وهبه الله نعمة الصوت الجميل منذ طفولته، فعرف احترام الناس ومحبتهم منذ انطلاقته الأولى، وقبيل إعلانه الانضمام لقائمة الفنانين، فكان يُرغم على تقديم أجمل الأغاني الجزراوية في المناسبات والاحتفالات، وبتشجيع من محبيه وأصدقائه أعلن عن نفسه ليكون اسماً مهماً ومرغوباً به بين فناني جزيرتنا الخضراء، ويسعى لأن يكون حاملاً لرسالته الفنية محققاً مرتبتبي الرضا والتفوق.

موقع eHasakeh التقى الفنان "محمّد الدوش" بتاريخ 1/5/2011 في منزله بمدينة "القامشلي"، وكان حديثه عن بدايات دخوله لعالم الغناء بالقول التالي: «منذ صغري كنت مولعاً بالسماع للاغاني التي تمثل الفلكلور الجزراوي، والأغاني السماعية فكان تأثير بعض الفنانين عليّ واضحاً بشكل كبير وخاصة الذين كانوا يعزفون على آلة "الطبقة" أمثال "حمو الواوي، أبو الشناعة"، وكنت بشكل متواصل أقوم بالغناء منعزلاً عن الآخرين ومنذ الصغر، فقد زرعت أمنية الغناء على المسارح كهدف وحلم سأعمل عليه، ومع نهاية الثمانينيات بدأت بحمل اللاقط من أجل الغناء كضيف شرف مع الفرقة "الكردية" ومع عمالقة الغناء "الكردي" أمثال "سعيد يوسف، صلاح أوسي"، فكنت أغذي الروح الداخلية التي تعشق الغناء لدرجة كبيرة، فلاحظت من حول التصفيق الكبير والتشجيع القوي، والجمهور المحب والمشجّع، فأعلنت عن نفسي وشكلت فرقة غنائية».

من أهم فناني الأغنية الجزراوية، فهو يملك الحس الفني السليم، ويكسب مودة ومحبة نسبة كبيرة من الجماهير، وبذلك رصيده كبير جداً من المتابعين لفنه، وتعتبر أهم علامة من علامات نجاح الفنان، لديه قدرة التحمل في الغناء لساعات طويلة، وأجمل ما في حفلاته التلون الغنائي والحركات الرائعة التي يصنعها فقط من أجل زرع الفرحة الكبيرة في نفوس الحضور

وعن رحلة الغناء الحقيقية مع الفرقة الموسيقية تابع الفنان "محمّد الدوش" قائلاً: «في بداية التسعينيات وتحديداً عام 1993قمت بتشكيل فرقة غنائية تسمى بفرقة "الفرات" بعد أن أيقنت بأن جمهوري موجود وبكثافة، ومن جميع أبناء المنطقة، حيث رسمت في مشواري الفني ضرورة إعطاء الفن حقه، فنحن نؤدي رسالة تحمل الكثير من المعاني والأسس السامية ومن ضمنها الرسالة الفنية، فلا تخلو حفلة من حفلاتنا سواء كانت عربية أو كردية إلا ونمزج الكلمات مع بعضها البعض، بحيث ننوعها بشرط ألا تؤثر على مسار الدبكة، فالجمهور يطلب جميع الدبكات بما فيها "الجوبي، الساحلي، الباكية" ولكن بما أن الجمهور في أي حفلة كانت تضم جميع الشرائح فنغني جميع الألوان مع الحفاظ على نوعية الدبكة، وهو ما يعطي جمالية كبيرة، خاصة مع استعمال حركات الحماس والتشجيع من قبل الفنان».

الفنان محمد الدوش في إحدى حفلاته بمدينة القامشلي

وعن واقع الغناء الشعبي تابع الفنان "محمّد الدوش" بالقول التالي: «الأغنية الشعبية في المنطقة تكون بشكل عام في الأعراس، وبذلك لاتزال محافظة على أصالتها بشكل كبير، لأننا تعاهدنا على الحفاظ على التراث الجزراوي، فلا يمكن الاستغناء عنه لأنه جزء منّا ومن عاداتنا وتقاليدنا، فهناك بعض الأغاني التي بات عمرها آلاف السنين ولازلنا نغنيها في الأعراس لسببين للحفاظ عليه، ولأن جمهوره لايزال حاضراً وبقوة، ومن تلك الأغاني "كل الهالة، حرام" وهناك من الجيل الجديد من يسير على ذات النهج، مع خروج البعض منهم إلى الغناء الرومانسي البحت، بعيداً عن غناء التراث».

وتابع "الدوش" عن الغناء الجزراوي قائلاً" «أمّا ما نقدمه فجمهوره كبير جدّاً والدليل كثرة الدعوات التي تُقدم لنا من أجل الغناء، فقمت بالغناء الجزراوي في جميع بقاع الوطن، حتّى عندما شاركت بوصلة غنائية مع الفنان العراق "ياسر خضر" عام 2008 كانت عن تراثنا الذي أبهر الحضور الكبير، فالحفاظ على تلك الرسالة من أهم أولوياتنا، فالمهمة الفنية عظيمة لمن يعرف قيمتها وحتّى الآن وبعد مسيرة طويلة في عالم الفن أحاول دائماً الاستماع لمن هم نجوم في الفن للفائدة والاستفادة منهم أمثال "الملا ضيف الجبوري، ياسر خضر" وهو ما يكون سبباً لنجاحنا واحترام الجمهور لنا في مختلف أنواع الحفلات، علماً أننا أضفنا ألواناً جديدة للغناء مواكبة للتطور التقني للآلات الموسيقية والتي يرغبها البعض في الحفلات».

وكان للفنان "أسامة الحربي" كلمة عن "محمّد الدوش" عندما قال: «من أهم فناني الأغنية الجزراوية، فهو يملك الحس الفني السليم، ويكسب مودة ومحبة نسبة كبيرة من الجماهير، وبذلك رصيده كبير جداً من المتابعين لفنه، وتعتبر أهم علامة من علامات نجاح الفنان، لديه قدرة التحمل في الغناء لساعات طويلة، وأجمل ما في حفلاته التلون الغنائي والحركات الرائعة التي يصنعها فقط من أجل زرع الفرحة الكبيرة في نفوس الحضور».

يُذكر أنّ الفنان من مواليد 1968 والمولود بمدينة "القامشلي" ومنتسب لنقابة الفنانين السوريين الشعبيين منذ عام 1997.