فضّلت العزلة والوحدة فاختارت الكتاب صديقاً وأنيساً في سنوات عمرها الأولى، واستمرت "نجاح إبراهيم" مع القراءة والتأليف، حتّى تاريخه، لتدوّن في محطتها الأدبية العديد من المؤلفات والكتب، نالت خلالها كثيراً الجوائز وفي مختلف الدول.
الكتب حملتني إلى أمكنة مفتوحة وأزمنة أفضل
كما خرير مياه نهر الفرات العذب الذي يروي الحقول العطشى على ضفتيه لتعطي غلالاً وتمنحنا الخير والعطاء. هكذا هي الأديبة الروائية "نجاح ابراهيم" روائية سورية تمكنت من رسم أحرفها وأبطال قصصها بطريقة شاعرية تجعل المتلقي يحلق بفضاءات إبداع
الأديبة" "نجاح إبراهيم" سطّرت في مسيرتها الأدبيّة تاريخاً جميلاً، تقول عن البدايات في حديثها الى مدونة وطن: «في صغري كنتُ أؤثر العزلة، أعشقُ الجلوس وحدي، وما زلت أفضل ذلك.. هذه الوحدة دفعتني أن أبحث عن جليس راقٍ يشدّني إليه فكان الكتاب، من خلال الكتب تراحلت من المكان إلى أمكنة مفتوحة، وغادرت الزمان إلى أزمنة أفضل، فتقتُ لأن أكون بين الكتّاب، سحروني بما كتبوا من سردٍ وشعرٍ وأبحاث، وأبهرتني أفكارهم وأساليبهم ، ورحتُ أفكّر كثيراً: كيف يجيدون الكتابة؟ وكم هم قريبون من الله حتى خصّهم بهذه الموهبة، وحين اغتسلتُ بماء المطالعة والجَلد على الكتب وجدت أنها أكبر من مداركي فخرجت بجلد جديد، وعرفت الطريق فسلكته واضافت: بدأتُ بكتابة الخواطر، كان ذلك في عام 1980، حين كنت في المرحلة الإعدادية ثم كتبتُ القصيدة، فالقصة التي عشقتها، ثم الرواية والنقد..ولقيت بادئ الأمر تشجيعاً من أساتذتي بعد انبهار منهم دفعني لأن أمضي.
وتتابع حديثها قائلة: حين التقيت بالأديب "عبد السلام العجيلي" أعجب بمجموعتي القصصية الأولى وراح يشجعني، بعدئذ التقيت بالروائي "حنا مينه" وسألني: لماذا لا تكتبين الرواية؟ وعلمني كيف أحول القصة إلى نصٍّ روائي وفعلت ذلك عام 2003 حيث كتبت أولى رواياتي "عطش الإسفيدار" التي فازت بجائزة المزرعة عام 2004.
جوائز محلية ودولية
منذ أن بدأت الكتابة كانت توجّه لها دعوات إلى مهرجانات أدبية، ثمّ انطلقتُ من نشاطات المدارس الإبداعية، إلى مهرجانات أدبية كمشاركة مع أدباء كبار، ثم امتدت رقعة المشاركات خارج سوريا، وفي معظم الدول العربية وخارج الوطن.
أكتب القصة والرواية والشعر والنقد الأدبي والسينمائي والدراسات وأدب الطفل، وأضافت في كلامها: أنا عضو اتحاد الكتاب العرب في سوريا، وعضو مجلس اتحاد الكتاب العرب بدمشق، فزت بجوائز عديدة على مستوى سوريا والوطن العربي والعالم، منها جائزة "تشوقورأووا " العالمية عن المنجز الإبداعي عام 2016، و بجائزة الأديب "ناجي نعمان" عام 2019، كذلك نلت جائزة جمعية أسفار العالمية للثقافة والفنون عام 2021، فزت بجائزة هيباتيا في مصر في القصة القصيرة عام 2022، ثم جائزة توليولا الإيطالية العالمية عن روايتي "إيمار التميمة الضائعة" عام 2023، وكذلك جائزة حنا مينه للرواية عن روايتها "الهوتة" عام 2021، ثم جائزة الدكتور ناجي التكريتي عام 2024، فزت بجائزة توفيق بكار في تونس لعام 2024، ومن الجوائز التي فزت بها على مستوى سوريا: جائزة دمشق للثقافة، جائزة المزرعة عن روايتي "عطش الإسفيدار" عام 2008 عن الرواية إيمار، وجائزة العجيلي للقصة القصيرة، وجائزة قره الحراني، وصدرت كتب عديدة عن مؤلفاتي، وترجمت أعمالي إلى اللغات؛ الفرنسية والإنكليزية والكردية والأرمنية والأمازيغية».
ثلاثون مؤلفاً في مختلف الأجناس الأدبية
شاركت بالعديد من المهرجانات الأدبية والسينمائية، ولي ثلاثون مؤلفاً في مختلف الأجناس الأدبية منها القصة كالمجد في الكيس الأسود عام 1992، وحوار الصمت عام 1997، وأهدى من قطاة عام 2001، وإزهار الكرز عام 2002، والأجراس وقيامات الدم عام 2003، وما بين زحل وكماة عام 2004،
وهناك عديد من الروايات؛ كما أشارت إبراهيم أبرزها عطش الإسفيدار عام 2004، وإيمار عام 2010، إضافة إلى كتابات نقدية ومقالات عدة أوجزت إبراهيم أهمها كسادنات السرد/ نقد/ عام 2012، أصابع السرطان /دراسة ادبية/ عام 2014، كن صوتي أكن صداك/ مقالات في الأدب والفن والحياة/ عام 2008 شهريار/ نقد/ عام 2017 قميص غوايتها / نقد/ عام 2018.
وفي الشعر تقول هناك عدة مؤلفات منها أغنية للبلشون الحزين عام 2016، رأيت نبياً /باللغة الأمازيغية / إلكترونياً عام 2017، وقريباً من لاليش سلطانة السبي عام 2017، عاصفة الجمال عام 2018 كالعطر لا أنام عام 2019، كما لدي كتاب نقدي /النقد في وجهه المختلف/، مشاركة مع د. عصام شرتح، ونالت طالبتان من العراق وإيران رسالتي ماجستير في شعري.
ولفتت إبراهيم إلى وجود نص لها درسته وزارة التربية السورية في المدارس بعنوان " زيارة مكتبة" للصف الأول الإعدادي، لمدة ثماني سنوات، كما شاركت في تحكيمات أدبية سينمائية ومهرجانات أدبية في سورية والعراق وليبيا ولبنان وسلطنة عمان والأردن والكويت وإيران وإقليم كردستان العراق والشارقة، وكتبت أكثر من 65 مقدمة للشعراء والأدباء من الوطن العربي.
رسمت أحرفها وأبطال قصصها بطريقة شاعرية
الروائيّة "منتهى العيادة" تتحدث عن زميلتها "نجاح" قائلة: «كما خرير مياه نهر الفرات العذب الذي يروي الحقول العطشى على ضفتيه لتعطي غلالاً وتمنحنا الخير والعطاء. هكذا هي الأديبة الروائية "نجاح ابراهيم" روائية سورية تمكنت من رسم أحرفها وأبطال قصصها بطريقة شاعرية تجعل المتلقي يحلق بفضاءات إبداع».
وأضافت: هي روائية متمكنة من أدواتها وسردها قال عنها الروائي الكبير "عبد السلام العجيلي" إن نجاح إبراهيم لها طريقة سرد تميزها عن غيرها يتملكها شغف الفرات وعشقه ومدينتها الرقة التي هجرت قسراً عنها وكتبت عنها في عدة روايات.. هي من الروائيات السوريات اللواتي مثلن سوريا بأكثر من محفل أدبي ومهرحان، وكانت فخراً للمرأة السورية المعطاءة والتي استطاعت أن تصل بالسرد السوري لكل مكان بإبداعها.
"نجاح" مواليد عفرين 1967، عاشت ودرست في مدينة "الثورة" التابعة لمحافظة الرقة.