لطالما أحب الرسم ولفت نظره تناغم حروف الخط العربي والانسجام فيها، فأبدع في رسمها منذ طفولته حتى تميز وتفوق على نظرائه، ثم ما لبث أن أدرك الرابط الوثيق بين فن الرسم والخط والتصوير، وأنها فنون بصرية تتطلب وجود تناغم وانسجام لإنتاج لوحة تجذب عين وقلب الناظر إليها.

مدونة وطن "eSyria" التقت المصور الفوتوغرافي "باسل نيصافي" بتاريخ 29 آذار 2019، ليحدثنا عن انطلاقته في هذا الفن: «بدأت بسن مبكرة منذ عام 1995 مع أول كاميرا احترافية فيلمية أهدتني إياها الراحلة أمي، فهي كانت من أكبر الداعمين والمشجعين لي في هذا المجال.

ساعدتني أيضاً موهبتي في الرسم والخط العربي، فهناك ترابط بين الفنون كافة، فالقواعد التي تحكم الصورة الفوتوغرافية نفسها تحكم اللوحة التشكيلية أيضاً، والهارموني أو الانسجام المطلوب بين الحروف في الخط العربي مطلوب أيضاً بين العناصر المكونة للصورة الفوتوغرافية

كان أثرُ هذه الهدية كبيراً وأثار لدي تساؤلات كثيرة حول استخدام هذه الكاميرا وفن التصوير بالعموم، لتكون بوابة الدخول إلى هذا العالم الواسع، فبدأت البحث عن معلومات عن فن التصوير في ظل شح المصادر في المكتبات في تلك المدة والمراجع الخاصة بهذا الفن. وبعد مدة من الزمن تمكنت من الحصول على مراجع قيمة عن فن التصوير ودرستها وفهمتها جيداً، مدركاً أن الموهبة وحدها لا تكفي من دون معرفة واطلاع، ساعدتني بعد ذلك شبكة الإنترنت أيضاً في التواصل مع مصورين من مختلف أنحاء العالم والاطلاع على أعمالهم وتجاربهم الغنية، فالاطلاع على تجارب فنانين آخرين يثري تجربة الفنان».

جورج ساره

وأضاف: «ساعدتني أيضاً موهبتي في الرسم والخط العربي، فهناك ترابط بين الفنون كافة، فالقواعد التي تحكم الصورة الفوتوغرافية نفسها تحكم اللوحة التشكيلية أيضاً، والهارموني أو الانسجام المطلوب بين الحروف في الخط العربي مطلوب أيضاً بين العناصر المكونة للصورة الفوتوغرافية».

وعن أهم المحطات في مسيرته الفوتوغرافية، قال: «عملت جاهداً للوصول إلى الصدارة في أحد مواقع التصوير العالمية "youpic"، وهو موقع سويدي مناسب لكل عشاق فن التصوير، ويضم 6 من عمالقة فن التصوير المعاصر، وآلاف المصورين المحترفين والموهوبين من كافة أنحاء العالم، وترتيبي العام اليوم ضمن هذا الموقع هو الثالث والخمسون.

من تصويره

كذلك كانت لي تجربة في تعليم هذا الفن، حيث قمت بتدريسه بمركز الأنشطة الشبيبة في المركز الثقافي المحدث "محارب الأحمد"، وفي دير "الآباء اليسوعيين" بـ"حمص"، في سعي لنشر الثقافة الفوتوغرافية في "سورية" ومساعدة من يحبون التصوير، وقد شاركت بعدة معارض في المركز الثقافي المحدث بحي "الزهراء" والمركز الثقافي العربي ونقابة الفنانين التشكيليين».

أما عن كيفية التقاط الصورة بطريقة استثنائية ومميزة، فقال: «أهم مقومات نجاح عملنا خبرة المصور وثقافته وإحساسه الفني وإتقانه استخدام كاميرته، وما يجعل الصورة احترافية ليس الكاميرا الاحترافية الباهظة الثمن، بل المصور المحترف الذي يجيد توظيف ما لديه من إمكانات لخدمة صورته، وكثيرون يسألونني عن نوع الكاميرا التي أستخدمها، وأجيبهم أن الذي يصنع الفرق في الصورة هو المصور، فالكاميرا أداة مهما كانت متطورة تساعد المصور في عمله، لكن لا يمكن أن تحل مكانه».

صورة للقمر

صديق الفنان وأحد الداعمين والمشجعين للفنان "جورج ساره"، قال: «الفنان "باسل نيصافي" إنسان يحلم دائماً بالجمال ويعمل على إيصال رسالته بالحب والصورة، والتصوير الضوئي فن حساس لن تستطيع ممارسته من دون الحب وتذوق الجمال، وأرى في صور الفنان "باسل" لوحة تشكيلية متكاملة رسالتها واضحة، مقولتها عميقة يتجاوب معها ويفهمها متعددو المستويات الجمالية والمعرفية، ويصمم في لوحاته على إظهار عناصر الدهشة والمفاجأة وأحياناً الغرابة، وهو دائم السعي لعدم التكرار وتقديم الجديد، أما من زاوية أخرى فهو يحرص على الأفضل المناسب لمقولته التي يريد أن يعبر عنها في لقطته الفنية، ومن ناحية الضوء والظل، فهو ينتظر ليظفر بالأجمل؛ فلوحاته تقول لك إنه فنان مجتهد يسعى في كل لوحة أن يقول لك إن الحياة جميلة ونحن مسؤولون عن تقديم الأجمل، حتى وهو يصور الخراب والدمار في "حمص".

"باسل نيصافي" فنان في تطور دائم محب للجمال ورسوله إلينا، إضافة إلى أنه يمتلك ثقافة عامة وفنية تمتاز بالجدة والرقي؛ أتمنى من باقي الفنانين أن يمتلكوا حبه ومهنيته وحرفيته».

الجدير بالذكر، أن "باسل نيصافي" من مواليد "حمص"، عام 1981.