«يوماً بعد يوم، يسعى الممثل الفنان "أحمد الشيخ" إلى تثبيت خطواته في عالم التمثيل، محاولاً اختراق جدار النجومية وهو يدرك مدى صعوبة مهمته وسط كثرة الممثلين، لكنه يملك الإرادة والعزيمة للسير قدماً في خطواته، مهما كانت التحديات وزادت المنافسة ولاسيما أنه يمتلك كل مقومات الممثل الناجح، والقادرعلى تحقيق أعمال مميزة ليضع من خلالها بصمته في نجومية الدراما السورية، ويحقق خطواته بثقة واقتدار ليعزز موهبته بالثقافة الفنية وليكون متمكن من مهنة أحبها وعمل جاهداً على تحويلها من حلم طفولي، إلى واقع ملموس وحقيقة لا تقبل التأويل».

هذا ما يقوله كاتب السيناريو السوري "مروان قاووق" لموقع "edamascus" عن تجربة "أحمد الشيخ" الفنية خلال لقائنا معه في نقابة الفنانين بدمشق.

بشكل عام الموهبة هي الأساس ولا تحتاج إلى أكاديمية، والدليل على ذلك المخرجين الإيطاليين الكبار مثل "تارنتينو" وبعض النجوم الكبار في هوليوود وبعض الفنانين السوريين المهمين

فيما أضاف الفنان "كمال ديركي" قائلاً: «لأحمد خصوصية في أدائه الدور، فهو يختار الرؤيا العامة ومن ثم يسقط ما في ذهنه على تعابير وجهه فتكون مختلفة ولها تساؤلات كثيرة وعميقة، فهو فنان يستحق أن يأخذ مكانه في عالم الدراما».

مسلسل هدوء نسبي

أم الفنان "مؤيد خربطلي" فقال عنه: «هو ممثل يتقن أدواره بعفوية الكبار ولا يستطع الكثير من الفنانين أن يقنعوك بأنهم ممثلين أجانب بقدر ما يستطيع أن يقنعك "أحمد الشيخ" فتتساءل في كثير من الأوقات إلى أي بلد ينتمي».

وأشار صديق الفنان "أحمد الشيخ"، الفنان "ماهر أحمد" إليه بقوله: «بهدوء يقرأ دوره، يدوّر الأفكار في رأسه ويلبسها الشخصية المناسبة والنظرة المحتمة التي تجعل المشاهد يلتفت إليه وتحسبه في حقيقة الأمر يمت بالصلة للشخصية التي يؤديها، إن التلقائية في أداء الدور يجعلك تعيش مع "أحمد الشيخ" قصة مختصرة للإبداع فهو يعلمك أن الفن لا يقف عن حدود، ويتجاوز التعقيدات التي تفرضها الظروف، فقد استطاع بنجاح أن يحقق المعادلة وأن يمسك بزمام الأمر ويربط المشاهد بمصير الشخصية التي يلعبها».

أحمد الشيخ مع ماهر احمد

واللقاء الأهم كان مع الفنان "أحمد الشيخ" ليحدثنا عن بدايته بالفن، قائلاً: «كانت البداية من جامعة تشرين في عام2001، ولأن "اللاذقية" مدينة صغيرة مقارنةً ب"دمشق" قررت التوجه إلى الأخيرة، وهناك كان القدر يرسم لي الطريق فسكنت في منزل يعتبر أحد أهم منازل "دمشق" لتصوير المشاهد الخارجية، فبدأت بمسلسل "حنين" مع المخرج "باسل الخطيب».

ويستطرد حول المقارنة بين موهبة الممثل وتقنياته التي يكتسبها بالدراسة، قائلاً: «بشكل عام الموهبة هي الأساس ولا تحتاج إلى أكاديمية، والدليل على ذلك المخرجين الإيطاليين الكبار مثل "تارنتينو" وبعض النجوم الكبار في هوليوود وبعض الفنانين السوريين المهمين».

مسلسل الإجتياح

وعن علاقته بالأدوار الناطقة باللغة الانكليزية، تحدث "الشيخ": «كان ذلك بالصدفة حيث تعرفت على الأستاذ "فيليب ميديلتون" الذي كان يدرس الأدب العالمي باللغة الإنكليزية في جامعة "دمشق" وهو أمريكي الجنسية، وطلب من طلاب السنة الثانية والسنة الرابعة أن يقوموا بعرض مسرحية "القرد كثيف الشعر" للكاتب "يوجين أونيل" من المدرسة الواقعية على المسرح كنوع من الاختبار على التكلم باللغة الانكليزية وتم التدريب لمدة شهر ونصف وكانت المرة الأولى التي أقدم فيها عملاً على المسرح باللغة الانكليزية ومن خلال هذا العمل تعرفت علي "جويل آدمز" وتبناني لأتعلم في دار اللغات الأميركي ومجاناً على مسؤوليته الشخصية حيث تعلمت تقنيات الصوت والتكنيك والارتجال وعملت عدة عروض باللغة الإنكليزية».

أما الأدوار التي شكلت الانطلاقة الأولى لمسيرته الفنية فيحدثنا عنها قائلاً: «كان المخرج "نجدت أنزور" بحاجة لممثل يتكلم اللغة الانكليزية في مسلسل "المارقون"، وهنا تم ترشيحي من قبل أحد الأصدقاء وبعدها بدأت، عملت في ثلاثية "بين جبهتين"، ومن ثم "فسحة سماوية" و"مدينة البهجة"، ومن ثم "أهل الغرام" مع "الليث حجو"، وغيرها من المسلسلات مثل "الاجتياح" للمخرج "شوقي الماجري"، و"زمن الخوف" ل "إيناس حقي" وبعدها بدأت بتنويع الشخصيات والتي لم تعد تعتمد على الشخص الانكليزي، ثم شاركت في "وجه العدالة" و"لورنس العرب"، ولكن للحقيقة حقق لي مسلسل "هدوء نسبي" الوقت الذي أنتظر من خلاله فرصة في سوق لا يرحم وأن أُري القليل من طاقاتي عبر الكاميرا السينمائية والتي تصور للتلفزيون، وأعتبر هذا المسلسل انطلاقة حقيقية لي، أطلقني باللغة العربية لغتي الأم وليس باللغة الانكليزية».

وللإخراج رؤيته الخاصة عند الفنانين ويتحدث حول العروض التي أخرجها: «أخرجت عرض "كواليس" ل"اتحاد شبيبة الثورة" مع "سعيد الحناوي"، وكان عرض "الأكاديمية الفاضلة" آخر عرض تم تنفيذه قبل انتقالي للعرض التلفزيوني ومن ثم عملت مع مسرح العمال عرضاً كان اسمه "نور العيون».

الجدير بالذكر أن الفنان "أحمد الشيخ" من محافظة "طرطوس" أقام في مدينة "اللاذقية" ومنها انتقل إلى مدينة "دمشق" ليبدأ مشواره الفني.