يعدُّ التمثال الرخامي الذي يمثل الربة "أفروديت" أو "فينوس" ابنة "زيوس" و"ديوني"، من أهم الاكتشافات الأثرية في منطقة "سلمية"، وهو يعود للعصر الهلنستي، ويبلغ طوله 25 - 30 سنتيمتراً، ونحت على هيئة امرأة تستر بيمينها ثديها الأيسر وتمسك بيسراها طرف ردائها الذي انحسر عن جسدها، وقد نقل إلى متحف "دمشق" قسم الآثار الكلاسيكية.

الربة "عشتار"

التقت مدوّنة وطن الباحث التاريخي "أمين قداحة" ليحدثنا عن "الربة "أفروديت" قائلاً:

<<"أفر وديت" هي ربة الإخصاب عند المخلوقات والنباتات، وربة الحب والجمال عند الإغريق، ويعتقد أن عبادتها تنبع من أصل شرقي فهي تمثل الربة السورية "عشتار"، وعرفها الرومان باسم "فينوس" وهي ابنة "زيوس" و"ديوني".. تقول الأسطورة أنها تزوجت مرغمةً من الإله "هفاي ستوس" أقبح الآلهة، ولكنها أحبت "أريس" إله الحرب، كما عشقت من البشر "أدونيس" و"إنخي يسيس"، وكانت دائماً على عداء مع الربة "أثينا"، وقد تفنن النحاتون الإغريق والرومان في تصويرها عارية أو متدثرة، وكثيراً ما ارتبط ظهورها في الأعمال الفنية بابنها الطفل "أيروس" والذي أطلق عليه الرومان "كيو بيد" الذي يرمي البشر بسهامه>>.

الباحث التاريخي أمين قداحة

ويشير "قداحة" إلى أنه قد اكتشف في منطقة "سلمية" تمثال رخامي يمثل الربة "أفروديت" وهي تستر بيمينها ثديها الأيسر وتمسك بيسراها طرف ردائها الذي انحسر عن جسدها، مما أظهر على وجهها تعابير الانفعال والتأثر، ويمكن ملاحظة رشاقة جسدها ولمس أناقتها من خلال الشعر المقسوم إلى قسمين منسدل على شكل ضفيرتين فوق أكتافها.

التمثال المتدثر

المهندسة المعمارية رئيسة شعبة الآثار في "سلمية" "رانيا الخطيب" تتحدث عن صفات التمثال بالقول: "<<التمثال المكتشف صغير الحجم طوله حوالي 25 - 30 سنتيمتراً ، وهو مصنوع من الحجر الرخامي الأبيض، ومعروض إلى جانب العديد من التماثيل المماثلة لنفس الربة والمكتشفة في عدة مناطق من "سورية"، مما يؤكد انتشار عبادتها على نطاق واسع في "سورية"، ورغم أن بعض تلك التماثيل كانت قد صورت بعري كامل، إلا أن تمثال "أفروديت" المكتشف في "سلمية" ربما يمثل مرحلة توافق بين الفن الغربي الذي حرص على إبراز كل مفاتن جسد المرأة، والفن الشرقي الذي حاول إبراز جمالية المرأة واحترامها في آن واحد، من خلال تصويرها وهي متدثرة أو تهم بتغطية جسدها>>.

المهندسة المعمارية رانيا الخطيب رئيسة شعبة الآثار في سلمية

تعددت الأسماء

تبقى الإشارة إلى أن الأستاذ "بشير زهدي" (الفن الهلنستي والروماني في "سورية"، سلسلة الفن في "سورية" العدد واحد بلا تاريخ صفحة 19) تكلم عن هذا التمثال باسم الربة "أفروديت" وبذلك يكون تاريخ التمثال قبل الميلاد، بينما هو محفوظ في المتحف الوطني بـ"دمشق" باسم الربة "فينوس" ربة الحب والجمال من القرن الثاني والثالث ميلادي تحت الرقم 4321 في جناح الآثار الكلاسيكية>>.

أجري هذا اللقاء في 1 أيلول 2022.