يعود "مرفأ الخراب القديم" بتاريخه التجاري والحربي إلى العهد الفينيقي، وأصبح استخدامه اليوم يقتصر على الصيد ورتي الشباك.
يحكي "أهل المرفأ" أن الزلازل التي ضربت "منطقة الخراب" منذ قرون بعيدة، أدت إلى تدميرها بالكامل دون أن تؤثر أو تصيب بالضرر منطقة واحدة فيها، وهي منطقة "المرفأ الفينيقي" الطبيعي الذي يعتبر من أقدم المرافئ الفينيقية الطبيعية في "سورية"، وهذا ما يؤكد أنه من صنع الله والطبيعة ولم تتدخل يد الإنسان في تشكيله وهيكلته في الماضي ولا الحاضر.
تميز شاطئ المرفأ أيضاً بأنه شاطئ رملي خال من الصخور، وكان يقصده صيادو جزيرة "أرواد" ومدينة "بانياس" لرتي شباك الصيد المستهلكة، أي إعادة ترميمها نتيجة الاستخدام المستمر لها، إضافة إلى أن مياهه هادئة جداً ونظيفة وفيها أعماق جيدة جداً تمكن أغلب القوارب والزوارق من الدخول خلالها
eSyria زار "المرفأ الفينيقي القديم" في قرية "الخراب" بتاريخ "3/7/2011" والتقى الصياد "عوض الظروف" من أقدم صيادي المنطقة ليحدثنا عن أهمية هذا المرفأ من وجهة نظره، حيث قال: «لقد سكن "الفينيقيون" هذه المنطقة وازدهرت في عهدهم كثيراً وساعدهم في ذلك وجود ميناء طبيعي محمي بشكل جيد جداً من جميع ما يمكن أن يهددهم عسكرياً وطبيعياً وتجارياً، حيث شكل هذا المرفأ صلة وصل هامة بينهم كتجار وصيادين ومحاربين أشاوس وبين مراكز تجارتهم وأرزاقهم ما وراء البحار، واعتبر ميناءً حربياً تجارياً بامتياز».
المختار "أيمن سلمان" أكد أن المنطقة كانت عبارة عن قلعة كبيرة محصنة بشكل جيد جداً بنيت على أساسات "المرفأ القديم" الطبيعية، وهنا يقول: «تحلى المرفأ بأهمية كبيرة وازدهرت تجارته على يد شيوخ البحر وأصبح صلة وصل هامة بين تجار وصيادي الشرق وتجار وصيادي الغرب.
فكثر الطامعون فيه وأصبح مقصداً للجميع ما دفع الفينيقيين لإشادة قلعتهم الضخمة على ألسنته الطبيعية الممتدة داخل البحر، وهذا ما زاده أهمية تجارية وحربية وقصده الكثيرون من الغزاة للسيطرة عليه ولكن دون جدوى، حتى عهد الملك "قلاوون" الذي عمد إلى تدمير القلعة والسيطرة على المرفأ بعد حصار دام حوالي /6/ أشهر دفع خلالها الملك الكثير من الرشاوي، واستقدم معه المحاربين والبنائين وكبار المختصين ليتمكن من السيطرة التامة وتدمير كل شيء».
السيد "حسام الظروف" يعمل صياداً في "المرفأ القديم" ويسكن بجانبه، يقول: «تسكن عائلتنا المنطقة منذ عقود طويلة وربما قرون، والجميع هنا يعمل في صيد الأسماك والفضل لوجود هذا "المرفأ القديم" الذي يعتبر معجزة طبيعية ما تزال قائمة حتى الآن، فموقعه وتشكيله وحمايته الطبيعية أكسبته أهمية ما زلنا نتمتع بها حتى الآن.
حيث إن امتداد اللسان البحري الطبيعي للمرفأ أو ما يعرف بالرصيف داخل مياه البحر شكل حاجز حماية طبيعياً بشكل قوسي يبدأ من شاطئ البحر جنوباً لينحني مشكلاً القوس نحو الشمال بطول حوالي /300/ متر، وينتهي إلى مسطبة صخرية أي منطقة صخرية طبيعية منبسطة بمساحة حوالي /200/ متر مربع كانت أساس البرج البحري الحربي للقلعة، وتبعد عن الشاطئ في نهايتها حوالي /100/ متر، مشكلة بذلك مدخلي المرفأ الفينيقي من الجهة الشمالية حصراً، ويمكن أن نرى في فترة الجزر البحري المسطبة الصخرية بشكل واضح ونرى بقايا البرج أيضاً، والمدخلين اللذين خصص أحدهما للخروج من المرفأ والآخر للدخول إلى حوضه».
السيد "يوسف الظروف" صياد أيضاً يقول: «تأتي أهمية مدخلي "المرفأ الفينيقي القديم" من الجهة الشمالية من كون عواصفنا ومخاطر الطبيعة تأتينا من الجهة الجنوبية الغربية فقط، أي إن المرفأ محمي طبيعياً من العواصف والأمواج العاتية لذلك مازال يحتضن حوالي /20/ قارب صيد حتى الآن، تستخدمه للإبحار والصيد في عرض البحر، فهو مصدر رزقنا وحماية لقواربنا».
أما السيد "وسيم دريره" صياد ومن أبناء القرية فيقول: «تميز شاطئ المرفأ أيضاً بأنه شاطئ رملي خال من الصخور، وكان يقصده صيادو جزيرة "أرواد" ومدينة "بانياس" لرتي شباك الصيد المستهلكة، أي إعادة ترميمها نتيجة الاستخدام المستمر لها، إضافة إلى أن مياهه هادئة جداً ونظيفة وفيها أعماق جيدة جداً تمكن أغلب القوارب والزوارق من الدخول خلالها».