أسست "ريم الحايك" مرسم "شغف" عام2017 بهدف زيادة الوعي المجتمعي لأهمية الفن ودوره في تكوين شخصية الطفل والتعبير عن مشاعره، وعبر ست سنوات تم إنجاز عدة معارض وورشات عمل متميزة من حيث الفكرة والأسلوب.

الملخص: أسست "ريم الحايك" مرسم "شغف" عام2017 بهدف زيادة الوعي المجتمعي لأهمية الفن ودوره في تكوين شخصية الطفل والتعبير عن مشاعره، وعبر ست سنوات تم إنجاز عدة معارض وورشات عمل متميزة من حيث الفكرة والأسلوب.

أسست مرسم "شغف" بدافع حبي للفن وإيماني بأهمية نشره كطريقة حياة وليس فقط كعمل فني موضوع بلوحة، فالجميع بحاجة للفن لأنه نهج يجعلنا نتلمس الجمال بكل ما حولنا، ولكونه جانباً إبداعياً يتماشى مع جميع جوانب حياتنا ولحاجة الأطفال والجميع للفن بظل الظروف التي مرت بنا، ويهدف المرسم من الناحيتين الفنية والاجتماعية إلى زيادة الوعي لدى جميع شرائح المجتمع لأهمية الفن، وبناء علاقات صداقة بين الأطفال واليافعين قائمة على الشغف والحب والصدق الفني والحوار البناء

التّأسيس

تتحدث الفنانة "الحايك" عن دوافعها لتأسيس مشروعها بقولها: «أسست مرسم "شغف" بدافع حبي للفن وإيماني بأهمية نشره كطريقة حياة وليس فقط كعمل فني موضوع بلوحة، فالجميع بحاجة للفن لأنه نهج يجعلنا نتلمس الجمال بكل ما حولنا، ولكونه جانباً إبداعياً يتماشى مع جميع جوانب حياتنا ولحاجة الأطفال والجميع للفن بظل الظروف التي مرت بنا، ويهدف المرسم من الناحيتين الفنية والاجتماعية إلى زيادة الوعي لدى جميع شرائح المجتمع لأهمية الفن، وبناء علاقات صداقة بين الأطفال واليافعين قائمة على الشغف والحب والصدق الفني والحوار البناء».

الفنانة "ريم الحايك" مع أحد الاطفال

مساحة مفتوحة

معرض المركز الوطني للفنتون البصرية

يعمل ضمن المرسم "شغف" 12 مدرساً ومدرسةً من طلاب وخريجين ومحاضرين بكلية الفنون الجميلة، وترتكز نشاطاته على (الرسم، النحت، الخط العربي، هاند كرافت، فن العمارة للصغار، فنون الأزياء، الخزف، الحفر والطباعة)، ويعتبر مرسم "شغف" -حسب "الحايك"- مساحة مفتوحة للفن قابلاً لطرح أي فكرة فنية وتطوير أي مشروع فني يخص الأطفال واليافعين من عمر الأربع سنوات وحتى ثمانية عشر عاماً.

وحرصت "الحايك" على التعاون مع أكثر من جهة منذ تأسيس المرسم منها "المركز الوطني للفنون البصرية"، مؤسسة "حدودي السما"، "جمعية الندى"، "مسار"، "الأمانة السورية للتنمية"، "غاليري البيت الأزرق"، وزارة الثقافة، ومؤسسة " غولدن إيج".

معرض "البيت الأزرق"

وعن أسلوب التدريب المتبع في المرسم تقول "الحايك": «بإمكان الأطفال اتباع دورة تدريبية لمدة محددة أو المشاركة بورشات العمل المستمرة والمتنوعة، حيث يتم الإعلان عن نشاطاتنا باستمرار عبر صفحة المرسم على وسائل التواصل الاجتماعي، يتم تدريس الأطفال حسب شخصياتهم وحاجاتهم، كما يتم تقديم الدعم النفسي عبر عدة مشاريع فنية أو العمل مع الأطفال تقنياً وتطويرهم فنياً وأكاديمياً، وأيضاً بإمكان من يرغب منهم حضور ورشة واحدة فقط لأن مقر المرسم في مجمع "أب تاون" مشروع دمر تزوره كافة الشرائح المجتمعية، ومؤخراً نظم المرسم ورشات فنية للعائلة وللسيدات».

معارض وفعاليات

منذ تأسيسه أقام المرسم عدة معارض فنية تذكر لنا منها "الحايك" معرضاً في مجمع "أب تاون" عام 2017 شارك فيه 40 طفلاً برعاية وزارة الثقافة، ورشة فنية لجميع التقنيات الفنية بإشراف الفنان "محمد العلبي"، وفي عام 2018 أقام المرسم عرض أزياء شاركت فيه 15 طفلةً من المرسم على مسرح حديقة "تشرين"، ومعرضين فنيين مشتركين مع المركز الوطني للفنون البصرية عام 2028 و2019، ومعرضاً آخر في مدينة "بودابست" الهنغارية من تنظيم الفنانة التشكيلية "حنان سيف" شارك فيه 25 طفلاً من مرسم شغف، بالإضافة إلى معرض فني مشترك مع مؤسسة "حدودي السما" قائم على فكرة دمج الأطفال الأصحاء مع ذوي الهمم شارك فيه 60 طفلاً، كما شارك المرسم في بازار فني مشترك مع جمعية "الندى" ومؤسسة "حدودي السما" للفن الخدمي، بالإضافة إلى المشاركة في برمو بدار الأوبرا بمهرجان ذوي الإعاقة الرابع، وفي عام 2020 أقام المرسم معرضاً فنياً مشتركاً مع "المركز الوطني للفنون البصرية" في الهواء الطلق شارك به 150 طفلاً، وآخر قائم على فكرة الحركة والثبات شارك به 80 طفلاً عام2021، وفي عام 2022 كان معرض فني لأطفال المرسم في غاليري "البيت الأزرق" بمشاركة 80 طفلاً.

نتائج ملموسة

من أهالي الأطفال التقينا "هبة زهيرة" التي ترتاد المرسم مع أطفالها منذ عدة أشهر وحول تجربة أطفالها تقول: «في البداية لفتني اسم المرسم لأنه معبر جداً ومدروس بعناية، فقررت زيارته بصحبة ابني بحر (10 سنوات)، وابنتي مارين (6 سنوات)، وهناك وجدت مدربين ومدربات يقمن بتعليم الأطفال الرسم والنحت وفنون أخرى بشغف، بدا المركز بالنسبة لي كخلية نحل، اتبع فيه أبنائي دورات فنية عديدة ساهمت باكتشاف وتنمية مهاراتهم في النحت والرسم بشكل سريع، وتحول منزلنا إلى معرض رسم ونحت يستدعي انتباه جميع ضيوفنا، يتميز المرسم بفريق عمل متناغم بأداء متقن بكل أقسامه، الجميع يعطي بمحبة واهتمام، وعلاقة التواصل مع الطفل مبنية على أسس نفسية مدروسة لاستقبال انفعالاته وغمره بالمشاعر الدافئة وتشجعيه ما يجعل أطفالي متحمسين دوماً لدرس الرسم، سعيدة جداً بتجربة أبنائي فيه، وبتحسين قدراتهم التعبيرية على الورق بشكل ملحوظ، وتطور مهاراتهم بتنسيق الخطوط والألوان وتكوين مجسمات من الصلصال ما عزز لديهم الثقة وجعلهم فرحين بمحاولاتهم وشكّل انعكاساً إيجابياً في سلوكهم اليومي، كما اتبعت بدوري مؤخراً ورشة العمل المخصصة للسيدات».

عالم الطفل

من المدربات التقينا "رهام غسان ناجي" التي تعمل في المرسم منذ عام 2018 وتدرّس الأطفال من عمر 8 وحتى 16 عاماً حول دوره في تنمية المواهب تقول: «نشأ دور المرسم من أهمية تعليم الفن للأطفال لما له دور مؤثر في نفسية الطفل وتطويرها، ومعالجة الكثير من المشاكل التي يواجهها، ومن هنا نبع شعور أهمية الفن لدى أهالي الأطفال وازداد وعيهم أكثر عند ملاحظة نتائج الفن وأثره على بقية الجوانب المتعلقة بالطفل نفسه كالمجتمع والمدرسة وحتى حياته مع عائلته، فالفن يهذب روح الطفل ويزيد فكره تطوراً، الكثير من الأطفال يرفضون الدخول إلى المرسم فنحاول أن نلاطفهم بالأشياء التي يحبونها، لذا علينا أن نتعامل معهم بطريقة الحوار والمناقشة ثم نقوم بتقديم الاقتراحات وبناءً عليها يتجاوب الأطفال فالحوار أهم طريقة للدخول إلى عالم الطفل نفسه».

نشير إلى أن الفنانة "ريم الحايك" حاصلة على بكالوريوس فنون جميلة، قسم الغرافيك وماجستير في التراث الشعبي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم علم الاجتماع، وبالإضافة إلى المعارض أقام المرسم عدة ورشات عمل منها ورشة خزف وعروض أزياء للأطفال وفعالية "العائلة الفنية".