يعرف "معبد الشمس" في بلدة "قنوات" (شمال شرق السويداء 5كم)، بأنه معبد روماني قديم كان مكرساً لعبادة آلهة الشمس "هيليوس"، إلا أنه في عام 2002م تم اكتشاف قطعة أثرية منقوشة فيه غيرت تاريخه وعرفت بفترة بنائه الحقيقية.
في كتاب الدكتور "علي أبو عساف" مدير الآثار سابقاً (الآثار في جبل حوران) يتحدث عن معبد الشمس بالقول: «يقع المعبد خارج سور مدينة "قنوات" وإلى الغرب منها، وهو متهدم وقد بني في النصف الثاني للقرن الثاني الميلادي لرب الشمس (هيليوس)، بقي منه المصطبة مع شفيرها الجيد، وفوقها عدة أعمدة ترتفع فوق قواعد عالية».
يقع المعبد خارج سور مدينة "قنوات" وإلى الغرب منها، وهو متهدم وقد بني في النصف الثاني للقرن الثاني الميلادي لرب الشمس (هيليوس)، بقي منه المصطبة مع شفيرها الجيد، وفوقها عدة أعمدة ترتفع فوق قواعد عالية
هذا ما كان معروفاً عن تاريخ المعبد، إلا أن اكتشاف ساكف (وهو خشب يعد من مكونات البناء) الباب المنقوش كشف النقاب عن تفاصيل جديدة، "مدونة وطن – eSyria" التقت الأستاذ "حسين زين الدين" مدير دائرة الآثار في محافظة "السويداء" فحدثنا عن هذا الاكتشاف بالقول: «تم اكتشاف "معبد الشمس" الموجود في قرية "قنوات" من قبل البعثة السورية الألمانية في عام 2002م، عن ساكف باب في الجانب الشرقي للمعبد، يحمل كتابة يونانية في الوسط ورأسي أسد على الجوانب، وبعد الدراسة تبين لنا أن تاريخ هذا الساكف يعود للقرن الأول قبل الميلاد، وهو يؤسس لمعبد الإله المحلي الرب (رابوس)، بينما المتعارف عليه أن معبد الشمس تعود فترة بنائه إلى بدايات القرن الثالث الميلادي، ما يعني أن هناك مرحلة بناء أولى أو أقدم عائدة إلى القرن الأول قبل الميلاد حسبما توحي هذه الكتابة.
فقد كان المعبد في الفترة الأولى أي في الفترة الآرامية النبطية مكرساً للإله المحلي الرب (رابوس)، ثم جاءت المرحلة الرومانية تلك التي أخذت من الميثولوجية اليونانية، في ذلك الوقت تم تكريسه لإله الشمس (هيليوس)».
أما عن مكان وجود الساكف وترجمة الكتابة اليونانية التي نقشت عليه، أضاف الأستاذ "حسين" قائلاً: «الساكف الآن محفوظ في متحف "السويداء"، وهو مكسور إلى ثلاث قطع، وسوف يعاد ترميمه بعد اختيار المكان النهائي لعرضه في المتحف، على الساكف كتابة باللغة اليونانية ترجمتها: "تبرع فيليبوس الكسندر بهذا الساكف لمعبد الإله (رابوس)".
وقد عرفت قرية "قنوات" تاريخياً على أنها كانت المركز الإداري للمنطقة الغربية من الجبل، التي خضعت للرومان بينما بقيت المناطق الأخرى تابعة لمملكة الأنباط، وقد جند فيها الرومان ومن سكانها كتيبة سميت باسم "قنوات"، اشتركت مع جيش الرومان في حروبهم العديدة، أما أهم الأعمال المدنية التي قامت بها إدارة "قنوات" فهي تنظيم مياه الري في السهول الغربية من الجبل، ومد الأقنية إلى القرى وبركها، وفي القرنين الرابع والخامس كانت مركز المطرانية، لم يحفظ لنا الدهر من آثارها إلا الأطلال ومنها أطلال الكنائس والمعابد والمسرح وخزان الماء وسور المدينة ومدافن برجية، وحمام وبيوت وقد حظيت هذه الأطلال بالدراسة منذ منتصف القرن الماضي وحتى يومنا هذا».