لم تخل نتاجات أنامل الأطفال في مسابقات الروّاد الطليعيين بـ"الحسكة" من الإبداعات الفنية وبكافة أنماطها النحتية والتشكيلية ورسوم الأطفال، التي نافست إلى حدّ كبير رسومات الكبار، وذلك ضمن إطار الدورة التنافسية التي أقيمت في وحدة "شعبان الجبان".
موقع eHasakeh بتاريخ 7/5/2011 عاش أجواء التنافس الذي شهدتها المسابقة، والتقى بدايةً من الروّاد الطليعيين "أحمد يوسف" الذي قال فيما يتعلّق بمشاركته: «أنا في الصفّ السادس، شاركت في هذه المسابقة في اختصاص النحت، ومشاركتي فيها تأتي تتويجاً لمتابعة دائمة لهذا الفنّ الجميل والمتعب في آن واحد، حيث كثيراً ما أتردد إلى مدرسة التطبيقات في "القامشلي"، لأخذ المعلومات والتدريبات وكذلك النصائح المهمة بغية تطوير قدراتي في هذا الفنّ، وقد اخترت في عملي المقدّم هذا اليوم فكرة الأمومة، وقمت بتجسيد دورها الهام في حياتنا من خلال عملي، وأضفت لها من خيالي أفكاراً أخرى مناسبة لدورها، واخترت في مجسّم آخر لرفيقة طليعية وهي تعزف إحدى الآلات الوترية، وقد أخذ هذين العملين مدّة ساعتين من وقتي المخصّص لذلك، وطبعاً لهذه المسابقة وغيرها أهمية قصوى بالنسبة لي، وخصوصاً أننا نلتقي بمبدعين صغار مما يؤدي ذلك إلى خلق المنافسة في سبيل تطوير موهبتنا، والمتابعة لها».
نركّز في اختيارنا لمواضيع الروّاد المقدمة على توافر عدّة نقاط أهمها، هي الموضوعات التربوية والقيم الأخلاقية كالنظافة والتعاون، وأيضاً القيم الوطنية كحبّ الوطن، بحيث يعبّر كل مشارك عن قيمة إنسانية عالية، ويتم تقسيم العلامة وفقاً لذلك لتكون الفكرة المتميّزة لها النصيب الأكبر من العلامة
"لانا شريف" من الروّاد الطليعيين تضيف: «جاهدت بكلّ إمكاناتي لكي أحظى بمرتبة متميّزة على مستوى المحافظة في اختصاص تنسيق الورد، حيث شكلّت هذه المشاركة بالنسبة لي حافزاً كبيراً في تجاوز مراحل مهمة في هذا الفنّ، ولا سيما أن شروط المشاركة كانت تتطلّب الإبداع، في البداية كنت قلقة ولكن عندما رأيت أصدقائي المبدعين كان لا بدّ عليّ من تجاوز الموقف بشجاعة، وخاصةً عندما شعرت بأحاسيس الجميع، والهدف الذي جاؤوا من أجله، المنافسة كانت شديدة وأنا راضية بنتيجتي مهما كانت، وطموحي في المرتبة الأولى بات أقرب أكثر الآن».
المدرّسة في مدرسة الفنون التطبيقية في مدينة "القامشلي" الرفيقة "خلود البعاج" قالت: «أقوم بتدريب الطلاب الروّاد الذين يتوافدون إلينا في اختصاص النحت، وذلك في إطار المسابقات التي تقيمها فرع طلائع البعث على مستوى الفرع في مدرسة "شعبان الجبان"، ويشارك في هذه المسابقة الروّاد من جميع المناطق الطليعية الذين يتجاوز عددهم أكثر من 100 متسابق في اختصاص الفنون، وتمّ تجهيز المدارس والمراكز لهذه المناسبة، من حيث القاعات والأدوات المخصصة لإنجاح المسابقات، ويحضر اللجان التي قامت بتحديدهم قيادة الفرع، الذين يجب توافر فيهم عدد من المؤهلات العلمية والثقافية والكفاءة، وأيضاً الأمانة على مصلحة الطالب المتميّز».
وفيما يتعلّق بالاختصاصات الموجودة في المركز أضافت "البعاج": «نقوم بإجراء المسابقات في اختصاص الفنون بجميع أنواعها من الزخرفة سواء كانت نباتية أو حيوانية، زخرفة نافرة أو رسم فقط، ويوجد أيضاً البسط والسجّاد، وأيضاً هناك اختصاص الورد وتنسيقها، واختصاص بقايا صناعية أي توالف وبقايا وطبيعية، إلى جانب النحت والسيراميك والخطّ العربي، بالإضافة إلى اختصاصات أخرى حاولنا من خلالها أن تلم بجميع اهتمامات الأطفال، حيث هناك لكل طفل اهتمام واختصاص معين، يرغب في المشاركة فيها».
وبخصوص معايير اختيار الروّاد لهذه المسابقة تقول الرفيقة "جميلة بكرو" المشرفة على المسابقات: «تقوم المدارس في المحافظة بتقييم الطلاب على مستوى الوحدات أولاً، ومن ثم يتم إيفادهم إلى مسابقة أخرى تجرى على مستوى المناطق، وصولاً إلى الإيفاد على مستوى الفرع بعد أن يكون الطالب قد اجتاز عدّة مسابقات في اختصاصه، وهنا لابدّ أن يتوافر في الطالب محبّة الاختصاص الذي سوف يتسابق عليه، وأيضاً أن يكون متميّزاً فيها، أي أن يكون لديه الرغبة ومن ثم التفوّق، ومن ثم يتم تقييمه من قبل المشرفين وذلك وفق عدّة معايير منها الصعوبة والدّقة في المادة، الهدف منها تهيئة الطالب الفائز وإعداده لتحمل المسؤولية في تمثيل المحافظة في المسابقات التي تجرى على مستوى القطر، وطبعاً هناك صعوبات يواجهها الطالب وخصوصاً فيما يتعلّق بطريق المسابقة وإجراءاتها، وفي الآونة الأخيرة تمّ تلافيها وتجاوزها؛ بعدما أصبحت مفهوم المسابقة ونوعية الأسئلة وطريقة إجرائها أوضح للمتسابقين وبشكل مسبق».
لمدينة "الحسكة" نصيب وافر من الجوائز في مسابقات الروّاد على مستوى القطر تحدثت عن ذلك المشرفة "صباح تانو": «في كل عام لابدّ وأن يكون لنا عدّة روّاد ينالون الجوائز في مسابقات الروّاد، طبعاّ يزيد العدد وينقص حسب ظروف الطالب التي أحياناً لا تسمح له بالتميّز نتيجة عدم التدريب في ظروف استثنائيّة كالمرض والسفر مثلاً، أو الخوف من المسابقة في حدّ ذاتها وخاصة البنات، ولهذا في اختصاص النحت مثلاً يعتمد المشرفون على الأولاد؛ لأن الاختصاص بحاجة إلى عضلات وقوّة تتوافر فيهم أكثر من البنات، ولكن إجمالا الطالب الذي ينال جزءاً من الاهتمام له النصيب الأكبر من الجوائز، وهنا الاهتمام ليس من قبل الفرع فقط إنما من قبل الأهل وهذا هو الأهم، ومن جانبنا نهتم بهم إلى أن ينضموا إلى منظمة أخرى وهي الشبيبة».
أما عن مضامين المشاركات في هذه المسابقة فحدثنا الرفيق المشرف "محمد صادق": «نركّز في اختيارنا لمواضيع الروّاد المقدمة على توافر عدّة نقاط أهمها، هي الموضوعات التربوية والقيم الأخلاقية كالنظافة والتعاون، وأيضاً القيم الوطنية كحبّ الوطن، بحيث يعبّر كل مشارك عن قيمة إنسانية عالية، ويتم تقسيم العلامة وفقاً لذلك لتكون الفكرة المتميّزة لها النصيب الأكبر من العلامة».
مشرفة وحدة الشهيد "شعبان الجبان" الرفيقة "سحر شحادة" اختتمت فيما يتعلق بمناسبة استضافة الوحدة للمسابقات: «في هذا العام كان لنا شرف استضافة مسابقات الروّاد على مستوى المنطقة، وعلى مستوى الفرع أيضاً، ولأجل ذلك قمنا بتجهيز القاعات لكافة الاختصاصات قسم الفنون، وتأمين جميع المستلزمات الضرورية لذلك، حيث تمّ توزيع المتسابقين على القاعات كلّ حسب اختصاصه، وقمنا بتشغيل الإذاعة المدرسية لتسيير المسابقة بشكل أفضل، إضافة إلى تأمين الوسائل التي تشجّع الروّاد، كالاستقبال الجميل لهم، ووسائل ترفيهية تساعد على التفوّق والمنافسة».