أحيت العاصمة السورية دمشق، الذكرى الأولى لـ«التحرير» عبر سلسلة فعاليات رسمية وشعبية امتدت من ساعات الصباح حتى المساء، وسط حضور جماهيري كثيف غصّت به الساحات والشوارع الرئيسية.

وتأتي فعاليات أسبوع التحرير تأكيداً على صمود الشعب السوري وإرادته القوية، وتجسيداً لتضحيات العسكريين والمدنيين على حد سواء، بما يحمله الحدث من رسالة أمل بانطلاقة فصل جديد من الحرية والسيادة والوحدة الوطنية.

ساحة الأمويين تتحول إلى مركز للفرح

فعاليات نقابية منوعة

انطلقت الفعاليات بعرض عسكري مركزي على أوتوستراد المزة شاركت فيه وحدات من الجيش السوري الجديد، وتضمّن استعراضاً لعدد من التشكيلات العسكرية وتحليقاً للمروحيات في سماء العاصمة، في أول استعراض من نوعه منذ التحرير.

وشهدت ساحة الأمويين منذ ساعات الصباح الأولى تجمعات كبيرة من المواطنين الذين رفعوا الأعلام ورددوا الهتافات الوطنية والأناشيد التي رافقت الثورة.

عرض عسكري وطيران شراعي

الإعلامي هادي عمران، مدير تحرير موقع الفيحاء نيوز، أوضح أن الساحة شهدت "عروضًا فنية وموسيقية وأجواءً احتفالية شاركت فيها عائلات وأطفال وفرق شعبية إضافة إلى عروض في الطيران الشراعي.

مدير نادي الطيران الشراعي السوري طارق سعدة قال إن النادي نفّذ عروضاً جوية شملت "فقرات بهلوانية في ساحة الأمويين، إضافة إلى عرض ليلي باستخدام الألعاب النارية والإضاءة الليلية"، مشيراً إلى مشاركة "عشرات الطيارين الشراعيين المحترفين من عدة دول" في هذه الفعالية.

فعاليات ثقافية وطلابية متنوعة

مهرجانات تجارية وحسومات واسعة

لم تقتصر الفعاليات على الجانب الاحتفالي، إذ أطلقت المراكز التجارية والمحال عروضاً ترويجية بمناسبة الذكرى شملت كافة أنواع السلع والمواد .

وأعلنت إدارة مهرجان «الخير لأهل الخير» في منطقة العباسيين عن تخفيضات كبيرة بمناسبة يوم التحرير.

مدير المهرجان فهد الحريري أوضح أن العروض "تتضمن هدايا فورية لكل زائر يشترك في منصات المهرجان على وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى تنزيلات بين 50 و70% على جميع المنتجات، مع هدايا إضافية عند شراء أي مادة، بهدف منح الزوار تجربة تسوق مريحة وبأسعار تنافسية."

معارض فنية وحرفية تنبض بروح التحرير

وافتُتح في المركز الثقافي العربي بأبو رمانة المعرض التشكيلي الجماعي “أيّها التاريخُ عُدْنا” ، وضم نحو 60 عملاً فنياً لـ40 فنانة تشكيلية عبّرت لوحاتهن عن التحرير وأعياد النصر والرموز الوطنية السورية.

كما افتتحت مديرية الفنون الجميلة بوزارة الثقافة معرضاً استعادياً في متحف الفن الحديث بمجمع دمر، ضمّ 49 عملاً فنياً لـ43 فناناً من مدارس متعددة.

مدير الفنون الجميلة وسيم عبد الحميد أكد أن هذه الفعاليات "تأتي ضمن حزمة نشاطات تُنظم احتفالاً بأيام التحرير" وأن الهدف "دعم الفنانين السوريين والبقاء على تواصل معهم داخل البلاد وخارجها".

وشارك 19 فناناً في معرض “ذكرى التحرير” بالأعمال اليدوية والصوفية إضافة إلى لوحات تشكيلية.

رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الدكتور محمد صبحي السيد يحيى قال" إن أفراح سوريا تفرز إبداعات جديدة، وخاصة من ربات المنازل اللواتي يشكلن قاعدة مهمة في الاقتصاد المحلي"، مشيراً إلى أن منتجاتهن تأتي ضمن مشاريع صغيرة تعبّر عن قيم الثورة.

مديرة الأنشطة في مديرية ثقافة ريف دمشق نيرمين البيك بيّنت أن مشاركة وزارة الثقافة في معرض ذكرى التحرير تمثل خطوة مهمة تسهم في تعزيز الهوية الثقافية ونشر المعرفة"، موضحة أن الفعالية تحتوي "أنشطة للأطفال وأركاناً للحرف اليدوية والخط العربي ونماذج تعليمية للتعريف بآثار سوريا."

مسير طلابي يكرم المفقودين

نظمت وزارة التعليم العالي احتفالاً مركزياً على مدرج جامعة دمشق وفعاليات في كليات أخرى كالآداب والهندسة وغيرها، كما انطلق من كلية الحقوق مسير طلابي بالشموع والورود بعنوان «في قلوبنا»، شارك فيه نحو 600 طالب وطالبة، تضامناً مع عائلات المفقودين.

المنسق العام للمسير مأمون النغنغ أوضح أن الفعالية "مخصصة للتضامن مع ذوي المفقودين"، وأن الطلاب قدموا "الشموع والورود لرسم البسمة على وجوههم وسط مشاعر مختلطة بالفرح والحزن."

النقابات: شريك في البناء

سُجل حضور واسع للنقابات المهنية والعمالية التي نظمت عروضاً وورشاً تطوعية ومسيرات رمزية.

نقيب الأطباء البيطريين حسين البلان قال إن ذكرى التحرير "تعكس إرادة الشعب وتضحياته"، مشيراً إلى تكريم "ذوي الشهداء والطلاب المتفوقين الذين يمثلون مستقبل سوريا الجديدة."

بدوره، أكد رئيس اتحاد العمال فواز الأحمد أن سوريا "دخلت مرحلة جديدة تقوم على العدالة والمشاركة"، مشدداً على أن النقابات العمالية "مدعوة لتكون شريكاً في صياغة السياسات الوطنية وضمان العدالة الاجتماعية".

طوابع تذكارية في عيد الحرية

ختاماً، أعلنت المؤسسة السورية للبريد إصدار سلسلة جديدة من الطوابع التذكارية بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للتحرير، إلى جانب فتح معرض الطوابع مجاناً أمام الزوار.