وجّه 14 سبّاحاً وسبّاحة من عائلة "زيدان" في اللاذقية رسالة سلام ومحبة إلى العالم عبر مبادرة "سوريا رسالة سلام"، حيث قطع المشاركون مسافة 22 كيلومتراً سباحةً تتابعية، انطلقت من ميناء جبلة وصولاً إلى"شاطئ اللاذقية"، بمرافقة كوادر رياضية وطبية وإعلامية وأبطال من القوى البحرية.

رسالة سلام ومحبة

صاحب فكرة المبادرة ومنظمها السباح فادي مصطفى زيدان تحدث قائلاً:

استرجعت شبابي وأيام البطولات. البحر بالنسبة لنا في العائلة هو الروح، لا نستطيع الحياة بدونه عندما أسبح أنسى العمر والتعب وكل شيء عشت حالة من الاستمتاع بالسباحة التي كانت ملاذي طيلة حياتي سعادتي اليوم لا توصف وأنا أسبح مع أبنائي وعائلتي

«عشقت عائلتنا البحر منذ عشرات السنين، وقدّمت للسباحة السورية عشرات الأبطال على المستويات العالمي والعربي والمحلي، وفي مقدمتهم السباح العالمي جلال زيدان، و"كمال" و"حسين"، والراحلَين "خليل" وخالد"، ووالدي مصطفى الذي كان أول من سبح من آل زيدان، وأول من سبح من اللاذقية إلى جبلة بالنسخة الأصعب عام 1950، وكان عمره 17 عاماً، وقطع حينها 28 كم بزمن قدره عشر ساعات ونصف وبعدها عُدِّل السباق بعد أن كان صعباً جداً، وأصبح بالعكس من جبلة إلى اللاذقية.

السباحون المشاركون من أل زيدان

المبادرة هدية لوطننا الغالي، ورسالة للعالم بأن سوريا بلد السلام والتسامح والمحبة واجهنا خلال السباحة صعوبات بسبب قوة التيار وارتفاع الأمواج مما دفعنا لتغيير المسار في بعض المراحل، لكن سبّاحينا يمتلكون خبرة التعامل مع الظروف. والحمد لله أنهينا السباق بخير دون أي إصابة.

نجاح هذه المبادرة أعطانا الحافز لتكرارها بشكل أكبر وأوسع، وسنعمل لاحقاً على تسجيل اسم عائلتنا في موسوعة غينيس، خاصة وأن لدينا أكثر من 50 سبّاحاً عبر الأجيال. وتُعد هذه المبادرة الأولى من نوعها بأن يقوم 14 سبّاحاً من عائلة واحدة بهذا النوع من السباحة ونأمل أن تكون رسالتنا للعالم قد وصلت».

صاحب المبادرة فادي زيدان وحسين ونوراي زيدان أصغر وأكبر المشاركين

أبطال كبار وصغار

المشاركون أثناء تنفيذ المبادرة

أكبر المشاركين كان السباح حسين زيدان 65 عاماً ، الذي عبّر بتأثر شديد لمدونة وطن قائلاً:

«استرجعت شبابي وأيام البطولات. البحر بالنسبة لنا في العائلة هو الروح، لا نستطيع الحياة بدونه عندما أسبح أنسى العمر والتعب وكل شيء عشت حالة من الاستمتاع بالسباحة التي كانت ملاذي طيلة حياتي سعادتي اليوم لا توصف وأنا أسبح مع أبنائي وعائلتي».

فيما قالت أصغر المشاركات في المبادرة نوراي فادي زيدان "18 عاماً:

«منذ حديث والدي عن إقامة المبادرة قررت المشاركة، رغم ابتعادي عن بطولات السباحة منذ سنتين لتخصصي في رياضة الترياثلون سعادتي كبيرة بإتمامي السباق وأنا الأصغر بين جميع المشاركين. واجهت عدة مصاعب منها البرد الشديد أثناء الجلوس في القارب، وارتفاع الموج وقوة التيار. والدي وجدي هما مثلي الأعلى في السباحة، وطموحي هو التفوق في لعبة الترياثلون ورفع علم وطني في البطولات العربية والعالمية».

عمل جماعي احترافي

الإعلامية أسرار سري حداد، التي كانت ضمن الفريق الإعلامي والتنظيمي، قالت:

«جميل أن تعمل مع فريق يعشق العمل الجماعي المنظّم، والذي يمتاز بالحرفية في كل تفاصيله منذ بداية الفكرة إلى لحظة النهاية والتكريم. كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة أخذت حقها، لتكون النتيجة مبادرة هي الأولى من نوعها والرائعة بمشاركيها وداعميها. متابعتي كمُنسّقة إعلامية ومذيعة للمبادرة أضافت لمسيرتي الإعلامية، وأتوجه بالشكر لكل من ساهم في نجاحها، فهي ستبقى في ذاكرة أبناء اللاذقية».

الرياضة تعود للحياة

مدير مديرية الرياضة والشباب في اللاذقية صلاح غراوي قال:

«المبادرة تعيدنا بالذاكرة إلى سنوات مضت حيث كان يُقام سباق تراثي للسلام بين أبطال المدينتين. واليوم، بدأت الحياة تعود لرياضتنا مبادرة "سورية رسالة سلام" تعبر عن سورية كلها، وتوجّه رسالة للعالم بأن وطننا بلد سلام ومحبة. نشكر محافظة اللاذقية، ومديرية السياحة، والقوى البحرية، والهلال الأحمر، والكوادر الطبية، وكل من ساهم في إنجاح المبادرة التي قدّمها سباحو آل زيدان».

أقيمت مبادرة «سورية رسالة سلام» يوم السبت 22 تشرين الثاني الجاري برعاية: محمد أحمد عثمان محافظ اللاذقية وفادي نظام مدير السياحة وصلاح غراوي مدير الرياضة والشباب في اللاذقية