لأن الثقافة هي نبراس المعرفة والتكوين الحقيقي لكل الأجيال حيثما كانت، فإنها تنمي المجتمعات وتطورها، والمركز الثقافي في "رأس العين" لم يكن يوماً بمنأى عن زيادة هذا التطور الثقافي.

وبما أنه يقبع في مدينة تشتهر بفسيفسائها السكاني المتنوع. موقع eHasakeh بتاريخ 19/6/2011 زار المركز والتقى بدايةً بموجه اللغة العربية وأحد أصدقاء المركز "محمود مصطو" ليحدثنا قائلاً: «إن الثقافة هي الحاجة المتعطشة في داخلنا ونرويها بعلمنا وثقافتنا، ورغم بعض الجفاء الذي نعانيه من قلة الأنشطة في الآونة الأخيرة، إلا أنني أقّر بأن المركز الثقافي كان نواة تشكيل بنية ثقافية في المدينة، لمّت شمل المثقفين والطبقة المثقفة تحت سقفها، وخاصة أننا التقينا فيه العديد من الكتاب والمفكرين الكبار، لتندمج ثقافتنا بثقافتهم».

تحتوي المكتبة على 12,000 كتاب، منها كتب تاريخية وثقافية ودينية وأدبية وسياسية ومراجع ومعاجم، كما تضم قسماً للأطفال فيه 700 قصة وكتيب ومجلات للصغار، بالإضافة لوجود قاعة مطالعة تابعة لها تتسع 150 شخصاً

المحامي "صفوان حاج محمد" أحد أصدقاء المركز الدائمين حدثنا قائلاً: «في يوم ما كانت الأنشطة مكثفة في هذا المركز، ولا أنكر أننا حضرنا لقاءات مع مفكرين كبار وطرحنا عليهم أسئلة، ودائماً يكون هذا المركز سباقاً بأفكاره من خلال وضع بصمة ثقافية ونهضة فكرية تفيد المدينة، أتمنى أن يكون ذاك الاهتمام والتطور موجود دائماً في هذا المركز، كما أتمنى أن يكون لأصدقاء ومثقفي المركز دور دائم في اختيار الشخصيات والضيوف التي تلقي محاضرات في هذا المركز».

حسين علي عباس أمين المكتبة بالمركز الثقافي.JPG

"حسين علي عباس" أمين المكتبة وقاعة النشاطات والمعارض يقول: «تحتوي المكتبة على 12,000 كتاب، منها كتب تاريخية وثقافية ودينية وأدبية وسياسية ومراجع ومعاجم، كما تضم قسماً للأطفال فيه 700 قصة وكتيب ومجلات للصغار، بالإضافة لوجود قاعة مطالعة تابعة لها تتسع 150 شخصاً».

وعن تاريخ المركز حدثنا الأستاذ "أحمد الجمعة" مدير المركز الثقافي برأس العين قائلاً: «يعود تاريخ المركز في "رأس العين" لعام 1974 كان عبارة عن بناء آخر غير هذا، وتم بناء هذا المركز في عام 1985 عن طريق مؤسسة الإنشاءات العسكرية على مساحة تقدر بنحو 5000 متر مربع، ومساحة بناء مخصص للمركز 960 مترا مربعا، وكان هذا البناء بمثابة أنجاز حضاري دخل لخدمة الثقافة في المنطقة، كما كان نواة ولادة العديد من الثقافات في المنطقة».

الأستاذ أحمد الجمعة مدير المركز الثقافي برأس العين.JPG

وعن أقسام المركز تابع "الجمعة" قائلاً: «البناء مؤلف من طابقين الأول يحتوي على غرفة للمدير وأخرى لمعاونه وديوان للذاتية، بالإضافة لقاعة الفنون التشكيلية والمعارض والمكتبة، أما الطابق العلوي فيحتوي على قاعة الأنترنت يشرف عليها الأستاذ "باسل حمدان" حيث يقوم بإعطاء دورات ICDL، كما يتضمن الطابق معهد الثقافة الشعبية الذي يقوم بتخريج العديد من الطلاب في دورات الحاسوب والخياطة والتمريض والحلاقة واللغات، وهناك صالة الأنشطة والمسرح التي تقام فيها كافة النشاطات والفعاليات، والمركز يقوم بالعديد من النشاطات السنوية بموجب 24 محاضرة و12 ندوة وأمسية و24 حلقة كتاب ومعرضين اثنين ومعرض فني وأعمال مسرحية».

وعن الحديقة الخارجية للمركز يضيف "الجمعة" قائلاً: «هناك حديقة تابعة للمركز تم بناء مسرح فيها عام 2006 حيث اقترح آنذاك الأستاذ "خلف الساير" مدير المركز وقتها ببناء هذا المسرح وإقامة النشاطات الصيفية فيه، وبالفعل لاقى رواجاً وإقبالاً رائعاً، خاصة لحرارة الجو في الصيف، وقد تم تجهيز كافة اللوازم لراحة الزائرين وكانت فكرة زادت من استقطاب الجمهور، وخاصة بوجود بيت التراث الجزراوي لجانبها والذي هو أيضاً من أفكار الأستاذ "خلف الساير"، وهو عبارة عن بيت ريفي وخيمة يمثل تراث وتاريخ المنطقة، ولم يقتصر المركز الثقافي برأس العين على إقامة المحاضرات والندوات بل أيضاً استقبل العديد من الأنشطة والمهرجانات».

صورة لدار التراث الذي بني في المركز الثقافي.JPG

وعن أهم الشخصيات والمفكرين الذين حضروا إلى هذا المركز حدثنا الأستاذ "خلف الساير" مدير المركز السابق قائلاً: «لقد أقيم في المركز العديد من المحاضرات والأمسيات والمسرحيات والمعارض الفنية والتشكيلية والندوات، فكان من بين أهم الشخصيات التي زارت المركز الأستاذ "فايز عز الدين" مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بتاريخ 19/6/2006 والمفكر الكبير "الطيب تيزيني" عامي 2007 و2009 بالإضافة للباحث "محمد الجدوع" عام 2006 وباحث الآثار "محمد العزو" من محافظة الرقة عام 2006 ودكتور الآثار في جامعة حلب "حميدو حمادة" عام 2005 والاستاذ "فايز فوق العادة" عام 2005 والباحث السياسي "فوزي الجودة" عام 2007 بالإضافة للأستاذ "محمد خالد عمر" عضو المؤتمر القومي الإسلامي عام 2007، ومن أهم الإعلاميين الذين زاروا المركز الأستاذ "ميسر سهيل" عامي 2007 و2010 والإعلامي "توفيق الحلاق" عام "2010"، وزار المركز العديد من الفنانين منهم "أندريه سكاف" والفنانة "جيانا عيد"، ومن أهم الشعراء والأدباء الشاعر "أحمد زياد محبك" عام 2006 والشاعر "بديع صقور" عام 2005 والشاعر "عصام الترشحاني" عام 2007 كما القت الشاعرة العراقية "ساجدة الموسوي" أمسية شعرية في المركز عام 2007».