يعد الفنان والمطرب الشعبي "جميل هورو" من أبرز الفنانين التراثيين في منطقة "عفرين" فقد كان يملك حنجرة ذهبية ساعدته على أداء العشرات من الملاحم والأغاني التراثية.

للحديث عن الفنان المرحوم "جميل هورو" التقت مدونة وطن eSyria بتاريخ 6/10/2012 السيد "خليل إبراهيم يوسف" وهو نجل الفنان "إبراهيم يوسف" المعروف باسم "إبرامي تركو" فقال: «لقد كان المرحوم "جميل هورو" فناناً معروفاً في كافة أرجاء المنطقة وما حولها من خلال حضوره الفاعل في حفلات وأفراح أبناء المنطقة ومناسباتها الوطنية، وكان يملك صوتاً يتميز بالحنية والقوة بنفس الوقت، الحنية لأداء الأغاني العاطفية والرومانسية وأغاني العشق والغرام، أما القوة فكانت لأداء الأغاني الوطنية وملاحم البطولة والفداء».

بالنسبة لمهنة الفنان المرحوم "جميل هورو" فقد كانت مهنته النجارة حيث استقر به المقام أخيراً في بلدة "جنديرس" ليعمل بها حتى وفاته في العام 1989

وقال متابعاً: «لقد تعلم الفنان المرحوم "جميل هورو" الكثير من الأغاني والملاحم ومقاماتها من والدي "إبراهيم يوسف" وذلك بعد أن ترك أداء الأناشيد الدينية التي أداها في بداياته الفنية وتحول إلى أداء الأغاني وخاصة الفلكلورية منها، ففي إحدى المرات على ما أذكر التقى المرحوم "جميل هورو" في بازار "جنديرس" والدي وطلب منه أن يعلمه أغنية "صالح بك"* ومقامها وهي الأغنية التي اشتهر بها لاحقاً، فأخذه والدي إلى أطراف البازار وراح يغني له الأغنية حتى حفظ كلماتها ولحنها ومقامها.

الفنان الشعبي عدنان عمر

ومن أبرز المحطات الفنية للمرحوم "جميل هورو" هو حضوره للحفلة الفنية الشهيرة التي أقيمت في بداية السبعينيات من القرن الماضي على أرض "سوق الإنتاج الزراعي والصناعي" بمدينة "حلب" في تلك الحفلة لم يبق هناك مقعد واحد فارغاً ما دفع الناس للصعود على جدران السوق لمتابعة الحفلة وسط تصفيق حار وتشجيع منقطع النظير، ومما أتذكره عن تلك الحفلة أنه أطفاً الميكرفون وراح يغني من دونه وذلك بسبب قوة صوته».

الفنان الشعبي "عدنان عمر" تحدث عن المرحوم "هورو" قائلاً: «يمكننا القول بكل ثقة بأن وجود الفنان الكبير "جميل هورو" حالة خاصة في الحركة الفنية الكردية في منطقة "عفرين" فقد كان يملك حنجرة ذهبية قوية، وصوتاً حزيناً وقوياً بنفس الوقت وقدرة كبيرة على أداء بعض الأغاني الصعبة الأداء في الفلكلور الكردي مثل أغنية "صالح بك" التي تحتاج إلى ميزات لم تتوافر إلا عنده وعند "إبرامي تركو" من قبله، لقد ساعدته هذه الميزات بقدرة فائقة على أداء مختلف أنواع الأغاني التراثية والفلكلورية والملاحم الطويلة بشكل مريح.

جميل هورو مع فرقة تراثية عفرنية /الأول من اليسار وقوفاً/

الفنان "جميل هورو" حالة خاصة في المنطقة، وأظن أن حنجرته الذهبية لن تتكرر ويمكننا اعتباره ابن الجيل الفني الذي يُعرف بجيل الملاحم والتراث، وهناك ظروف بيئية وصحية عديدة ساعدتهم على امتلاك أصوات شجية وحناجر جبلية قوية، ومن هذه الظرف الطعام الصحي مثل العسل والسمن البلدي والتين اليابس والزبيب وغيرها من المواد الطبيعية، وكذلك نقاء البيئة والرياضة المستمرة وفرها لهم العيش في الجبال والسهول وغيرها».

وأخيراً الدكتور "محمد عبدو علي" الباحث في تاريخ وتراث منطقة "عفرين" يقول حول سيرة المرحوم "جميل هورو": «توفي في مدينة "جنديرس" التابعة لمنطقة "عفرين" في العام 1989 بعد إصابته بمرض السكري ليدفن في مقبرة "زيارة حنان" الشهيرة في المنطقة والواقعة على طريق "عفرين" –"حلب" عند قرية "كفرجنة".

اسمه "جميل رشيد بن هورو" وهو من مواليد قرية "سعرنجك" التابعة لناحية "بلبل" منطقة "عفرين" في العام 1932 كان في بداية حياته متديناً حافظاً للقرآن ويرعي شؤون مجموعة دينية في المنطقة تابعة للشيخ "محمد شيخ حيدر"، وعندما اكتشف المحيطون به جمال صوته قاموا بتشجيعه على الغناء عندها قام المرحوم "جميل هورو" باستئذان شيخه وبدأ الغناء في بعض الحفلات والمناسبات ومن ذلك الحين بدأ بترك الحلقات الدينية رويداً رويداً.

كان لجميل هورو صوت قوي وعذب ومن المطربين المعروفين بصدق المشاعر فغنى الأغاني الكردية الملحمية مثل "ممي آلان" والأغاني العاطفية التقليدية مثل "ميرو ميرمي" إضافة إلى الأغاني القومية والوطنية، والجدير بالذكر أن المرحوم "جميل هورو" كان يرتجل بعض أغانيه ارتجالاً وذلك على عادة الفنانين الشعبيين».

ويختم: «بالنسبة لمهنة الفنان المرحوم "جميل هورو" فقد كانت مهنته النجارة حيث استقر به المقام أخيراً في بلدة "جنديرس" ليعمل بها حتى وفاته في العام 1989».

  • "صالح بك": من الأغاني التراثية -الملحمية المعروفة في التراث الكردي.