من خلال تقديم حلول مبتكرة ومستدامة باستخدام الصبار "نوبال" يشارك مشروع spice التابع لمؤسسة الآغا خان حالياً في تحدي الابتكار الغذائي منذ عام 2024، وذلك بهدف معالجة سوء التغذية وتراجع في معدلات الأمن الغذائي في "سورية".
حلول مبتكرة
ويعتبر نبات الصبار متعدد الاستخدام لفوائده الكبيرة من الناحية الغذائية؛ وحماية التربة، والمحافظة على المياه حسب "كريم زنادري"، 23 عاماً، معهد تقانة صحي الذي قال لمدونة وطن: أعمل في الجانب الإنساني والتنموي في "سوريا" ومع المنظمات الدولية والمحلية منذ 4 سنوات، ومدير مشروع سبايس في "سلمية"، ومع منظمة أوكس فام في "حماة".
وأضاف قائلاً: تشكل فريق المشروع من 12 مزود خدمة من شرائح متعددة من مهندسين زراعيين وفنيين صحيين وإداريين اقتصاديين لإتمام مشروع سبايس القائم من بداية 2024 وهو اختصار لـSyrian Project for Innovative Culinary Exploration SPICE: ، المشروع السوري للاستكشاف المبتكر للطهي، وقد نفذته مؤسسة الآغا خان للتنمية "AKF"، وكان عبارة عن أكثر من مرحلة هدفها إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لمشكلات سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي من خلال تحويل الصبار إلى منتجات غذائية، مثل المساحيق أو سلطات أو مكملات غذائية، ويسعى المشروع إلى تمكين المجتمعات المحلية من دمج هذا النبات المغذي والمقاوم للجفاف في وجباتهم اليومية، ويوفر أيضاً فرصاً اقتصادية من خلال تشجيع المزارعين على زراعة الصبار كأسيجة مستدامة للمحاصيل.
فوائد طبية
"يحتوي الصبار على فيتامين A،C،E، ومجموعة فيتامينات B1،B2، B12 B9، B 6 ،B3، إضافة للكالسيوم، والمغنيزيوم، والحديد، والألياف الغذائية، ومضادات أكسدة"، كما أضاف "زنادري" وتابع حديثه: يعتبر الصبار مليناً للأمعاء، ويحفز البكتريا النافعة، ويسهم في تخفيف الالتهابات الهضمية، ويحتوي على حمض الساليسيليك، والسترولات النباتية المضادة للالتهابات، ويخفف من حرقة المعدة، وتقليل الغازات في البطن، ويخفض الكوليسترول، ويساهم في إدارة الوزن.
من المزرعة إلى المائدة
وحول اليات تنفيذ المشروع قال زنادري: "شملت أنشطة مشروع سبايس جلسات توعية، وورشات طبخ الصبار بناء على دليل مشروع سبايس (من المزارع إلى المائدة)، وتنفيذها؛ وورشات تحضير مسحوق الصبار وتنفيذها؛ وجلسات مع أصحاب المصلحة، ومهرجان تذوق في أحياء المدينة ستنفذ أيضاً، علماً أن جمعية قطرة أمل لرعاية الطفولة بعد تحقيق نتائج رائعة تعاقدت مع مؤسسة الآغا خان للتنمية على تنفيذ المشروع وقامت بتجهيز مطبخ متكامل لتنفيذ ورشات الطبخ وتحضير مسحوق الصبار قبل البدء بتنفيذ المشروع.
وبينت "غنوة رسلان عبيدو" 44 عاماً ميسرة لبرنامج خطوات الأولى، وعاملة في برنامج التعليم الاجتماعي العاطفي في المجلس الوطني، ومتابعة في محاضرات مشروع سبايس ومنفذة لها من زراعة وتطبيق وجبات وتسويق للمادة أضافت قائلة: بدأت بمتابعة المشروع منذ 18 تموز 2025 عن طريق إعلانات التواصل الاجتماعي فحرصت على حضور جلسات التثقيف عن الصبار من حيث فوائده الطبية والغذائية فاندفعت بشغف لزراعته وإضافته إلى مكونات الفتوش كان لذيذاً وطعمه يشبه طعم البقلة، فقمت بتجربته كمغذ للوجه وللشعر، كانت النتائج مرضية، واستعمله أخي مريض الديسك كمسكن لآلام الديسك عن طريق قص ورقة الصبار إلى نصفين ووضع قدميه على الشريحتين فتغير لونهما وبالنتيجة خفت آلامه أتمنى أن يكون للصبار مراكز متخصصة لتحضيره بجميع الأشكال لأنه يحتاج للوقت.
أصناف غذائية بخطوات بسيطة
وأضافت "رانيا يوسف"، 55عاماً حاصلة على شهادة الحقوق 1989، متطوعة بجمعية قطرة أمل، وهي شيف في ورشة سبايس، قائلة: تقدمت لإعلان توظيف شيف للبرنامج وبعد فحص المقابلة تمت الموافقة على طلبي، وقمت بتحضير الوجبات وفقاً لدليل مشروع سبايس( من المزارع إلى المائدة) وهي ستة أصناف يومياً منها شوربة الصبار، والمتبل، والشرائح المحمصة، وعصائر الصبار الباردة مع الفواكه، ومسحوقه المجفف، والسلطة وأوضحت :أن طريقة تحضير الوجبات سهلة ولا تحتاج إلى خبرة أو جهد إضافي: نقوم بإزالة أشواك ورقة الصبار الفتية وتقطيعها إلى شرائح ثم تقشيرها مثل البطاطا، ثم غسلها وتقطيعها مكعبات تضاف للسلطة، وقمت برش بودرة مطحون الصبار المجفف على كرات الطاقة المحضرة من التمر المعجون بزبدة الفستق والمكسرات، وهي لذيذة جداً ونالت إعجاب جميع المستفيدين في الورشات وبلغ عددهم التسعين، وأنا كربة منزل قمت بتجربة عدة أفكار لإدخال الصبار إلى مائدة العائلة وكانت لذيذة ويكفي أنها صحية.
"إيفا هاشم"، 1978، عاملة في تجميل السيدات والحلاقة النسائية، مسؤولة عن الخدمات الاجتماعية في قطرة أمل، تحدثت عن تجربتها مع مشروع سبايس قائلةً: أنا أحب الصبار، وحضرت الجلسات وزادت معرفتي بأهمية هذه النبة، ووجدت فيها المادة الرئيسة لكل من يريد العناية بالبشرة والشعر والأظافر والصحة العامة، وقررت إدخاله لوجبات طعام العائلة المطبوخة، وقمت بتجفيفه وطحنه وإضافته لشراب المته، وللحلويات، والرائع في هذا النبات ليس له أي آثار جانبية على ضغط الدم وأنا أتابع صفحة المشروع لأهميتها وأنصح الجميع بالتركيز على تناوله بشكل رئيسي في الوجبات اليومية.