عزف بعشق لتغيير صورة نمطية سجنت العود بحالة المرافق للمطرب ليجترح أفكاراً جديدة تكرس "العود" آلة منفردة قادرة على التطريب وإمتاع المستمعين وإضفاء حالة من التأمل تحاكي مشاعر الجمهور.

رؤية عبر عنها الفنان "أدهم عبيد" خريج المعهد العالي للموسيقا عندما التقته مدونة وطن eSyria بتاريخ 24/4/2013 وكان الحوار التالي:

فنان متمكن أكاديمي له بصمات جميلة في محافظته حيث قام بدور الفنان القادر على تقديم العود على المسرح منفرداً أمتع الحضور وقدم مجموعة من الحفلات التي جذبت عشاق العود والموسيقا، وهو اليوم يؤدي واجبه التدريسي حيث يتابع طلاب معهدنا معهد "فريد الأطرش" وطلاب معهد الموسيقا وعدد من الطلاب في جمعية أصدقاء الموسيقا، كل هذه الجهود تصب في مسار تعلقه الكامل بالعود ومشروعه الموسيقي الكبير الذي يقدم اهتماماً خاصاً لهذه الآلة التي نتوقع منها الكثير بفضل عازفين اجتازوا عتبة الأكاديمية بنجاح ووصلوا لمراحل التأليف والدراسات، والقيمة الأهم الاستعداد للتدريب وتقديم الخبرة لمن يطلبها ضمن الأصول العلمية الموسيقية التي تساهم بتطوير مواهب جديدة قادرة على الاستمرار والتميز وهذا ما نلمسه بحكم القرب الواضح من مشاريع هؤلاء الفنانين ومنهم الفنان "أدهم عبيد" الذي نقدر جهوده وموهبته

  • كان حلمك دراسة هندسة العمارة، لكن الظروف قادتك للمعهد العالي للموسيقا فكيف كان ذلك؟
  • الفنان أدهم عبيد

    ** اتجهت لتعلم العزف وشعرت في هذه الأوتار حياة تنبض بالرؤى لمستقبل جميل، لكن تعلقي بعمل والدي جعلني أرغب بدارسة هندسة العمارة لكن معدلي في الثانوية العامة منعني، فدرست في معهد متوسط لأجتاز اختبارات المعهد العالي لأباشر رحلة ممتعة مع آلة العود، وكلما تعمقت في دراستها كانت تلتصق بمشواري، وكنت قريباً من أسلوب وطريقة الأستاذ "عصام رافع" رئيس قسم الموسيقا بالمعهد، وتعلمت على يدي الأستاذ "عسكر علي أكبر" وهو أذربيجاني الأصل نقل لنا كطلاب معدودين على أصابع اليد خبرته في العزف والتقنيات الشرقية، ونقل لنا أيضاً من التجربة الأذربيجانية والتركية الكثير من التقنيات التي أعتبرها ركائز قوية لطريقتي في العزف، والمزاوجة بين العربي والشرقي بطريقة علمية مدروسة بينت جماليات الآلة وأهمية التكنيك في تطوير حالة المهتم بالعود لتحوله من عازف إلى أكاديمي متخصص في هذه الآلة، التي رافقتني منذ الصغر.

  • مرحلة الدراسة كانت خطوة عبَرت منها لتأليف مقطوعة "بقايا صور" ومقطوعات أخرى، هل عبّرت هذه المقطوعات عن تجربتك بشكل واضح؟
  • ** حصرت آلة العود بصورة نمطية فهي مرافقة للمطرب على المسرح وغابت لزمن طويل عن المسرح كآلة منفردة لكن من يدرس العود ويعود معه للزمن القديم والتطورات الضئيلة على هذه الآلة يتلمس عراقتها، ولا يمكن له التغاضي عن قدرتها على التطور على يدي العازف المتمكن والخبير بالتقنية، ومَن تعمق بالدراسة تنبعث لديه رغبة بالاكتشاف واختبار ما يمكن لهذا الوتر أن يقدمه في حال امتلك الاحساس المطلوب، من هنا انطلقت وعملت على محور التجريب للتقنيات التي تعلمناها مع لمسات شخصية اعتبرها بداية لعلاقة مع الموسيقا والعود، وقدمت هذه المقطوعات في عدد من المشاركات ومن خلال تلقي الجمهور وطريقة فهمها عرفت أنها كانت على تماس معين مع مشاعر المتلقين وهذا ما حرضني على الاستمرار والبحث في ما هو جديد، وما يحاكي شخصيتي كعازف يعيش حالة البحث والعمل لانتاج ما يتلاقى مع طموحه الموسيقي هذه الشخصية ولغاية هذا التاريخ لم تتضح معالمها بشكل كامل لكن مادامت لدينا فرصة العمل والتجريب فإنني في كل عمل أحاول وضع تصور ورؤية جديدة لتكميل جزء من حلم قد أحققه في النهاية وهذا أملي.

  • من خلال تدريس العود تحاول نشر خبرتك الأكاديمية لجمهور من الطلاب والمهتمين بطريقة عبر عنها البعض بالمتطورة، ماذا تضيف لهذه الفكرة؟
  • ** في هذه المرحلة يلاحظ المهتم بالموسيقا إقبال الأطفال والشباب على آلات موسيقية مثل الغيتار والأورغ وهذه الحالة تنسجم مع واقع فرضته وسائل الإعلام ليكون الشباب أقرب لهذه الآلات من العود، مع أن متذوقي العود بازدياد لكن طلاب التعلم للعزف على العود قلة، ومن وجهة نظري فإن تدريب وتعليم عدد محدود من الموهوبين مشروع لا يقل أهمية عن عمل العازف والمؤلف الموسيقي، ومن خلال "جمعية أصدقاء الموسيقا" في "السويداء" والمعهد الموسيقي و"معهد فريد الأطرش" حديث العهد في مدينتنا أحاول تقديم العود كما يمكن أن يقدم من وجهة نظري كآلة فردية قادرة على أن تحتل المسرح وتقدم مستوى من الطرب والحالة الراقية للتذوق الموسيقي، ومن خلال هذا العمل أحاول كسر الصورة النمطية القديمة وتعريف طلابي بمشروعي الذي أسعى من خلاله لإعادة العود لمجده الذي أتوقعه ممكناً بتطوير علاقة الجمهور مع هذه الآلة لتكون سيدة المسرح دون مطرب أو جوقات غنائية، وجميل أن يكون العود صوت وحيد يناجي مشاعر المستمعين دون حواجز لنعطي للجمهور فرصة للتعمق وفهم هذه الموسيقا التي ترتقي بالحس، ومن خلال تجربتي مع طلاب أعتز بمواهبهم نجحت في توجيههم والوصول للمعهد العالي والتخصص بآلة العود ونتوقع من هؤلاء الطلاب الكثير لكونهم يمتلكون خامة جيدة قابلة للتطوير وقادرة على التميز بالعود بشكل خاص.

  • مشروع تطوير تقنيات العازفين مشروع أوليته اهتماماً كبيراً، هل تكامل هذا المشروع على أرض الواقع؟
  • ** نتشارك في حفلات مع عدد من الموهوبين والعازفين الذين تعلموا العزف بشكل سماعي أو من لم تتسنّ لهم فرصة تطوير تقنيات العزف، وكان لي عدة لقاءات مع شريحة من هؤلاء العازفين وتدارسنا فكرة العمل للتدريب على تقنيات العزف وهنا محور التجربة التي تكاملت على أرض الواقع، والتجربة الأولى لهذه الفكرة تضم خمسة عازفين يتلقون ساعات من التدريب، أحرص من خلالها على تطبيق فكرتي التي راقت لهم وبما أن لديهم معرفة بالعزف وأصول التعامل مع العود وبتعبير آخر نجهد من خلال هذه المشروع على تعلم عزف العود بشكل رياضي أي الانتقال للعزف كرياضة حيوية مرنة تنطلق من الطريقة الأكاديمية الدقيقة التي تنتمي لأساليب مختلفة لكنها تمنح العازف قدرة على التعامل مع مختلف الأنواع الموسيقية وتطوير الأداء. ومن خلال سلسلة من الجلسات لاحظت مستوى التطور بطريقة العزف لهذه المجموعة وهذا ما يشجعني على تكرار التجربة لنقدم هذه الفرصة لكل من يرغب من العازفين، كل هذه الأنشطة تلتقي تحت عنوان عريض يرتبط بالعود الذي سيطر على الجزء الأكبر من أيامي ومازلنا في بداية الطريق.

    الموسيقار "معين نفاع" مدير معهد "فريد الأطرش" في "السويداء" تحدث عن العازف مقيّماً تجربة يعتبرها متقدمة بشكل واضح وقال: «فنان متمكن أكاديمي له بصمات جميلة في محافظته حيث قام بدور الفنان القادر على تقديم العود على المسرح منفرداً أمتع الحضور وقدم مجموعة من الحفلات التي جذبت عشاق العود والموسيقا، وهو اليوم يؤدي واجبه التدريسي حيث يتابع طلاب معهدنا معهد "فريد الأطرش" وطلاب معهد الموسيقا وعدد من الطلاب في جمعية أصدقاء الموسيقا، كل هذه الجهود تصب في مسار تعلقه الكامل بالعود ومشروعه الموسيقي الكبير الذي يقدم اهتماماً خاصاً لهذه الآلة التي نتوقع منها الكثير بفضل عازفين اجتازوا عتبة الأكاديمية بنجاح ووصلوا لمراحل التأليف والدراسات، والقيمة الأهم الاستعداد للتدريب وتقديم الخبرة لمن يطلبها ضمن الأصول العلمية الموسيقية التي تساهم بتطوير مواهب جديدة قادرة على الاستمرار والتميز وهذا ما نلمسه بحكم القرب الواضح من مشاريع هؤلاء الفنانين ومنهم الفنان "أدهم عبيد" الذي نقدر جهوده وموهبته».

    الجدير بالذكر أن الفنان أدهم من مواليد 1979 خريج المعهد العالي للموسيقا عضو في جمعية أصدقاء الموسيقا ومدرس في معهد "فريد الأطرش" والمعهد الموسيقي، قدم عدداً من الحفلات من خلال الجمعية وحفلات فردية حققت نجاحاً جماهيرياً إلى جانب مبادرات موسيقية تعليمية متميزة.