تميز بذكائه وحبه للرياضة التي وجد فيها مساحة للفرح والسعادة عبر تنافسه مع زملائه، "زين أحمد" المصاب منذ ولادته بمتلازمة داون، تلقى تدريبه في السابعة من عمره، ثم شارك ببطولات الأولمبياد في "القنيطرة" و"حماة"، وحقق المركز الثاني، وتوقف بسبب الكورونا والظروف التي مرت بها البلاد، وبعدها شارك في احتفال أقيم في "حماة" في ال 8 من كانون الأول 2024، وما يزال يتابع تدريبه ليشارك في بطولات خارج القطر.
طفل لطيف يعشق الفرح
حملت بـ" زين" عندما بلغت 41 عاماً، ما سبب لي قلقاً على صحة الجنين، فحرصت على متابعة الحمل باستشارة عدة أطباء لضمان الصحة والسلامة، وخاصة في الأشهر الأولى، كما أوضحت لمدونة وطن "سوسن عبيدو" والدة "زين"، وهي من مواليد "سلمية" 1969، حاصلة على الثانوية العامة، متقاعدة من الخدمات الصحية، وتتابع حديثها عن البطل "زين" قائلةً:
فقد أخبرني أحد الأطباء بأن هناك سماكة سبع ميلمتر في النقرة عند الجنين، في حين نفا لي ثلاثة أطباء وجود أي مشكلة، لذلك تابعت حملي،
ولادة "زين في عام 2011 بمتلازمة داون طفيفة، لم أنزعج وأنا على يقين أنه بركة البيت؛ لأنه طفل حنون ولطيف ومحب لكل من يحيطون به وعاشق للفرح، لقد تعاملت معه بنفس معاملة أخيه الطبيعي المولود عام 2008، فألحقته بروضة للأطفال وهو بعمر الثلاث سنوات، وعندما بلغ الرابعة ألحقته بجمعية الشلل الدماغي في "سلمية"، بعدما تعرفت بـ "أريج غيبور" مدربة ألعاب قوى صدفة أثناء ذهابي لعملي، حيث أخبرتني أنها تدرب ذوي الاحتياجات الخاصة، فطلبت أن ألحق "زين" بالجمعية لتدربه، حينها تجاوز عمره الست سنوات.
رحلة المنافسة والتفوق
تتابع والدة "زين" حديثها: بدأت رحلة "زين" الرياضية في الجري والتي بعثت في روحه الفرح والتسلية، وتفوق على زملائه، فشارك بالأولمبياد الخاص في "القنيطرة" وبقي ثلاثة أيام حقق خلالها المركز الثاني، ثم شارك ببطولة "حماة" بعد الكورونا وحقق المركز الثاني، وعندما افتتحت مدرسة الأمل لذوي الاحتياجات الخاصة بـ"حماة" كان يذهب للتدريب كل فترة بالنقل الخاص بها، إضافة لتدربه في مدرسة العروبة وفي النادي الرياضي الترابي في "سلمية"، وتضيف: أتمنى أن يحظى باهتمام دائم ليحقق نتائج أفضل، وأن يتعلم مهنة لتكون سنداً له في الحياة، في ظل ظروفنا المعيشية الضيقة التي لا تسد الرمق.
الرياضة منحتني قوة وثقة بالنفس
وتحدث الطفل "زين" لمدونة وطن قائلاً: الرياضة سر سعادتي وفرحي بممارسة الألعاب الجماعية التنافسية في الجري، أحب الرياضة لأنها تمنحي قوة جسدية وثقة بنفسي، وأحب الموسيقا الإيقاعية الراقصة، فإنها تدخل البهجة لقلبي ولروح أمي عندما تراني سعيداً، فهي الدنيا بالنسبة لي، أتمنى أن أحظى بعناية ورعاية وتدريب دائم لأكمل مشاركاتي في بطولات خارج القطر.
وأشارت المدربة "أريج غيبور" من مواليد 1986، لاعبة منتخب "سورية" لألعاب القوى في حديثها عن زين قائلةً: بدأت تدريب ذوي الهمم منذ خمسة عشر عاماً، وعملي هذا هو سر سعادتي، وأما نجاحي في التعامل معهم فهو طاقة إيجابية، والحب الصادق غير المشروط الذي يجمعني بهم، وتتابع حديثها: عندما علمت بوضع "زين" من والدته؛ بدأت تدريبه في مدرسة العروبة الإعدادية، ثم في جمعية الشلل الدماغي؛ كان في السادسة من عمره، ويتمتع بذكاء كبير، ومحب للجميع، تعلم بسرعة مهارة الجري وتدرب على القرص الحديدي، وشارك بالأولمبياد في سباق خمسين متراً، ومئة متر، بما يتناسب مع كل مرحلة عمرية، كما شارك في بطولة "القنيطرة" عام 2019 وفي "حماة" ونال المرتبة الثانية فيهما، ثم شارك في احتفالات الثامن من كانون الأول2024 في "حماة" ، وتضيف: ثقتي بـ"زين" كبيرة بانه سوف يحقق مراكز عالمية إذا أستأنف التدريبات.