"حملتنا انطلقت من الشام لدعم أهلنا بالمناطق المنكوبة بمواد إغاثية ودعم تنموي مجتمعي، ورجعت محملة برسائل المحبة من أهلنا بالمحافظات المنكوبة والمتضررين والأطفال"، بهذه العبارات انطلق فريق "جمعية سلام" إلى المدن المنكوبة بالزلزال، بحملة "مع بعض نحنا أقوى"، والتي ميزها العمل بروح الفريق المتعاون والمتفاني، وانطلقت بتجهيز وتصنيف المساعدات الإغاثية التي سيتم إرسالها إلى المناطق المنكوبة، بالإضافة إلى وضع برنامج توعوي وتنموي لدعم المتضررين نفسياً ومجتمعياً وخصوصاً الأطفال والنساء وكبار السن.

"مع بعض نحن أقوى"

"مدونة وطن" زارت مقر الجمعية والتقت "علي حسن" مسؤول التواصل بجمعية "سلام" الذي يقول: «نحن كجمعية يندرج عملنا بالجانب التنموي والمجتمعي وليس الإغاثي، ولكن نتيجة الظروف التي طرأت بعد الزلزال الذي أصاب عدة مدن سورية لم نستطع الوقوف مكتوفي الأيدي، فلم يكن لدينا خيار إلا الدخول بالمجال الإغاثي، فكانت الخطوة الأولى لنا بحملة للتبرع بالدم، حيث نشرنا على موقعنا دعوة للحملة وبالفعل كان الإقبال كبيراً من الفريق، والكثير من الأفراد الذين لبوا النداء وأتوا إلى بنك الدم للتبرع، ثم بدأنا باستلام التبرعات العينية لإيصالها إلى المتضررين بالزلزال، فكانت بالبداية من المجتمع الأهلي من سكان منطقة "المزة 86" حيث قدموا الألبسة والمواد الغذائية والمنظفات بالإضافة إلى التبرعات النقدية من جهات أخرى، فقد زارنا طفل وتبرع بمبلغ من مصروفه لمساعدة الأطفال المنكوبين، فعلى هذا الأساس بدأنا بجمع وتجهيز سلة "دفا للأطفال"، وبعض السلات الغذائية والصحية للعائلات والنساء والأطفال، وكانت جولتنا الأولى إلى محافظة "اللاذقية" المنكوبة، وزعنا بالتعاون مع مؤسسة "موزاييك" للتنمية والإغاثة ضمن المحافظة للأماكن المتضررة والمنكوبة حيث تم التوزيع على ثلاثة أقسام استهدفنا فيها أكثر من جهة فتم توزيع الملابس في الجوامع والغذائيات بالجامعة، وقمنا بزيارة إلى المشافي لزيارة الأطفال المصابين والفاقدين لذويهم جراء الزلزال الذي أصاب المنطقة، فقدمنا لهم الهدايا وبرنامجاً ترفيهياً، كما إننا زرنا مركز إيواء خاص بالأطفال قمنا بإقامة نشاط ترفيهي وتعليمي لمدة ساعة، وبنهاية النشاط وزعنا لهم الهدايا بهدف الترفيه عنهم والتخفيف من مصابهم، وطبعاً ما نزال مستمرين بحملتنا الإغاثية الإنسانية، وحالياً نجهز لحملتنا التالية إلى "حلب" و"جبلة"».

حالياً انتهت المرحلة الأولى للحملة التي أطلقتها مؤسسة "سلام"، ونعمل كفريق تنموي لتنظيم برنامج تنموي وتوعوي مجتمعي نستهدف فيها المتضررين من خلال دعمهم نفسياً لتجاوز أزمتهم، والوقوف إلى جانبهم ليستطيعوا إكمال حياتهم بشكل إيجابي وطبيعي

دعم تنموي

ويتابع "حسن" حديثه: «في البداية لم يكن الهدف من حملتنا إغاثياً فقط، وإنما كان الهدف الأساسي دراسة الواقع عن كثب لمعرفة متطلبات المتضررين وحاجياتهم المجتمعية والتنموية، وخصوصاً أننا فريق مدرب للدعم التنموي، فبعد زيارتنا إلى "اللاذقية" اتضحت لدينا حاجة المتضررين المقيمين بمراكز الإيواء إلى الدعم التنموي والتوعية لكيفية التعامل مع الكارثة، بالإضافة إلى التوعية كيفية التصرف بمراكز الإيواء، والاهتمام بالنظافة الشخصية في ظل أزمة المياه التي يمكن أن يتعرضوا لها لتفادي انتشار الأمراض، وتوزيع الشامبو ومواد التنظيف والمحارم الصحية والبوفيدون والمعطرات والصابون وكل متطلبات النظافة، بالإضافة إلى برامج التوعية لتفادي ظاهرة التحرش التي من الممكن التعرض لها».

من مركز جمعية سلام أثناء تجهيز الحملة المتجهة إلى حلب

ويضيف: «حالياً انتهت المرحلة الأولى للحملة التي أطلقتها مؤسسة "سلام"، ونعمل كفريق تنموي لتنظيم برنامج تنموي وتوعوي مجتمعي نستهدف فيها المتضررين من خلال دعمهم نفسياً لتجاوز أزمتهم، والوقوف إلى جانبهم ليستطيعوا إكمال حياتهم بشكل إيجابي وطبيعي».

متطوعون

من المتطوعين في الفريق التنظيمي "علي الحاج دياب" وهو طالب طب سنة خامسة يحدثنا عن التنسيق للحملة حيث أكد أنه بجهود أكثر من 100 متطوع وأكثر من 6 مراكز وعمل متواصل لعدة أيام متواصلة، لفرز وتجهيز كل التبرعات ضمن مؤسسة "سلام" التي انطلقت إلى "اللاذقية" منذ عدة أيام.

بعض الاطفال المتطوعين

ويقول: «حالياً نحضر لقوافل أخرى إلى "حلب" و"جبلة" المنكوبتين، تتضمن سلات للأطفال وسلات عائلية صحية ونسائية ونحاول تلبية الاحتياجات بشكل تدريجي، وعملنا مع جمعيات بالمحافظات المنكوبة لأن عملنا وهدفنا واحد هو مساعدة المنكوبين في هذه الكارثة، كما أننا سبق وعملنا لسنوات عدة في مجال التنمية بنشاطات أسبوعية استهدفت اليافعين والأطفال لتنمية مهاراتهم وتنمية قدراتهم الفكرية والثقافية، كما عملنا بالمجال الطبي حيث أقمنا حملة "أنت السلام" للتوعية عن سرطان الثدي وحملة "أسنان اللولو"».

أحد المتطوعين اليافع "ماهر وسوف" يقدم رسالة الحب من أطفال السلام إلى الأطفال واليافعين من ضحايا الزلزال "خليكم أقوياء ونحنا معكم رح ندعمكم حتى تتخطوا الكارثة".

من النشاطات الترفيهية للأطفال المتضررين بالزلالزل بهدف دعمهم نفسياً

وفي حديث مع المتطوع "أحمد الموصللي" الذي التحق بفريق جمعية "سلام" استجابة لكارثة الزلزال بهدف تقديم المساعدة من خلال تصنيف المواد وتجهيز السلات الغذائية والصحية وتقسيمها وتوزيعها إلى حصص بأسرع طريقة ممكنة لنقلها إلى الشاحنات المتجهة للعائلات المقيمة بمراكز الإيواء.

نشير إلى إن جمعية "سلام" هي مؤسسة شبابية مرخصة بتاريخ 2019، تعمل بمجال التنمية والعمل المجتمعي.

أجريت اللقاءات بتاريخ 18شباط 2033 بمقر جمعية "السلام" في منطقة المزة.