في أجواء عكست حيوية القطاع الزراعي السوري وأهمية دعم المشاريع الريفية، خطف جناح محافظة القنيطرة في معرض دمشق الدولي بدورته الـ 62 الأضواء، مستقطباً مئات الزوار من مختلف المحافظات ومن الوفود العربية والأجنبية المشاركة، عبر ما عرضه من محاصيل زراعية ومنتجات المونة الريفية، التي جسدت هوية الجولان وأصالته.

هوية الجولان على الطاولة

رئيس اتحاد الفلاحين في القنيطرة "عدنان خلف" أكد أن المشاركة في المعرض «رسالة واضحة بأن الزراعة بخير، والمرأة بخير ما دامت تعمل وتنتج». وأوضح أن الإقبال الجماهيري والمشاركة الدولية الواسعة يعكسان الثقة بسوريا الجديدة وعودتها الفاعلة إلى محيطها العربي والدولي، مشيراً إلى أن نوعية المشاركين هذا العام أبرزت تنوع الفرص المتاحة وقدرة السوق السورية على استيعاب مشاريع واعدة.

رسالة واضحة بأن الزراعة بخير، والمرأة بخير ما دامت تعمل وتنتج

وشهد جناح القنيطرة تنوعاً ملحوظاً في معروضاته، من الخضار والفواكه كالتفاح والعنب، وصولاً إلى منتجات المونة التراثية مثل المربيات والمخللات والأجبان، ما منح الزوار فرصة للتعرف إلى جزء من هوية الريف الجولاني العريق.

في المعرض

منصة للتسويق وفرص جديدة

في جناح فلاحي القنيطرة

المعرض، بحسب المشاركين، لم يكن مجرد نافذة عرض، بل منصة تسويقية مهمة أتاحت اللقاء المباشر بين المنتجين والمستهلكين، وبين المزارعين والشركات التسويقية. فقد وفرت هذه اللقاءات فرصة لتبادل الخبرات ومناقشة التحديات، إلى جانب فتح آفاق للتعاون مع مستثمرين محليين ودوليين.

عدد من الزوار شددوا على أن منتجات المرأة الريفية لاقت اهتماماً خاصاً، لاسيما بعد الدعم الحكومي المقدم لتطوير الإنتاج، معتبرين أن هذه المشاركة ساعدت في تمكين النساء وإبراز مشاريعهن الصغيرة، لتتحول إلى مصدر دخل مستدام للأسر.

جانب من المنتجات الريفية

رؤية الوزارة

من جهته، أوضح مدير الإرشاد الزراعي والتنمية الريفية في وزارة الزراعة "ربيع الحسن"أن جناح القنيطرة يعكس ما تتميز به أرياف سوريا من تنوع غذائي وحيوي غني، بدءاً من المجففات والبقوليات وصولاً إلى العسل والنباتات الطبية والعطرية.

وأشار الحسن إلى أن خبرة الأسر الريفية تؤهلها للمنافسة في الأسواق، خاصة مع التطور الملحوظ في أساليب الإنتاج والتسويق، مؤكداً أن نجاح أي منتج يعتمد على الجودة وتلبية أذواق المستهلكين، إضافة إلى تقديم منتجات مبتكرة بعيدة عن التقليد.

انطباعات المشاركين والزوار

المشاركة في الجناح لم تقتصر على المزارعين فحسب، بل شملت ربات المنازل اللواتي طورن منتجات منزلية بأساليب عصرية. تقول "بثينة"، وهي مشاركة من القنيطرة: «المعرض منحنا فرصة حقيقية للتعريف بمنتجاتنا، والتواصل المباشر مع الجمهور والشركات التسويقية، ما ساعدنا على توسيع دائرة الزبائن».

أما "أبو عدنان" من خان أرنبة، فاعتبر أن اللقاء المباشر مع المستهلكين ساعد في تطوير المنتجات بما يتناسب مع احتياجات السوق، مضيفاً: «التنافس الصحي بين المنتجين يدفع نحو تحسين الجودة وتخفيض الأسعار، وهذا كله في مصلحة المستهلك».

الزائرة "مروة الخالد" وصفت جناح القنيطرة بأنه «نقطة جذب مهمة»، مشيرة إلى أن تنوع المنتجات عكس جهود الفلاحين والجمعيات التعاونية، وعزز حضور المرأة الريفية في الأسواق المحلية والخارجية.

منتجات طبيعية وهوية ريفية

مدير زراعة القنيطرة "جمال العلي" أكد أن المشاركة جاءت انطلاقاً من حرص مديرية الزراعة على إبراز دور المرأة الريفية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأوضح أن الجناح ضم منتجات طبيعية خالية من المواد الكيميائية، مثل الألبان والأجبان والمربيات والمخللات والبقوليات والعسل والجبنة الشركسية، إضافة إلى منتجات يدوية تقليدية، لافتاً إلى أن هذه المعروضات لاقت إقبالاً كبيراً.

وتوقع العلي أن تساهم المشاركة في فتح أسواق جديدة لهذه المنتجات، بما ينعكس إيجابياً على زيادة دخل الأسر الريفية ويعزز استدامة مشاريعهن الصغيرة.

هكذا، لم تكن مشاركة القنيطرة في معرض دمشق الدولي مجرد حضور شكلي، بل محطة مهمة أكدت مكانة الريف السوري وقدرته على الإبداع والإنتاج، ورسالة بأن المرأة والفلاح في سوريا قادران على صنع التنمية وتعزيز الاقتصاد الوطني، مستفيدين من تاريخهم الغني ومواردهم الطبيعية وفرص التسويق الجديدة.