يعتبر "القتّك" لباساً تراثياً هاماً في مدينة "القامشلي"، فهو موجود منذ عشرات السنين ومازال يحافظ على رواجه وارتدائه، وبات صديقاً مفضّلاً لدى المرأة في مدينة "القامشلي" وريفها أيّام الشتاء.

"مدوّنة وطن eSyria" وبتاريخ 25/12/2012 التقت عدداً من نساء مدينة "القامشلي" للحديث عن أهمية "القتّك" وكانت البداية مع السيّدة "حنان محمّد علي" وبدأت حديثها بالقول: «عمري الآن ما يقارب الستين عاماً، ومنذ ولادتنا وجدناه عند من سبقنا في العمر من جدّاتنا وأمهاتنا، حيث كانت أغلبية النساء ترتديه وخاصة في القرى الريفيّة لأن البرودة كانت مضاعفة هناك، ولذلك اعتبرناه تراثاً ونحن نتقيد به، فهو يعطي دفئاً جيداً للجسم، وهناك من تُفضّل أن تُغطّى به عند المساء وأثناء النوم، لكن بناتنا يفضلن الملابس الحديثة للأسف».

نعيش في القرية، ونخرج كثيراً للعمل والمساعدة ولذلك يكون خروجنا في ساعات الصباح الباكرة أو مع حلول ظلام الليل حين تكون ساعات البرودة مضاعفة، وبذلك يكون "القتك" هو اللباس الأنسب والأقوى على مقاومة البرد

السيّدة "حمدية الخليل" قالت: «وصل عمري إلى التسعين عاماً، ولدي "قتك" عمره يقدّر بعشرات السنين، ومع نهاية كل فصل شتاء أجعله في مكان آمن لأعاود لبسه مع شتاء جديد، علماً أن الجودة عنوانه، وبدأ تعلّقي بتلك القطعة عندما شاهدته مع والدتي، والنساء خاصة ممن عاصرن الماضي البعيد كنّ يفضّلن ارتداءه على مدار الساعة طوال اليوم، خاصة أن المرأة تستيقظ منذ الفجر وتبدأ بالعمل في تربية الماشية والطيور والزراعة وكل ذلك يكون خارج المنزل، ما يتطلب أن تكون محمية بالشكل المطلوب لتكون محصنة من البرد، و"القتك" كان يؤدي واجباته ومهامه».

يغطي القسم العلوي من الجسد

وتضيف السيّدة "حمدية الخليل" حول قطعتها المفضلة في الشتاء فتقول عنها: «أستطيع القول بكل صراحة إنّ كل ما قدمه القدماء نجد فيه المتعة والفائدة على الرغم من تواجد كل أدوات الراحة والتدفئة في وقتنا الحالي، ولكننا ومع ذلك نرتديه، ومن لا يرتديه يحافظ عليه في الدار كأي إرث من الماضي الجميل، وهو لا يحتاج لتعقيدات كبيرة عندما يجهّز، وضمن فترة وأخرى نغيّر قماشه فقط، ومن مزاياه أنّ القطعة نستطيع ارتداءها على الوجهين».

للشابة "سعدية علي الهادي" تحدثت عن مناسبات ارتداء "قتّك" والدتها فقالت: «نعيش في القرية، ونخرج كثيراً للعمل والمساعدة ولذلك يكون خروجنا في ساعات الصباح الباكرة أو مع حلول ظلام الليل حين تكون ساعات البرودة مضاعفة، وبذلك يكون "القتك" هو اللباس الأنسب والأقوى على مقاومة البرد».

التطريز يضفي جمالا

وفي زيارة لأحد أقدم صانعي "القتك" بمدينة "القامشلي" تحدث السيّد "صالح شمس الدين": «أخذت خياطة وتعليم هذه المهنة من والدي الذي بدأ بها منذ عشرات السنين، هذه المهنة محببة للنفس بدرجة كبيرة لأنها تؤمن حاجة الإنسان، وهو فلكلور وتراث جزراوي، في القديم ومنذ عشرات السنين وحتّى الآن كانت خياطة تلك القطعة صنعاً محلياً بحتاً، وصنعها غير معقّد وهي عبارة عن قطعتين كبيرتين من قماش "الجوخ" القاسي وتخيّطان بالشكل الجيد والمُحكم، والقطعتان تكونان بلونين مختلفين بحيث يتم لبسه على وجهين، وبعد الانتهاء من الخياطة تتم إضافة التطريز عليه من خلال خيط قاسٍ وسميك والتطريز يكون على الأطراف، فيعطي حرارة كبيرة للجسد، وسبب تسميته "القتك" لأنه يغطي القسم الأعلى من الجسد».