منذ تأسيسها قبل سنوات مضت، شكلت مجموعة "أحلام صغيرة" عنواناً بارزاً في العمل الاجتماعي والخيري بمدينة "القامشلي"، حيث تقدم المجموعة الدعم والتمكين للنساء من مختلف المحافظات السورية، وخصوصاً أولئك الوافدات واللاتي لا معيل لهن.

للمعيلات فقط

نالت كثير من الأسر المحتاجة المساعدة وكسبت المساندة من المجموعة النسوية "أحلام صغيرة"، وخاصة النساء اللواتي تعيل أسرها، حيث تبذل المجموعة جهوداً استثنائيّة للوصول إلى المستهدف الحقيقي، ومن بين النساء اللواتي نلن الدعم المادي من المجموعة المذكورة "أمينة محمد"، والتي عبرت عن ارتياحها لكل ما لمسته من المساعدة والاهتمام.

لديّ خبرة في مجال الخياطة، أستطيع إنجاز وخياطة مختلف أنواع الملابس، كنتُ أحتاج دعماً في تسويق إنتاجي، تحقق ذلك عبر المجموعة من خلال عديد المعارض الفنيّة والأعمال اليدوية التي ننجزها نحن أعضاء المجموعة فقط، وهي إحدى أهداف المجموعة، أن تعتمد النساء على أنفسهن واللواتي تملك الخبرة في بعض المهن والهوايات

"أمينة" كانت بأمس الحاجة لذلك الدعم، خصوصاً في ظل الظروف الجويّة الصعبة، وعن ذلك تقول: «هناك حرص من الفريق النسوي الذي يعمل تطوعاً وحباً بالمساعدة، بأن يكون المعيل من النساء بالدرجة الأولى، وتحاول تقديم كل ما تحتاجه الأسر الفقيرة أو تلك التي فقدت معيلها والأولوية للأسر النازحة والوافدة والتي تعيلها نساء، وقد تم تقديم خدمات كبيرة ومجاناً من مجموعة "أحلام صغيرة" سواء بمساعدتي بمادة مازوت التدفئة أو ملابس شتوية لأطفالي الأيتام، والمجموعة وقفت إلى جانب العديد من الأسر وقدمت لهن إعانات مادية مختلفة وكانت نموذجاً رائعاً في عمل الخير».

فاطمة يميناً وسهام يساراً

مشاريع صغيرة

جانب من أعمال نساء أحلام صغيرة

"جمانة محمد ناقوع" من مدينة "إدلب" ومقيمة في مدينة "القامشلي" إحدى النساء اللواتي أعلنت عن حب وقناعة انضمامها إلى مجموعة "أحلام صغيرة" بهدف الاستفادة من مجال عملها، تقول: «لديّ خبرة في مجال الخياطة، أستطيع إنجاز وخياطة مختلف أنواع الملابس، كنتُ أحتاج دعماً في تسويق إنتاجي، تحقق ذلك عبر المجموعة من خلال عديد المعارض الفنيّة والأعمال اليدوية التي ننجزها نحن أعضاء المجموعة فقط، وهي إحدى أهداف المجموعة، أن تعتمد النساء على أنفسهن واللواتي تملك الخبرة في بعض المهن والهوايات».

أما ابنة مدينة "دير الزور" "غادة حميدي" فقد فرضت ظروف الحرب عليها أيضاً مغادرة مدينتها، والإقامة في مدينة "القامشلي" وانضمت إلى مجموعة "أحلام صغيرة" مستثمرة خبرتها في مجال صناعة الحقائب النسائية للمشاركة في المعارض التي تقيمها "أحلام صغيرة"، مؤكدة أهمية عمل وتوجهات المجموعة في دعم النساء المعيلات وتخفيف الظروف المعيشية القاسية عنهن.

خلية عمل

انطلقت فكرة تأسيس مجموعة "أحلام صغيرة" من خلال سيدتين، إحداها "فاطمة خليل" من سكان مدينة "القامشلي" والتي تعد المساعدة واجباً أخلاقياً وإنسانياً، وتضيف: «هناك متعة كبيرة في مساعدة الناس، وقد تربينا على هذا النهج، وتلقيت التشجيع والتحفيز من أسرتي وزوجي وأهلي، لذلك تطورت الفكرة لتصبح مجموعة تشمل عشرات النسوة، نسعى ومن خلال المعارف والأهل والأصدقاء إلى تقديم كل أشكال المساعدة للأسر المحتاجة، لا نستهدف تقديم المادة العينية أو المادية فقط، بل نهتم بجانب التمكين من خلال تنمية المواهب وتعزيزها لدى الفتيات والنساء، وحققنا الكثير من النجاحات في هذا الجانب، استطعنا وعبر السنوات الماضية تحقيق هدفنا الأهم وهو تشكيل خلية اجتماعية منوعة وجميلة، عنوانها العمل والمحبة والسخاء، وهذه صورة المرأة السورية».

أحلام كبيرة

"مع بداية الحرب سمعت "سهام الأحمد" الكثير من القصص الحزينة التي حملتها أسر نازحة ووافدة، الى المنطقة وتأثرت بها بشكل كبير، خاصة تلك القصص التي أبطالها نساء.

وتضيف "الأحمد": «مع بدايات النزوح التي تزامنت مع الحرب، تحملت المهمة بالبحث عن الخيّرين والأهل لكسب المساعدة، والوصول لكل محتاج، وصلت لصديقتي "فاطمة" انطلقنا معاً، ساهمنا بالكثير، ومنحنا الحب والمساعدة والأمان لأسر عديدة، تطورت الفكرة وقررنا أن ننشأ أسرة جميلة بعنوان "أحلام صغيرة" وصل عدد النساء فيها إلى 69 امرأة من كافة المحافظات والمناطق السورية، نتعاون ونتساعد معاً، نقيم المعارض للمنتجات من أعمال النساء سواء الخياطة أو المؤونة أو التطريز، ولدينا مكان مخصص لجمع الإعانات والمواد من الخيرين لتوزيعها على الأسر المحتاجة الني تعيلها نساء حصراً، ولدينا مبادرات في المناسبات كشهر رمضان، وفصل الشتاء، وللمرضى خاصة الأمراض المزمنة، نقف مع كل أسرة محتاجة، وتبحث عن مواد ضرورية وأساسية تحتاجها في منزلها، نأمل أن يتغير اسم مجموعتنا قريباً إلى "أحلام كبيرة"».

"مدوّنة وطن" أجرت اللقاءات السابقة بتاريخ 15 آذار 2023.