موهبتها تعرّف بها فوراً، صوت قد تظن حين تسمعه أنه من أصوات الزمن الجميل، تعمل مع أكثر من فرقة موسيقية، والشجن في صوتها يستشعره كل من يسمعها.
مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع "يارا إبراهيم" بتاريخ 28 آب 2020 التي قالت: «ظهرت موهبتي الفنية التي اكتشفتها عائلتي في عمر مبكر جداً، فدعموني وشجعوني على تطوير وصقل هذه الموهبة، ولم يتركوا فرصة أو مشاركة أو تدريباً إلا وحثّوني على الالتزام به ما أدى إلى تطور هذه المَلَكة بشكل واضح.
الفرق السورية أضافت إلى الفن السوري، وأعطتنا الفرص لنغني ونتعرف من جديد على تراثنا وعلى الأغاني التي نحبها من وجهات نظر متعددة، فبعض هذه الفرق تحافظ على روح الأغنية، وتعطيها توزيعاً وهارموني جديد بأصوات الكورال، وهذا يجعلنا نعرف أنّ الموسيقا تحوي الكثير من المرونة وهي ليست جامدة
ولا أنسى ولا أنكر بالطبع فضل أساتذتي الذين عملت معهم وغنيت مع فرقهم لاحقاً، فقد كان لهم دور كبير في تطوري بالغناء، مثل الدكتور "نزيه أسعد" قائد فرقة "التراث العربي - أوركسترا الموسيقا الشرقية"، فهو الذي فتح لي مجال المشاركة كمغنية منفردة بمهرجانات "إحياء التراث السوري" وآخرها حفل دار الثقافة في "السويداء"، وحفل مع "أوركسترا الموسيقا الشرقية" وكورال "سورية" بمدينة "حماة".
أما الغناء الحقيقي، فقد بدأت به بشكل فعلي عام 2016 مع فرقة "نبض" التابعة لجمعية "نحنا" الثقافية، وبعدها مع فرقة "وا موسيقاه" التي أسسها ويقودها الصحفي والموسيقي "فراس القاضي"، ومنذ حوالي السنة تقريباً، انضممت لفرقة "شام" التابعة لمؤسسة "لونا" للغناء الجماعي بقيادة المايسترو "حسام الدين بريمو".
أطور موهبتي بالاستماع الكثير والتعلم من عمالقة الفن مثل "ربا الجمال، وردة الجزائرية، وذكرى"، فهم من المطربين الذين أتأثر بهم وبجمال أصواتهم، وحالياً أتعلم الصولفيج بشكل أكاديمي، كما أنني موظفة في "الجامعة الافتراضية السورية"».
وعن انتشار الفرق قالت: «الفرق السورية أضافت إلى الفن السوري، وأعطتنا الفرص لنغني ونتعرف من جديد على تراثنا وعلى الأغاني التي نحبها من وجهات نظر متعددة، فبعض هذه الفرق تحافظ على روح الأغنية، وتعطيها توزيعاً وهارموني جديد بأصوات الكورال، وهذا يجعلنا نعرف أنّ الموسيقا تحوي الكثير من المرونة وهي ليست جامدة».
أما عن مشاركاتها فقالت: «لي الكثير من المشاركات مع كل الفرق التي غنيت معها، وفي حفلات الغناء الفردي، أولها أربع حفلات مع فرقة "نبض" على خشبة مسرح "الحمراء" أعوام 2016، 2017، 2018، وفي عام 2017 شاركت في مسابقة "أصوات" التي أقيمت بالتعاون بين دار الأوبرا ووزارة الإعلام ووصلت إلى المرحلة ما قبل الأخيرة، ثم حفلتا غناء منفرد بمهرجات "التراث السوري" في مجمع "دمر" الثقافي عامي 2018 و 2019، وحفل مهرجان "قطاف الوردة الشامية" في قرية "المراح" الذي تقيمه "الأمانة السورية للتنمية" غناء جماعي مع فرقة "وا موسيقاه" عام 2019، وحفلتَي غناء فردي وجماعي مع كورال "سورية" وكورال "أوركسترا الموسيقا الشرقية" في مدينة "حماه" عام 2020، وفي ذات العام حفلان مع كورال "شام" في "حلب" و"صيدنايا"، وحفل غناء منفرد في "السويداء" الذي ذكرناه سابقاً مع فرقة "التراث السوري"».
المايسترو الدكتور "نزيه الأسعد" عنها قال: «عرفت "يارا" كصوت أنيق ضمن مجموعة غناء في فرقة "نبض" التابعة لجمعية "نحنا" الثقافية بعد أن قمت باختبارات للعديد من الشباب والشابات بالغناء والعزف لتشكيل الفرقة في مرحلتها الثانية، وبدأت تتدرب باهتمام، فرأيت في صوتها قدرة واضحة على الأداء الإفرادي، وتثبتت هذه القناعة لدي بعد مشاركتها في برنامج المسابقات "أصوات" حيث استوعبت إمكانيات صوتها الدافئ أكثر، خصوصاً أني كنت أقود الفرقة الموسيقية في ذلك البرنامج.
أهم ما يمكن أن يذكر عنها أو عن ما أنجزته هو التطور الأدائي في صوتها، والإحساس المتصاعد مع الوقت، وهذا يدل على اهتمامها بموهبتها.
كان لي تجربة معها في تسجيلات الاستوديو كمغنية إفرادية، ورأيتها فعالة كشخصية غنائية، وأستطيع أن أرى "يارا" متفردة يوماً ما بهويتها الغنائية، وأتمنى أن أرى اسمها في الصفوف الأولى من المغنيات الشابات».
أما الصحفي والموسيقي "فراس القاضي" قائد فرقة "وا موسيقاه" فقال عن "يارا": «هناك أصوات يشعر قائد الفرقة أو المدرب بالاطمئنان حين يأتي دورها بالغناء، لأنه على ثقة بأنها لن تحيد قيد أنملة عن اللحن الأساسي وعن النغمة الصحيحة، و"يارا" من هذه الأصوات، كما أن صوتها يتميز بشجن واضح وجميل يجعلك ترغب بالاستماع إليه دون توقف، ومَرَد هذا كله هو إيمانها بموهبتها أولاً، وعدم الاكتفاء بها ثانياً، بل بصقلها وتدريبها وتطويع صعوباتها بشكل دائم.
أما على الصعيد الشخصي؛ فهي إنسانة مهذبة وودودة ومتعاونة مع الجميع.. شخصياً أعتقد أن اسم "يارا ابراهيم" سيذكر كثيراً مستقبلاً».
جدير بالذكر أن "يارا ابراهيم" من مدينة "جبلة" في محافظة "اللاذقية" مواليد "دمشق" عام 1993، وهي خريجة كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية جامعة "دمشق".