برعاية الدكتورة "نجاح العطار" نائب رئيس الجمهورية، أقيم حفل تأبين للأديبة الكبيرة "قمر كيلاني" في قاعة المحاضرات في مكتبة الأسد "بدمشق".

ستون عاماً من العطاء ولم يجف حبر الإبداع للأديبة "قمر كيلاني" طليعة الأديبات السوريات، سيدة الحروف والكلمات "ياسمينة دمشق"، والتي رحلت عن عمر يناهز 83 عاماً في مدينة "القاهرة"، وشيع جثمانها الطاهر في مدينة "دمشق".

أيها الحضور الكريم اسمحوا لي أن أتوجه باسمكم إلى فقيدتنا الأديبة المبدعة السيدة "قمر كيلاني" الراقدة في مثواها الأخير المكلل بالياسمين، ياسمين "دمشق" التي عشقتها حتى اللحظة الأخيرة من حياتها، لعل في ذلك راحة لروحها الطاهرة. أيتها الراحلة العظيمة في نفوس أهلك ورفاق دربك وأحبائك، الكل حضروا هنا في موقف وداع مهيب مهابة غيابك وخسارته الكبيرة وفي الأعماق لوعةٌ وانكسار وفي القلب نبض الوفاء، حضروا هنا ليكرموا مسيرتك الأدبية العريقة بكلمات تفيض أسى وحسرة من وجع الفقد، كلمات تعبر عن مواقفك الوطنية والإبداعية المشرفة والإنسانية الحافلة بالريادة والصدق وأصالة الأنتماء

""eDamascus حضر حفل التأبين الذي تم بمكتبة الأسد بتاريخ 16/1/2012، حيث بدأ الحفل التأبيني بتلاوة آيات من القرآن الكريم تلاها المقرىء الشيخ "سليم عبده العقاد" على روح الأديبة الراحلة "قمر كيلاني".

الشيخ "سليم عبده العقاد"

بدأ الحفل بكلمة ألقاها الإعلامي "حسين سلمان"بالقول: «أيها الحضور الكريم اسمحوا لي أن أتوجه باسمكم إلى فقيدتنا الأديبة المبدعة السيدة "قمر كيلاني" الراقدة في مثواها الأخير المكلل بالياسمين، ياسمين "دمشق" التي عشقتها حتى اللحظة الأخيرة من حياتها، لعل في ذلك راحة لروحها الطاهرة. أيتها الراحلة العظيمة في نفوس أهلك ورفاق دربك وأحبائك، الكل حضروا هنا في موقف وداع مهيب مهابة غيابك وخسارته الكبيرة وفي الأعماق لوعةٌ وانكسار وفي القلب نبض الوفاء، حضروا هنا ليكرموا مسيرتك الأدبية العريقة بكلمات تفيض أسى وحسرة من وجع الفقد، كلمات تعبر عن مواقفك الوطنية والإبداعية المشرفة والإنسانية الحافلة بالريادة والصدق وأصالة الأنتماء».

في وداع الأديبة الراحلة ألقى الدكتور "رياض عصمت" وزير الثقافة كلمة حيث قال: «الأديبة "قمر كيلاني" اسم على مسمى كانت قمراً أضاءة سماء حياتنا الثقافية خلال ما يزيد عن نصف قرن من الزمان، ورحلت قمراً تاركاً ضوءه الشاحب الحزين في قلوب المحبين الكثر، أطمئنكم إيها السيدات والسادة أن القمر لن يغيب وأن أشعته التي كانت تضيء المساءات بعطر الياسمين ستبقى لتعطر "قمر كيلاني" بكتاباتها وأدبها الذي يكرس قيم المحبة والإيمان تلك القيم التي نشأنا عليها في وطننا الحبيب، لشخصية سيدة ذكية قوية ومتألقة دائماً، كان لها حضور بارز في الاتحاد النسائي وفي اتحاد الكتاب العرب وفي جميع المحافل الدولية كان لها حضور وذكريات، كانت تجسد دور المرآة العربية في المجتمع كتاباتها واضحة وأسلوبها رشيق وسلس يصل إلى القلب، حيث ذكر اسمها في العديد من الموسوعات العربية والعالمية، أستطيع أن أقول إن الكلمات تحفظ الذكرى و نحن في "وزارة الثقافة" تعهدنا أن نعيد إصدارجميع أعمال الأديبة الراحلة بحلة جديدة».

أبنة الراحلة الكاتبة "لينا الكيلاني"

السيد "الياس مراد" رئيس اتحاد الصحفيين تحدث بالقول: «ليس من السهل أن نوجز فالتي نتحدث عنها قاصة وأديبة وروائية حيث كانت بين الأوائل وأدوارها كانت مهمة سواء في البعث وتشرين والثورة وغيرها من الصحف والمجلات العربية، فلا يمكن الإحاطة بعلمها الواسع الكبير منذ البداية وحتى النهاية وإن كان لانهاية للأديب والكاتب ولكن غيابه هو بداية جديدة، وهنا يبدأ الحديث عن الكاتبة "قمر كيلاني" هذه المرأة المبدعة والمتوزعة بين الفكرية والمهنية في اتحادات الكتاب والصحفيين والنسائي، المتعددة في لجان التضامن الآسيوي وحقوق الإنسان ودعم العمل الفدائي واليونيسكو، تلك المرأة التي وصلت باستمرارية إلى الاستثمار الأمثل لوقتها وإمكاناتها الفكرية التي وضعتها أمام قرائها عبر مقالها الأسبوعي في جريدة الثورة يمثل عصارة جهدٍ وفكرٍ وتجربةٍ، وهي أنموذج للعطاء حيث كنا نلمس محاكاة للواقع وطرح للأفكار ووضعاً للحلول في زاوية ما تكتبه عن قضايا الناس».

السيدة "غادة الجابي" وزيرة الشؤون الأجتماعية والعمل الأسبق تحدثت بالقول: «يعز علي أن أقف بينكم مؤبنةً الصديقة الوفية والأديبة الكبيرة "قمر كيلاني" التي عرفناها جميعاً بكل صفاتها المتميزة، إن الحضور الكريم الذي يحيي ذكراها اليوم من أصدقاءها ومحبيها والذين يعتزون بنتاجها الأدبي، هم شركاؤنا في الحزن على رحيلها وتقديم الشكر والتقدير لها، فهناك صداقة كبيرة نشأت بيني وبين الأديبة الراحلة منذ 45 عاماً، وفي شهر حزيران عام /1967/ عملنا معاً في منظمة اتحاد العام النسائي من أجل تقديم الخدمات الطبية والإنسانية لأهلنا النازحين في الجولان السوري المحتل بالتعاون مع المشفى العسكري "بدمشق" فكانت من المخلصين لأبناء شعبنا النبيل، فلمست عمق وطنيتها وصدق مشاعرها وشدة حرصها على تقديم خدماتها وما فيها من نبلٍ رفيع، لمست كفاءتها المتميزة وثقافتها الواسعة وإمكاناتها القيادية الفريدة وجرأتها في قول الحق وعدم قبولها أنصاف الحلول، لقد كان هاجسها طوال حياتها خدمة الوطن وتجلى ذلك بدءاً من مهنة التعليم التي مارستها بالجهد الدؤوب والضمير النيّر فاحترمتها الأجيال التي زرعت في وجدانها القومي والعربي عشق اللغة العربية وتقديس العروبة».

صورة للحضور

يذكر أن قناة الفضائية السورية ستعرض لقطات من حفل تأبين الأديبة الراحلة السيدة "قمر كيلاني" في الساعة السابعة مساءً، كما سيتم عرض فيلم كامل عنها وذلك في تمام الساعة التاسعة مساءً.