ينطلق العشرات من الباعة الجوالين من عديد المناطق باتجاه بلدة "اليعربيّة" يوم الأحد من كل أسبوع، ليكون يوماً مميزاً لأهالي البلدة والقرى المجاورة، ففيه يلتقي المحبون والأصدقاء وحتّى الأهل، حيث يجدون مختلف الضائع والمواد وبأسعار منافسة.
علاقة اجتماعيّة ترسخت بين الباعة وأهالي البلدة
هذا السوق قديم جداً، بل يعد أحد أقدم الأسواق الجوّالة، فهو قائم من عشرات السنين، ويوفّر علينا المال والجهد، فتجد فيه ما تحتاجه الأسرة من سلع ومواد بأسعار مناسبة، وما يميز السوق العلاقة الطيبة مع الباعة وتعاملهم مع الزبائن. وأوضحت الشاهين: طبعاً نعتبر أنفسنا منهم وهم منّا، حتّى إننا نطلب منهم تأمين لوازم يمكن لا تتوافر معهم، ليأتوا بها في المرة القادمة، إضافة إلى ذلك كثير من اليافعين والشباب يعملون في السوق، وأبناء البلدة يستفيدون منه، بعرض بضاعاتهم ليصبح السوق جزءاً مهماً ورئيسياً من البلدة وحياة الأهالي
السوق أحد أقدم الأسواق على مستوى المنطقة، يوفر فرص عمل لكثير من الناس، وخاصةً فئة الشباب، كما أنه يجمع عديد المواد والمستلزمات والبضائع التي تحتاجها الأسرة، لذلك بات أغلب الأهالي بانتظار حلول يوم الأحد من كل أسبوع.
"أحمد عمر السالم" من أهالي مدينة "القامشلي" يقطع مسافة 70 كم بشكل أسبوعي، مرافقاً بضاعته إلى سوقها، ولا يمكنه التغيّب عن البلدة وأهلها وعن السوق، يضيف عن رحلته في ذلك السوق قائلا : «مضيت من عمري أكثر من ثلاثة عشر عاماً في هذا السوق، يرافقني من مدينتي العشرات من الباعة، يأتون ببضائع مختلفة، ومواد منوّعة، نحن الباعة سواء من مدينة "القامشلي" أو من البلدات الأخرى، باتت بيننا علاقة اجتماعيّة أقرب للعائلية، كذلك تربطنا وتجمعنا معرفة اجتماعية أكثر من رائعة مع أبناء البلدة، ومع زوّار السوق عامة، أكثر من ذلك، نتناول الطعام والشراب معاً، وهذه حالة اجتماعيّة راقية جداً، وأضاف: كوّنت في البلدة أصدقاء هم بمنزلة الأهل والقرابة، نتبادل الزيارات العائلية ونقوم فيما بيننا بالواجبات الاجتماعيّة، هذه المزايا كلّها نتجت عن هذا السوق الجوّال».
وأشار "أحمد" في حديثه لمدونة وطن إلى أن بضاعته تشمل مختلف الأدوات المنزليّة، يحرص على بيعها بسعر مقبول ومنافس للأسواق الثابتة، فهو يريد كسب الناس ورضاهم، إضافة إلى ضرورة عودتهم للسوق بشكل دوري، وهذا الأمر لا يتحقق إلا بالأسعار المنافسة حسب ما قاله "أحمد"
السوق أسهم في توفير العديد من فرص عمل
أمّا "عايد الخالد" من أهالي ريف بلدة "الجوادية" فقد وجد في سوق "اليعربيّة" فرصة لتأمين عمل يناسب وضعه، معتبراً أن السوق أسهم في توفير دخل مناسب يؤمن احتياجات أسرته.
"عايد" قال في حديثه للمدونة: «منذ ثلاث سنوات فقدت عملي، ووجدت في هذا السوق فرصة عظيمة، لا أحتاج لشهادة أو خبرة، فقط وسيلة تنقل الخضرة التي أبيعها، ويتابع كلامه: الأهم أنني أغير البضاعة في كل فترة، سابقاً كنت أبيع ملابس الأطفال، لاحقاً أبيع مجموعة من أنواع التوابل، حالياً مهتم ببيع الخضار الموسميّة، و هناك جوانب إيجابيّة كثيرة في السوق، منها أنني أقوم بتأمين ما يلزم لمنزلي وأسرتي منه، دون الحاجة للتنقل والذهاب إلى أسواق بعيدة وثابتة، وهناك أصدقاء لي هم باعة ضمن السوق، استقروا مع أسرهم في بلدة "اليعربية"، حتى يكونوا قريبين من مكان عملهم في السوق، وهم من عدة مناطق».
السوق ما يزال قائماً من عشرات السنين
الستينية "نورة حمد الشاهين" من أهالي بلدة "اليعربية" أكّدت لمدونة وطن أنها استغنت عن الذهاب إلى سوق "القامشلي" والأسواق الأخرى، وذلك بسبب وجود سوق بلدتها وما يوفره من كل المواد الأساسية ضمنه، وتقوم هي وكثير من مثيلاتها بانتظار قدوم الأسبوع، خاصة يوم الأحد لتأمين وشراء ما يلزم من احتياجات حسب كلامها.
وتتابع الشاهين حديثها: «هذا السوق قديم جداً، بل يعد أحد أقدم الأسواق الجوّالة، فهو قائم من عشرات السنين، ويوفّر علينا المال والجهد، فتجد فيه ما تحتاجه الأسرة من سلع ومواد بأسعار مناسبة، وما يميز السوق العلاقة الطيبة مع الباعة وتعاملهم مع الزبائن.
وأوضحت الشاهين: طبعاً نعتبر أنفسنا منهم وهم منّا، حتّى إننا نطلب منهم تأمين لوازم يمكن لا تتوافر معهم، ليأتوا بها في المرة القادمة، إضافة إلى ذلك كثير من اليافعين والشباب يعملون في السوق، وأبناء البلدة يستفيدون منه، بعرض بضاعاتهم ليصبح السوق جزءاً مهماً ورئيسياً من البلدة وحياة الأهالي».
مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 1 حزيران 2025 زارت السوق وأجرت اللقاءات السابقة.