مطرب شعبي معروف في منطقته، وعازف بزق من الطراز الرفيع، له موهبة متميزة في مجال تأليف وارتجال كلمات الأغاني الشعبية، إضافة إلى شهرته الواسعة بين أبناء منطقة "عفرين" منذ أكثر من نصف قرن قضاها في الغناء والعزف والتلحين، إذ يعتبر الأول في مجال الأغنية التراثية المحلية، ويتمتع بشخصية جذابة ووقورة وبطلاقة لسان ونبرة واثقة في الحديث. غنى للحب والطبيعة والجمال العفريني كما غنى الفلكلور والتراث الأصيل.
مدونة وطن eSyria التقت الفنان "محمد علي تجو" بتاريخ 17/6/2008 وبعد أن استمعنا إلى مقطوعات موسيقية جميلة عزفها على بزقه الذي وصفه بصديق العمر سألناه عن بداياته الفنية فأجابنا قائلاً: «خلال الحرب العالمية الثانية التحق اثنان من إخوتي بالجيش الانكليزي للقتال، وكنت ما أزال طفلاً في الثامنة من عمري وكانت أمي تأخذني معها إلى الكروم وهناك كانت تغني أغان حزينة بصوت حنون وعذب على فراق أبنائها فتأثرت كثيراً بتلك المشاهد والتي كانت الأساس في تكويني العاطفي وبداياتي الفنية».
خلال الحرب العالمية الثانية التحق اثنان من إخوتي بالجيش الانكليزي للقتال، وكنت ما أزال طفلاً في الثامنة من عمري وكانت أمي تأخذني معها إلى الكروم وهناك كانت تغني أغان حزينة بصوت حنون وعذب على فراق أبنائها فتأثرت كثيراً بتلك المشاهد والتي كانت الأساس في تكويني العاطفي وبداياتي الفنية
وأضاف: «فتعلمت أصول الغناء والمقامات الفنية من المطربين الشعبيين آنذاك أمثال "حسن نازي" و"عبدي شعري", أما العزف على البزق فقد تعلمته من والدي وشقيقيّ .
لي العشرات من الكاسيتات الغنائية ومثلها في الشعر الارتجالي، وبلغ عدد الأغاني التي قمت بتأليفها وأدائها (103) أغنيات، وشاركت خلال حياتي الفنية الطويلة بالكثير من الحفلات والمناسبات سواء داخل القطر أو خارجه، وأهمها تلك التي كانت في السبعينيات من القرن الماضي، حيث دعتني منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة للمشاركة في لقاءات فنية لفنانين من مختلف بلدان العالم فزرت "فرنسا، وهولندا" لخمس سنوات متتالية قدّمت خلالها فنوني في الغناء والعزف.
للفنان "محمد علي تجو" اليوم عائلة فنية، يمارس معظم أفرادها الفن سواء الغناء أو العزف، فابنته "آراس" تمتلك صوتاً جميلاً وعذباً وتجيد الغناء، وحفيده "محمد" ذو صوت جبلي قوي وصهره هو المطرب المعروف "عبدو محمد". لا يزال يمارس الغناء والعزف بشكل طبيعي ويشارك في الحفلات الفنية وقد تجاوز الثمانين من عمره، ويقيم مع عائلته في مدينة حلب.
في نهاية حديثه قدم نصيحة للجيل الحالي وهي عدم الانجرار وراء المغريات المادية والسقوط في هاوية الأغاني الهابطة.
"محمد علي تجو" أحد الأعمدة الفنية حيث يعتبر شيخ الفنانين في منطقة "عفرين" وصاحب مدرسة فنية خاصة في التراث الكردي، فقد حافظ على تراث الأغنية الأصيلة لأكثر من نصف قرن.
يذكر أن الفنان ولد في قرية حسن ديرلي– منطقة عفرين في العام 1930 من أبوين قرويين مزارعين. وقد رحل بتاريخ 17/2/2012 إلى مثواه الأخير في قرية "حسن ديرلي" مسقط رأس الفنان عن عمر يناهز 82 عاماً إثر نوبة قلبية، وبذلك خسر الوسط الفني الكردي فناناً له الكثير من الآغاني التراثية والملحمية الكردية في المنطقة.
(*) تم تحرير أساس المادة بتاريخ 17/6/2008،
أعيدت معالجة المادة وإضافة خبر وفاة الفنان.