النداء، ولكنه حين التفت إلى الطفل فوجىء به يركض حاملاً له محفظته التي نسيها (كان فيها جوازي سفره وزوجته وأيضاً النقود، تابع الإسباني معجباً: ما أنبل ذلك الطفل وما أطيب ذلك الشعب).

وأقول لك بصراحة يتابع (الأستاذ فريد): "يفترض بسورية أن تكون الأولى عالمياً من حيث عدد السائحين الوافدين، فالمقومات الأساسية للسياحة موجودة من حيث الطبيعة والأمان والعمق الحضاري، ولكن للأسف هناك ضعف كبير للترويج السياحي فمثلاً لو ذكرنا عدد المغتربين السوريين الذين يفوق عددهم الخمسة عشر مليون، ويتوزعون في كل بلاد العالم وكثير منهم ولد في بلاد الاغتراب وبحاجة لمن يعرفه بحضارة البلد العظيمة التي تعتبر عاصمته دمشق أقدم مدينة عرفتها البشرية ويعتبر هو مهد لكل حضارات الأرض، لو عرفنا ذلك لاقتنعنا بوجود هذا الضعف في عملية التوريج السياحي".

الحديث مع الأستاذ فريد قادنا إلى المطبخ السوري حيث ذكر أن الكثيرين من الإسبان يأتون إلى سورية بسبب المطبخ المتميز فيها فهم يعشقون الأطعمة السورية كـ (اللحمة بكرز، الكبب بأنواعها) وخاصة أن المطبخ الإسباني يتميز فقط بالسمك فإحدى الإسبانيات قالت لي سأزور سورية من أجل هذه (وكانت تتناول قطعةً من حلاوة الجبن).

أخيراً شكرنا الأستاذ فريد لإعطاءه لنا الوقت لإجراء هذا الحوار لننهي اللقاء بالعهد على التواصل المستمر بين الموقع الذي يسعى لأن يكون جسراً بين كل المغتربين السوريين في إسبانيا وفي غيرها من دول الاغتراب، وبين بلدهم المشتاق دائماً للقاء أبنائه.