استطاع الفنان "حكمت حاجي" أن يترك لنفسه بصمة فنية واضحة في الجزيرة، وأن تستحوذ تجربته الغنائية الكثير من المتابعة والاهتمام، ما ترك انطباعا جميلا لأغلبية من استمع لصوته.
ورغبة من موقع eHasakeh في الوقوف على تجربة الفنان "حكمت حاجي" الغنائية وتميزه الخاص بالأغاني التراثية الجزراوية بألوانها المختلفة تحدث بالقول: «بداية تجربتي الفنية كانت في منتصف التسعينيات وكان ذلك من خلال إحياء الحفلات العائلية والسيارين مع الأصدقاء والعديد من الحفلات المدرسية الخاصة بالطلاب، وللمناسبات الوطنية والقومية كعيد الجلاء وعيد النوروز ولعيد العمال مكانة مهمة في حياتي، ومن أقربائي كان لشقيقي الأكبر "حاجي" دوراً ريادياً في تطور موهبتي الفنية وحتى دعمه المعنوي والمادي، وكان لمشاركتي في حفلات خارج المحافظة باتجاه "دمشق والسويداء وحمص والقامشلي ورأس العين" خطوة كبيرة في زيادة علاقاتي الفنية مع فناني الوطن ومعرفتي بألوان الغناء المختلفة في المجتمع السوري».
إن أداء الفنان "حكمت حاجي" في الأعراس هادئ جدا وهو بعيد عن الصخب، وربما السبب يعود إلى طبيعة اللون التراثي الذي يحتاج إلى حنجرة هادئة ونفس عميق ومستوى طبقات الصوت لديه غريبة نوعا ما حيث قليلا ما نرى فنانا يجمع بين الأغاني التراثية والحديثة في حفلة واحدة
وفناننا يتابع حديثه عن خصوصية أغانيه وما يقدمه: «لدي عدد كبير من الأغاني الخاصة بي، وأحبّهم على قلبي أغنيات "زريا كوند" من كلمات وألحان "شكري بانة قسري" وأيضاً أغنية "دلمن سرتبو" من ألحان وكلمات الشاعر الكبير "عدنان أبو هيجو"، وحضّرت عدة كليبات والتي تم تصويرها داخل وخارج المحافظة وتُعرض إلى الآن على بعض الفضائيات، ومن الفنانين العرب الذين أتابع أصواتهم الفنان "فريد الأطرش وصباح فخري وكاظم الساهر" كما لا أخفي إعجابي بالفنانين الأكراد في كل من سورية والعراق مثل "المرحوم محمد شيخو وأياس يوسف وتحسين طه وأردوان زاخولي"، وأخيرا أتمنى من الجهات المسؤولة إيلاء الغناء الجزراوي وتراثه الاهتمام وتوجيهه إلى العالمية من خلال توفير معهد موسيقي وفني خاص بالأغنية الجزراوية "البوطانية" التراثية القديمة».
أحد عشاق صوت الفنان، السيد "رمضان أبو جمو" تحدث لنا عن اللون الغنائي لدى الفنان قائلاً: «إن انطلاقة الفنان "حكمت حاجي" من الأغاني التراثية والفلكلورية الكردية أعطته دفعة قوية ومباشرة نحو الأمام، واستطاع بهذا اللون الذي أصبح منسيا نوعا ما في أيامنا هذه، إعادة إحيائه من جديد وتداوله بين هذا الجيل، وأنا على علمٍ تام بأن بعض الأغاني التراثية التي يغنيها فناننا في الأعراس والحفلات عمرها لا يقل عن مئة سنة وعملية إحيائها كانت مجهودا فرديا من قبل هذا الشخص من خلال مراجعته للفنانين المسنين في مدينة "المالكية" وريفها».
أمّا الفنان المحلي "هزار علانة" عن صوت وأداء فناننا الكبير فتحدث بالقول: «إن أداء الفنان "حكمت حاجي" في الأعراس هادئ جدا وهو بعيد عن الصخب، وربما السبب يعود إلى طبيعة اللون التراثي الذي يحتاج إلى حنجرة هادئة ونفس عميق ومستوى طبقات الصوت لديه غريبة نوعا ما حيث قليلا ما نرى فنانا يجمع بين الأغاني التراثية والحديثة في حفلة واحدة».
والعريس "شيرمان سليم" عن أسباب اختياره للفنان "حكمت حاجي" من بين فناني المدينة ليُغرد في حفلة ليلة عمره تكلم بالقول: «إلى جانب تميزه بصوت جميل وانفراده بالأغاني التراثية والفلكلورية القديمة يتميز أيضا بحسن أخلاقه ومعاملته الطيبة مع أبناء مدينته، وظهور هذا المطرب فجأة على الساحة الفنية في المدينة كان بمثابة قنبلة فنية من الطراز الثقيل من خلال الأغاني التراثية التي بدأت تتلاشى في هذا الزمن، ويستحق هذا الشخص كل الاحترام والتقدير على ما قام به من حفظ تراثنا وإنقاذه من الغرق المحتوم».
الملحن والباحث في التراث الموسيقي "سربست برآفي" تحدث عن تجربة الفنان "حكمت حاجي" بالقول: «تعد تجربة فناننا من التجارب المميزة ومن الأصوات الشابة والتي يمكن أن يكون لها مستقبل لو عمل أكاديميا أكثر على صوته وبالأخص أنه يعتمد على عملية إعادة إحياء الأغاني الكردية القديمة والتراثية منها خاصة، واشتغاله على كافة الطبقات الصوتية رغم تميزه في "الصول"».