ارتبط اسمه بذاكرة الطفولة وردد معه جيل بأكمله شارات برامجهم المفضلة، باسمه أكثر من 2500 عمل موسيقي، ولقب بموسيقار الطفولة، درس في المعهد الموسيقي في "دمشق"، وخاض في مجالي التلحين والتوزيع الموسيقي.

مؤسس سبيستون

في حواره مع "مدونة وطن" يتحدث الملحن "سمير قصيباتي" عن أهم محطاته الفنية حيث عمل مع شركة الزهرة، وكان من مؤسسي قناة سبيستون للأطفال، وفي عام 2003 أسس شركته الخاصة للإنتاج الفني والتوزيع "house".

أرفض المشاركة في صنع أي محتوى عنيف لأنني أؤمن بالرسالة الهادفة لبناء الجيل وليس ضياعه ضمن المعايير الأخلاقية لصناعة المحتوى

يقول "قصيباتي": «قدمت الكثير من الأعمال الفنية من أغاني وشارات لبرامج الأطفال، بالإضافة إلى أعمال أخرى في التوزيع الموسيقي للفنانة الراحلة "ربا الجمال"، كما خضت مجال التأليف الموسيقي والموسيقا التصويرية لكثير من الأعمال منها فيلم "الياسمين"، وكنت أحد المؤسسين في تطوير الإنشاد السوري، كما قمت بإخراج العديد من الأفلام والمسلسلات المدبلجة، وكنت من أوائل من ساهم في تنفيذ وتطوير هذه التجربة».

ساهر قصيباتي

موسيقا الطّفل

محمد العربي طرقان

تخصص "قصيباتي" في مجال أغاني الأطفال لعدة أسباب أبرزها -كما يقول- أن الساحة الفنية امتلأت حد التخمة بالفنانين الذين وجهوا فنهم للكبار على حساب أغنية الطفل التي استحوذت على مساحة ضيقة، فأعطى لأغنية الطفل بعداً أسمى، غايتها تأسيس جيل جديد ينمو على قواعد أخلاقية سليمة أولاً، والاهتمام باللغة العربية الفصحى ثانياً، وبالتالي يكون المحتوى رديفاً لتربية الطفل، أما ثالثاً والأهم هو التذوق الموسيقي الراقي منذ الطفولة، مع الإشارة إلى صعوبة صنع أغنية للطفل لأنها مدروسة الجوانب فيما يخص الكلمة واللحن والتوزيع الموسيقي واختيار صوت غنائي تتقبله أذن الطفل.

ويشير "قصيباتي" إلى أسلوبه في التلحين للوصول إلى الطفل من خلال ربط الكلمة باللحن، ما منحه طابعاً خاصاً في التنفيذ الموسيقي واختيار ‏الآلات الكلاسيكية أو الأصوات الحديثة وتوظيفها بالشكل الصحيح.

بائعة الكبريت من أشهر ألحان سمير قصيباتي

ويضيف: «أرفض المشاركة في صنع أي محتوى عنيف لأنني أؤمن بالرسالة الهادفة لبناء الجيل وليس ضياعه ضمن المعايير الأخلاقية لصناعة المحتوى».

في الذّاكرة

يتابع "قصيباتي" الحديث عن أهم أعماله الفن ويقول: «قدمت الكثير من الأعمال والأغاني، ولكن أغنية "بائعة الكبريت" كان لها أثرٌ جميلٌ في نفسي، وحازت لقب أجمل أغنية على قناة سبيستون وغيرها، وأيضاً شارة "أنا وأختي"، وأغنية عن الأم تقول "من يشبه أمي.. من يشبه حلمي"».

ويستذكر موسيقار الأطفال آثار الحرب السيئة ويعتبرها حافزاً آخر على المثابرة "لأن جيل اليوم يحتاجنا أكثر من قبل والمسؤولية باتت أكبر".

واليوم يطمح قصيباتي إلى القيام بحفل كبير ومسرح طفل راقٍ وترفيهي ضمن الأطر المدروسة، إضافة إلى تأسيس منصة على التواصل الاجتماعي يستطيع من خلالها إيصال كل ما نطمح إليه من أعمال موجهة للأطفال.

سرُّ أبيه

في السياق نفسه يمتد الحديث إلى "ساهر قصيباتي"، الذي أخرج لوالده "سمير قصيباتي" بعض الأغاني في سبيستون منها: "أستيقظ وأتأمل، وتفديك الروح".

"ساهر" الذي نشأ في عائلة فنية وكبر كسائر الأطفال على شارات الأب في برامج سبيستون، حتى تحول هذا الشغف إلى مهنة، وبرأيه أن أعمال والده أغنت المكتبة الموسيقية السورية وانتشرت في جميع الدول العربية.

ويعبر عن فرحته الكبيرة عندما تتواصل معه جماهير سبيستون خصوصاً في المغرب العربي تعبيراً عن امتنانهم لهذه الشارات لدورها في تحسن لغتهم العربية، مع الإشارة أنه لكل فئة عمرية محتواها الخاص في هذه المهنة، كعمر الـ 5 سنوات الذي تمتاز أغنياته بسهولة اللحن والكلمة.

ويرى "ساهر" أن توجه هذا الجيل إلى اليوتيوب والأعمال السريعة، يفرض نوعاً حديثاً من الموسيقا يتناسب مع الجيل، وبعيداً عن أغاني الأطفال تعتبر الهوية البصرية للأغنية الجاذب المغناطيسي لجيل الشباب، وهذا ما دفعه إلى دراسة الإخراج السينمائي والتصوير.

ويعتبر "ساهر" أن شارة بائعة الكبريت من أحب الأعمال وأهمها، ليس لأنها حازت جائزة أفضل لحن في سبيستون، بل لأن مقاطع الأغنية تتناغم مع روح الكلمة وتتغير معها حسياً وموسيقياً.

ويختتم مداخلته قائلاً: «والدي لحن للأم وللعائلة وللوطن وللغة العربية والقضية الفلسطينية على مدار 35 عاماً، كل هذا كان دافعاً لنا لإنشاء منصة للأطفال نسعى من خلالها إلى توحيد هذه القيم في مكان واحد يواكب التطور على "السوشال ميديا"».

شراكة فنّيّة

بعض الأعمال التي قدمها موسيقار الأطفال لم يخفت بريقها، وثمة مطالبات بعرضها حتى اليوم مثل "ماوكلي، الكابتن ماجد، هزيم الرعد، ريمي، أنا وأخوتي، المحقق كونان" وغيرها التي ساهم الفنان الكبير "طارق العربي طرقان" في صنعها. شراكة فنية جمعت "قصيباتي" مع" طرقان" ليسهما معاً في تأسيس قناة سبيستون.

ويتحدث المغني "محمد طارق طرقان" وهو من الأسماء التي لمعت على شاشة الأطفال أيضاً، عن الشراكة الفنية التي جمعت والده مع "قصيباتي" في بداية تسعينيات القرن الماضي ويقول: «الشراكة بدأت من خلال تسجيل شارة "سنوبي"، وتلتها أعمالٌ أخرى، كـ"بابار وفيل وفرحان وموكا موكا" وغيرها من أغاني الأعمال الداخلية أو المسلسلات والأفلام».

ويرى أن "قصيباتي" قدم الكثير للجيل الذي يسمى "الجيل الذهبي"، بتلحينه لأجمل الشارات مثل "أنا وأختي وبائعة الكبريت"، وإشرافه بحرفية عالمية على أغاني أبطال الديجيتال الداخلية ومنها "لا تبك يا صغيري"، ليتربع على كرسي الإبداع في جميع المجالات من إشراف ومكساج وتلحين.

ونوه إلى أهمية الشراكة المتوقعة في التلحين المشترك التي تجمع بين "قصيباتي وطرقان" مستقبلاً، فكلاهما من الأسماء التي تعتبر جواز سفر إلى قلب أي طفل عربي.