شهدت المحافظات السورية فعالية رياضية وطنية واسعة بعنوان"مسير التحرير"على الدراجات الهوائية، جسّدت معاني الإصرار والكرامة والوحدة الوطنية، وحملت رسالة أمل وصمود من الرياضيين المشاركين. وأكد الدراجون أن إرادة الشباب تبني الأوطان وترسّخ الانتماء بين أبناء سوريا من مختلف المحافظات.

من إدلب إلى دمشق

انطلق المسير بمناسبة الذكرى الأولى للتحرير من محافظة إدلب، مرورًا بحلب وحماة فحمص، وصولًا إلى ساحة الأمويين في دمشق، حيث رافقته فعاليات تكريمية في مختلف المحطات. وشهد الختام حفلًا جماهيريًا ورسميًا، جرى خلاله تكريم الدراجين المشاركين.

الإعلامي محمد الرحيل، رئيس النشرة الرياضية في وكالة سانا، أكد في حديثه لمدونة وطن أهمية المسير الذي عبّر —وفق قوله— عن روح المحبة والتضامن رغم الصعوبات. وأضاف أن الحرية التي وصل إليها السوريون كانت بفضل تضحيات كبيرة، مشيرًا إلى رمزية المسير كإرادة لا تنكسر وسعي دائم لجعل الرياضة رسالة أمل وصمود.

مسير التحرير في محطات متنوعة

وأوضح الرحيل أن المسير اختُتم بعد أربعة أيام من الانطلاق، بوصول الدراجين إلى ساحة الأمويين وسط حشود جماهيرية تشجيعية، مؤكدًا أن تسليم الخوذة خلال الفعالية جاء بوصفها “أمانة” ورمزًا لتضحيات الشهداء، وتجسيدًا لوحدة الجغرافيا السورية من الشمال إلى العاصمة.

تنظيم واسع وصورة حضارية

من جانبه، بيّن نائب رئيس الاتحاد السوري للدراجات ومنظّم الفعالية علي قدور أن المسير ضم نحو 200 دراج قطعوا مسافات طويلة عبر مسار آمن ومنظّم. وأوضح أن هذه الرحلة حملت رسالة محبة وسلام تعكس الروابط الوطنية والمصير المشترك بين أبناء الشعب السوري، مدعومة بحضور جماهيري وتنسيق بين الجهات الرياضية والإدارية.

تكريم رسمي للمشاركين في المسير

بدوره، أكد عضو مجلس إدارة الاتحاد العربي للدراجات خالد كوكش أن المسير من إدلب إلى دمشق، بمشاركة دراجين من مختلف المحافظات، رسم صورة حضارية عن سوريا، وعكس إخلاص الشباب وانتماءهم للوطن. وأضاف أن التنظيم جرى بسلاسة ومن دون أي مشاكل، في رسالة واضحة بأن الرياضة قادرة على جمع السوريين في مسيرة واحدة تعبر عن اعتزازهم بالنصر والتحرير.

رسالة من قلب المسير

عدد من المشاركين، ومنهم الدراج إلياس خليل من بلودان، وسوزي فرج من طرطوس، وآلاء سليمان من اللاذقية، أكدوا أنهم لمسوا خلال مراحل المسير مشاعر الحب والفرح في عيون السوريين. واعتبروا أن إحياء ذكرى التحرير يجسد الامتنان لتضحيات الشعب، ويظهر صورة حضارية عن إرادة السوريين وقدرتهم على تجاوز المعاناة.

استقبال شعبي حاشد للمشاركين

وشدد المشاركون على أن المسير لم يكن مجرد نشاط رياضي، بل رسالة إنسانية تؤكد أن الحرية حق للشعب السوري، وأن إرادة الشباب قادرة على تجاوز الصعاب وتوحيد أبناء المحافظات في صورة حقيقية لوحدة الشعب.

ونوّه الدراجون بالتنظيم الجيد للمسير الذي حظي بدعم سيارات الإسعاف والمرور والأمن، مما ساهم في نجاح التجربة رغم التعب والمعاناة. ورأوا أن التنظيم المتقن جعل الفعالية رسالة وحدة وصمود تعكس صورة سوريا الحضارية والمتطورة.

ختام احتفالي رسمي وشعبي

اختُتم المسير في ساحة الأمويين بدمشق، بحضور جماهيري ورسمي واسع، شارك فيه وزير السياحة مازن الصالحاني، ووزير الاتصالات وتقانة المعلومات عبد السلام هيكل, ومحافظ دمشق ماهر مروان إدلبـي, ورئيس هيئة الاستثمار السورية طلال الهلالي، وتم خلال الفعالية تكريم الدراجين المشاركين بالتزامن مع احتفالات واسعة لأبناء الشعب السوري في كافة المناطق بمناسبة الذكرى الأولى للتحرير.