"وسيم محمد" فنان شاب شق طريقه بخطى هادئة في عالم الفن، حيث تنقل بين التمثيل والغناء، والاهتمام بالتصوير واصطياد اللحظات المهمة بعدسته الضوئية.
الفنان "مصطفى جانودي" تحدث لمدونة وطن "eSyria"، بتاريخ 9 شباط 2014، عن الفنان فقال: «إنه يعبر عن الفنون الثلاثة بطرائق مختلفة، وإن كنت أجد أنه مقل على صعيد الغناء، إلا أنني أراه ملماً بالأنواع الثلاثة ويمتلك إحساساً عالياً على صعيد التمثيل فيقف على الخشبة باقتدار، وفيما يتعلق بالتصوير فهو صاحب رؤية وعين متميزة، ويعمل على صقل أدواته بشكل دائم».
كانت أول ورشة عمل أشارك فيها، شعرت خلالها بالمسؤولية والمتعة في التعلم وخوض غمار الروح والجسد في هذا العالم تحت إشراف أساتذة ومختصين: "زيناتي قدسية، محمد قارصلي، حسن عقلة، ياسر دريباتي"
بدأ "وسيم" حياته الفنية في عمر الثانية عشرة عندما شارك في فعاليات الرواد الأوائل، وحينها كان ميالاً إلى الغناء، ويقول: «لقد لاحظت مدرّسة مادة الموسيقا هذه الميول ورشحتني للمهرجان الفرعي عن فئة الموسيقا دون أن أعلم ذلك وعندما رأيت اسمي في لوحة المدرسة الإعلانية من المرشحين للاختبار أصابني الذهول والخوف، كنت أشعر حينها بأنني عندما أتجه إلى تلك القاعة سأسقط من هول الخوف، أو ربما أصاب بالخرس الأبدي بمجرد دخولي إلى اللجنة».
هذا الشعور كان فال خير على الفنان الشاب بحسب وصفه: «لقد عرفت فيما بعد أن هذا الشعور هو الذي جعلني أحصد المركز الأول في المهرجانين الفرعي والمركزي، لتتوالى بعدها المشاركات والجوائز، منها مهرجان "مدى" الموسيقي في "دمشق" حيث حصلت على الجائزة الأولى عن فئة الطرب الكلاسيكي، وكان آخر المهرجانات مهرجان "صدى الموسيقي" في محافظة "حمص" وحصلت على الجائزة الذهبية أيضاً، كل ذلك في عمر السادسة عشرة بعدها ابتعدت عن الموسيقا والغناء لفترة طويلة قبل أن أقرر توظيفهما فقط في المسرح وعلى الخشبة».
ثم اتجه من الغناء إلى "أبي الفنون" ليبدأ طريقاً جديدة، وعنها يحدثنا: «البداية كانت مع المسرح عبر دور صغير في مسرحية "فولبوني" للمخرجة "سوسن خليفة يونس"، ثم توالت الأعمال بشكل جيد نسبياً، منها مسرحية الأطفال "ملك الأحلام" إخراج "مصطفى نور الله، وأحمد عاشور"، وقد كانت هذه المسرحية خطوة مميزة لي في ذلك الوقت، فقد لعبت دورين كوميديين مختلفين أحدهما عن الآخر».
تابع: «كما لعبت شخصية "لوسيان" في مسرحية الشوكة للكاتبة "فرنسواز ساجان"، وحصلت على جائزة أفضل ممثل في المهرجان الفرعي عن دوري فيها، إضافة إلى ترتيب جيد جداً في المهرجان المركزي للشبيبة.
ابتعدت لفترة عن المسرح قبل أن أعود إليه من خلال مسرحية "القاع" للمخرج الشاب "أحمد البدري" وأعتبرها من أهم مشاركاتي، لأنها كانت تشبه وقفتي الأولى على الخشبة منذ سنوات، شعرت بأنها تحدٍ لصوت مقيت في داخلي يدعى "الخوف". نحن نمتلك كوادر شابة ومبدعة لديها من الطاقة ما يجعل المسرح السوري عموماً و"اللاذقاني" خصوصاً في غمار الاحتراف والتميز، لكن لا أعتقد بأننا نملك مسرحاً شاباً؛ فاحتكار بعض الأسماء للساحة الفنية جعل من هذه الطاقة مقسمة ومجزأة».
موهبة "محمد" تشمل التصوير الضوئي، ويرى أن العامين الأخيرين كانا الأهم في حياته على هذا الصعيد، ويضيف: «استطعت خلالهما تجاوز ما أسميه الثالوث القاتل لكل إنسان وفنان وخاصة في هذا المجال وهو: "الخوف – عدم الثقة – الشك"، حتى إنني استطعت اكتشاف زوايا جديدة في شخصيتي الفنية والإضاءة عليها كالتصوير الضوئي الذي كان هاجساً في داخلي استطعت أن أبلوره على شكل "صورة" منذ سنة ونصف السنة تقريباً، وبدأت العمل الجاد لنحت صورة تشبه ما بداخلي وتلامس خيال المتلقي وأحاسيسه والحمد الله كانت ردود الفعل إيجابية، لكن الصورة التي أتمناها مازالت غير واضحة المعالم؛ لذا أعمل جاهداً على ابتكار خط يشبهني ولا يشبه أحداً لتكون لي هوية خاصة تتطور تدريجياً حتى أصل إلى الصورة الكاملة التي أطمح إليها في مخيلتي».
على صعيد المسرح شارك الفنان الشاب في العديد من المهرجانات كان آخرها وأهمها "المهرجان المركزي للمسرح الجامعي"، أما على صعيد التصوير الضوئي فقد شارك في معرض "سورية بعيوننا" الذي استضافته "اللاذقية" مؤخراً.
كما كان له حضور في العديد من ورشات العمل الخاصة بالمسرح أهمها "ورشة مهرجان المونودراما الأول"، التي تحدث عنها قائلاً: «كانت أول ورشة عمل أشارك فيها، شعرت خلالها بالمسؤولية والمتعة في التعلم وخوض غمار الروح والجسد في هذا العالم تحت إشراف أساتذة ومختصين: "زيناتي قدسية، محمد قارصلي، حسن عقلة، ياسر دريباتي"».
ويتابع: «أشعر بالامتياز لأنني حصلت على دعم الكثيرين من الأشخاص الذين كانت لهم أيادٍ بيضاء في مسيرتي المتواضعة، ففي البدايات كانت الفنانة "فاطمة أبو عقل" خير سند لي وطالما نقلت إلي الثقة عبر عينيها، والمخرجون والفنانون: "ياسر دريباتي، هاشم غزال، مصطفى جانودي، أحمد البدري"».
المخرج الشاب "زياد القاضي" تحدث عن "وسيم محمد" قائلاً: «مصور فوتوغرافي يتميز بالحساسية العالية، إضافة إلى حس درامي عالٍ ينقله إلى الصورة الثابتة، وعلى اعتبار أنه ممثل فعلاقته مع المسرح والتمثيل أضافت لمسة مهمة على صعيد التصوير الفوتوغرافي، فجعل من الصورة مسرحاً يحاول فيه أن يقارب الحالة المسرحية والدرامية التي يجيدها بأدواته، كممثل يتمتع بـ"كاريزما" عالية وصوت استغله في كثير من الأدوار، كما يتميز بالدقة في قنص اللقطة التي يختارها بعين جميلة وظفها أيضاً في تصوير الفيديو».
فيما تقول الفنانة "رشا بلال": «هو حالة فنية متكاملة إلى حد كبير من حيث تعدد المواهب، أتمنى عليه أن يختص في التصوير ويمنحه جل اهتمامه، فهو يبدع فيه أكثر من أي مجال آخر، وأرى أنه سيلمع بهذا المجال وسيكون له مستقبل متميز».