أربعة أدباء ممن يكتبون القصة والرواية وناقدان قدموا رؤيتهم النقدية بنصوص القاصين في اليوم الأول من مهرجان القصة القصيرة الرابع في الاتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين.
«ما قدم اليوم من قصص يدخل في عملية الإبداع إذ قدم كل قاص تجربته بطريقة تناول فيها الحدث والحبكة الفنية وفق الرؤية التي تخيلها، وبالتالي قدم سرداً قصصياً فيه مقومات القصة القصيرة»، الحديث كان للشاعر "أحمد المقداد" الذي أضاف: «تناول كل قاص، موضوعه بمتخيل له علاقة بالمحيط المكاني والزماني الذي يخدم اللحظة الآنية والأحداث اليومية، كما قدم الناقدان رؤية نقدية دخلا فيها مضمون النص، وتعرفا على الدلالات الرمزية، وإن كان كل عمل ينقصه الكثير من النقد، كما ينقص النقد الكثير من الموضوعية، وبالتالي نحتاج إلى نقداً فيه حكم قيمة على النص الإبداعي، كما نحتاج إلى نقد النقد، في الرؤى والمدارس النقدية المستحدثة والتي تواكب متطلبات الحياة وأدواتها هذه الأيام، وأعتقد أن ما قدم اليوم كان موفقاً من الجانبين الأدباء القاصين والناقدين».
ما قدم اليوم من قصص يدخل في عملية الإبداع إذ قدم كل قاص تجربته بطريقة تناول فيها الحدث والحبكة الفنية وفق الرؤية التي تخيلها، وبالتالي قدم سرداً قصصياً فيه مقومات القصة القصيرة
وعن القصص الأربعة التي قدمت للقاصين "شذى البرغوثي، ورسلان عودة، إبراهيم سلامة، وجميل شقير"، قال الأستاذ "محمد معتوق": «عندما قرأت القصص وجدت تجليات النصوص التي تبدو منسجمة مع ذاتها من ناحية ومع التجربة الإبداعية وكتّابها من ناحية أخرى، هذه النصوص التي قدمت ناتجة من ولادتها للتجربة الفنية القصصية التي استطاعت بشكل أو بآخر أن تتكامل مع التجربة الإيحائية المتراكمة عبر خبرات طويلة لمبدعيها، ولمجريات الكتابة، فالنصوص في تجلياتها الرؤيوية يربط بنيانها حبل سري يغطى ببنيوية الاغتراب بجميع أبعادها خاصة البعد الجسدي والنفسي، وبشخصيات واقعية، تلك الشخصيات رفضت الاغتراب وأصبحت متمردة ثائرة في جميع القصص المقدمة والتي شكلت انطباعاً فيه من المفارقة، رغم البعد الجغرافي بين القاصين، فقد قدم القاص "إبراهيم سلامة" قصة "انتظار" وضع فيها رمزية ودلالة خاصة عندما جعل القطار لا يتوقف إلا في محطة واحدة، وقد وفق في الأسلوب السردي، والمعالجة، أما القاصة "شذى البرغوثي" التي قدمت قصة بعنوان "نداء" كان بطلها صاحب العكاز الرباعي آلمته الغربة غربة النفس التي تجاذبته قوة الإرادة لإثبات وجوده حسب مفهوم السارترية للوجود، وفي قصة "كان يوماً ماطراً" للقاص "رسلان عودة" اتكأت الشخصيات لديه على غيبيات وعاشتها بهدف الالتحاق بالوطن الذي أصبح حلماً، وهو متمرس بكتابة القصة وينطوي على أسلوب سردي خاص به من عناصر التشويق الكثيرة والحبكة الفنية بطريقة جميلة».
وعن القصة الأخيرة "من مذكرة حنظلة" للأديب "جميل شقير" بين الناقد "محمد معتوق" وقال: «تنطوي القصة على موضوع وجودي فقد اعترته غربة الروح إضافة إلى الجسد، ليس الوطن وإن كان الأوسع الأرض، إنما روحه تهيم في فضاء المكان كما في الفلسفة الصوفية، في النهاية لابد من القول إن إحدى أهم الخاصيات المميزة لتجربة كل كاتب تتمثل في حرص الكاتب على إنتاج خطابه الأدبي الذي يميز بسردية راقية موازاة بالممارسة الإبداعية ذاتها».
القاص والروائي "جميل شقير" عضو اتحاد الكتاب العرب وهو أحد المشاركين في المهرجان بيّن مشاركته ورؤاه النقدية فقال: «ما قدم من رؤى نقدية بعضه دخل في الجانب الانطباعي، وبعضه في بنية النص التركيبي، ولعل الدكتور الناقد "ياسين فاعور" قد وضع أسلوباً نقدياً في إطلاق حكم القيمة على النصوص المقدمة، بالإضافة إلى ما قدمه الناقد "محمد معتوق" وبالتالي استمعنا إلى نقد فيه من الموضوعية بدخول كل ناقد إلى النص وتفكيكه بشكل أدبي، أما عن مشاركتي اليوم فهي تأتي ضمن الفعاليات الثقافية والحراك الإبداعي الذي يقوم به كل عام اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، وهي مشاركة أفخر بها من ناحيتين أولاهما الاطلاع على نتاج الأدباء، وثانيتهما الخوض في غمار النقد لمعرفة الفراغات الممكنة في عملي الأدبي».