لأن /22%/ من سكان سورية يافعين، تضمّن المؤتمر العلمي /51/ المعنون بـ "التغيرات السكانية في سورية وأبعادها التنموية" ندوة خاصة لمناقشة السبل الكفيلة بتفعيل الشباب السوري "اليافع" ومقارنة فرصه واحتياجاته مع الدول في العالم.
"eSyria" حضر الندوة التي أقيمت في أول أيام المؤتمر بتاريخ 21/11/2011 والتقى السيد "حسن الحديدي" الذي بدأ بقوله: «حضرت اليوم لأتعرف على الجهات المهتمة بدعم هذه الفئة العمرية في سورية، هل تأخذ حقها ؟ ماذا تريد هي أصلا؟.. بصفتي مهتماً بالشؤون المتعلقة بهؤلاء الشباب ودراسة اهتماماتهم والأمور التي يجب التركيز عليها بالنظر إلى ظروفهم، فوصلت إلى نتيجة أننا بحاجة للاهتمام الحقيقي بهم أكثر من ذلك بكثير.. وقد أعجبتني إحدى التوصيات التي ترى ضرورة تشكيل وزارة خاصة للشباب كباقي الدول التي تطبق ذلك في قوانينها، لأن منظمات على مستوى صغير لن تفي بالغرض، نحن بحاجة لإدراجهم داخل المخططات الإقتصادية وعملية التنمية الوطنية، وبشكل أكبر من الحالي حتماً!».
نحن نعتقد أن الشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل وعلينا تهيئة المستقبل ومساعدتهم ليكونوا فاعلين في المجتمع، وذلك عبر المحاور السبعة التي نركّز عليها لتشمل جميع نواحي حياة الشباب
الدكتور "عيد أبو سكة" –من المعهد العالي للدراسات والبحوث السكانية- أضوح أن فئة اليافعين هي تلك الممتدة من عمر /15/ إلى /24/ في معظم التعريفات وأضاف:«هذه الفئة تحتاج لتوصيف دقيق وبرامج خاصة بها بدءاً من المرحلة التي يبدؤون عندها إلى آخر المرحلة الجامعية، ويجب التركيز على التدريب والتأهيل والتحفيز وهذه المسائل المتعلقة بدعم الشباب في بلادنا كي يكونوا مؤهلين لدخول سوق العمل وبدء حياتهم.
يجب توعية الشباب بكثير من الأمور كأساليب الحياة الصحية والأمراض كالإيدز وغيرها لأنها فئة معرّضة كثيراً للأخطار في الحقيقة، وأعتقد أنه لا معنى للحديث النظري إذا لم يقترن بتطبيق عملي عن طريق برامج عمل وآليات وشركات وإتفاقيات وهناك العديد من الأسئلة التي تحتاج للأجوبة من أجل تخطيط السياسات المتعلقة بهذه الفئة في الفترة المقبلة مثل: ما الذي غيرناه في ذهنية الشباب اليافع وفي تعليمه وتكوينه وتدريبه وتحفيزه؟ وما الذي خلقناه من بنية صالحة للابتكار والابداع؟ ثم ماذا وفرنا من فرص عمل لهم، ومانسبة ما فعلناه من نسبة الذي لم نفعله بعد؟».
وسرَد "أبو سكة" في نهاية محاضرته عدداً من التوصيات منها: «نقل ما يكتب في الاستراتيجيات والخطط الخمسية وغيرها إلى أرض الواقع، وإحداث وزارة للشباب تكون مسؤولة عن رسم السياسات ومتابعة التنفيذ، ثم الطلب من جميع المنظمات الشعبية والاتحادات والنقابات ومؤسسات العمل الأهلي لتوسيع صيغ التعاون والتشارك، حتى تحقيق مبدأ الشباب أولا، وكذلك الطلب من وزارة الإعلام والمؤسسات التابعة لها لتشجيع وزيادة حجم البرامج الموجهة للشباب بشكل حقيقي ومدروس، وتنتهي بالطلب من القطاع الخاص للمشاركة الفاعلة، بالإضافة إلى تخصيص بنود في موازنة جميع أنواع الوزارات والمؤسسات لدعم المشاريع والمبادرات الشبابية».
السيد "فؤاد عاصي"عضو المكتب التنفيذي في إتحاد شبيبة سورية تحدّث عن الشباب والبعد السكّاني وقال: «نحن نعتقد أن الشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل وعلينا تهيئة المستقبل ومساعدتهم ليكونوا فاعلين في المجتمع، وذلك عبر المحاور السبعة التي نركّز عليها لتشمل جميع نواحي حياة الشباب».
وتناول ممثلو إتحاد الشبيبة محاور تناولت الشباب وقضايا التربية والتعليم، الحياة الأسرية والجندر، وأيضا الشباب والصحة بالإضافة إلى الشباب وقضايا العمل والبطالة وذلك خلال عدد من العروض التي استمرت لساعة ونصف في قاعة رضا سعيد للمؤتمرات.
هذا ويشارك في المؤتمر الذي يستمر حتى 23/11/2011 عدد من الخبراء والباحثين والمختصين من الجامعات والهيئات والمراكز البحثية الوطنية والعربية والأجنبية المختصة؛ كما تعرض فيه /61/ ورقةً علمية مقدمة من باحثين سوريين ومن /6/ دول عربية هي: "العراق، لبنان، مصر، السودان، تونس، الجزائر" وتتناول الأوراق مراحل التحول الديموغرافي في سورية؛ وكذلك الأبعاد التنموية للمسألة السكانية الإجتماعية والإقتصادية الملحّة إلى جانب تجارب الدول في القضايا السكانية المماثلة.
يذكر أن المؤتمر الذي يستمر /3/ أيام تعقد على هامشه ندوتان علميتان، وورشة عمل تتناول قضايا المشاركة المجتمعية وقضايا الصحة الإنجابية ومنهجيات السياسات السكانية.