تعلق بحب كرة القدم مبكراً، ولعب مع منتخب مدرسته في مسقط رأسه في "حي المرجة" بحلب، وشارك بتأسيس فريق " الصمود" الشعبي ولعب له عدة مواسم، وانتقل بعدها إلى نادي"عمال حلب" ومن اللعب انتقل "عبد الله الناصر" للتحكيم وحمل الصافرة في ملاعب الكرة ونتيجة تألقه بعالم التحكيم نال لقب الشارة الدولية، وبعد اعتزاله تفرغ لرعاية الحكام الواعدين وشرح قانون اللعبة لهم.

مسيرة قصيرة في الملاعب

بدأت حياتي لاعباً بكرة القدم في "حي المرجة" الشعبي بمدينة "حلب"، وتابعت مشواري مع الكرة في منتخبات المدارس وبكل المراحل المنتخبات المدرسية، وأذكر أننا حققنا نتائج لافتة في بطولة "حلب" للمرحلة الثانوية وتابع الحكم الدولي السابق "عبدالله الناصر" حديثه لموقع مدونة وطن "eSyria" قائلاً: بعد نيلي الشهادة الثانوية التحقت وتخرجت من المعهد الرياضي، وبحكم الجوار دعاني الكابتن "عمر شعبان " معه لتأسيس ملعب "الصمود" الشعبي وتنظيم أول دوري للأحياء الشعبية فيه كان ذلك في عام ألف وتسعمئة وخمسة وثمانين، ولعبت لفريق "الصمود" الذي ساهمت بتأسيسه لثلاثة مواسم متتالية قبل انتقالي للعب بنادي "عمال حلب" واللعب لفريق الرجال، وهنا كانت نهاية المطاف لي كلاعب كرة قدم.

صافرة التحكيم

وبعد اكتسابي خبرة اللعب لفترة معقولة، استهواني التحكيم، وبتشجيع من الكابتن ثابت شعبوق" و"عمر شعبان" انتسبت للتحكيم كان ذلك في عام 1985 وصنفت في البدء كحكم متمرن، وأضاف الناصر: تدرجت في الترفيع، ونجحت في فحوصات الترقية لحكم درجة أولى كان ذلك في عام 1991، وبعدها تم تكليفي بقيادة مباريات الدوري السوري والكأس والشباب واستمررت على هذا المنوال طوال عشرة مواسم متتالية بلا توقف مشاركا بكل أنشطة الدوري وحتى شاركت ببعض مباريات الدوري اللبناني، وفي عام 2002 نلت لقب الشارة الدولية، ومثلت بلدي "سوريا" في الملاعب العربية والأسيوية، وأولى المشاركات الدولية لي كانت ببطولة أسيا للشباب في "طهران" وكلفت بقيادة المباراة النهائية بين "إيران وطاجكستان" ونلت علامة التسعة من مراقب المباراة.

الكابتن عبدالله خلال اجتماع مقيمي حكام الدوري السوري

وتابع حديثه: اعتبر مباراة الجيش وتشرين التي فاز فيها تشرين بثلاثة مقابل اثنين ومع قيادتي لمباراة نهائي كأس الصحفيين بين الأهلي والطليعة من أجمل مبارياتي في ملاعب الكرة. ونتيجة تعرضي لإصابة قاسية في الركبة اعتزلت التحكيم في عام 2007.

رئيس لجنة حكام "حلب"

برع الكابتن "عبد الله" بحفظ وشرح قانون اللعبة باللغتين العربية والإنجليزية بطلاقة، وذلك بعد أتباعه لعدة دورات من محاضرين محليين وعرب في قانون لعبة كرة القدم، ما انعكس بتعبه وفهمهِ أكثر بقانون اللعبة حتى غدا محاضراً، ونتيجة خبرته بالتحكيم تم تكليفه برئاسة لجنة حكام "حلب" عام ألفين وتسعة، وبعد قيام الثورة هاجر إلى "تركيا".

الحكم الناصر يقود نهائي كأس الصحفيين بين الأهلي والطليعة عام 2007

الدوري السوري في تركيا

الحكم الدولي تاج الدين فارس والمدرب الوطني جمال هدلة

نتيجة حبه وشغفه بالكرة كما يقول الكابتن "عبد الله" لموقع مدونة وطن "eSyria " ولتخفيف معاناة السوريين النازحين نحو الأراضي التركية ولخلق البسمة والسعادة على وجوههم، وبالتعاون مع اللاعبين السوريين السابقين"فواز مندو ويحيى الراشد" تم تجميع لاعبي الكرة السوريبن هناك، وإطلاق الدوري السوري على الأراضي التركية وبعمل منظم وضخم ضمن 21 مدينة تركية ولفئات الشباب والرجال وتم استقطاب اللاعبين وإصدار كشوفات رسمية لهم ضمن فرقهم ونواديهم وتكليف الحكام السوريين مع بعض الحكام الأتراك لقيادة المباريات، ولاقى هذا الحدث صدى واسعاً بين الأهالي والمشجعين بالحضور والحماسة، وقامت الكثير من وسائل الإعلام العربية والتركية بتغطيته وبثه على القنوات التلفزيونية، وبرز فيه عدة لاعبين بمستوى مميز طلبتهم الأندية التركية المحترفة للعب ضمن صفوفهم. واستمر الدوري لمدة ثلاثة مواسم متتالية قبل أن يتوقف لأسباب مالية، وعجزنا عن تغطية نفقاته، ويوصف الكابتن "عبدالله " تجربته هذه بالناجحة جداً، حيث منحته المزيد من الخبرة في التنظيم والإدارة لمسابقات كروية كبيرة وواسعة.

العودة الى الجذور

ولأن حب مدينته " حلب" و"سورية" في أعماقه كما يروي لنا وبعد غياب طويل حزم الكابتن "عبدالله حقائبه عائداً إلى الوطن وفي داخله وذاته حب كرة القدم والتحكيم والتفرغ كما يقول للاهتمام أكثر بحكام مدينته وتقديم النصح والرشد لهم ويختم حديثه للمدونة بشكر كل من ساعده، وقدم له النصيحة بعالم الرياضة بشكل عام والتحكيم بشكل خاص ويخص بالاسم الكابتن "ثابت شعبوق" الذي علمه ألف باء التحكيم و"جمال الشريف" الذي يعتبره قدوته ومثله الأعلى وكذلك مدربه الشعبي "عمر شعبان" وعراب التحكيم الحلبي "أسعد عرياني"

كان يستحق موقعاً رياضياً أفضل

الحكم الدولي السابق"تاج الدين فارس" قال: يعتبر الحكم الدولي السابق "عبدالله الناصر" واحداً من أهم الحكام الدوليين الذين مروا على "سورية" تميز بالقيادة الناجحة لمبارياته العديدة في الدوري السوري ولفهمه العميق بقانون اللعبة عدا عن نجاحه في العمل الإداري الرياضي، راقبته مراراً، وكان موفقاً ومقبولاً من اللاعبين والمدربين والجمهور، لكن الحظ خذله ولم يستمر طويلاً في ملاعب الكرة كحكم نتيجة تعرضه لإصابة. وحسناً فعل بالتوجه إلى الوجه الآخر في ميادين التحكيم وهو صقل ذاته كمحاضر للحكام الواعدين في مدينته " حلب".

المدرب الوطني "جمال هدلة" قال: أعرف الكابتن "عبد الله" منذ أكثر من ثلاثين عاماً في ملاعب كرة القدم أذكره لاعباً في فريق "الصمود" الشعبي، ومن ثم بنادي "عمال حلب"، ومن بعد ذلك دخوله وتدرجه في سلك التحكيم وكان موفقاً جداً وعادلاً ومنصفاً خلال قيادته العديد من المباريات، نال الشارة الدولية عن جدارة واستحقاق وتعمق بفهم وشرح قانون اللعبة ولم يبخل على زملائه الحكام الواعدين في مساعدتهم بتقديم النصح والمشاورة لتطويرهم، ظلمته الظروف وكان يستحق مكانة وموقعاً رياضياً أفضل مما وصل إليه أتمنى له كل الخير والتوفيق.

الحكم "عبد الله الناصر" هو من مواليد مدينة "حلب" لعام ألف وتسعمائة وثمان وستون ومدرس تربية رياضية سابق وحاليا تم اعتماده مقيماً للحكام في مباريات الدوري السوري الممتاز.

تم إجراء اللقاء بتاريخ 25/8/2025