إنسان موغل في بساطته، استطاع وبكل ما يملك من عمق البصيرة، أن يدخل إلى سويداء الحرف يجرّده من معطفه ويُلبسه الرداء الذي يريد، فتخرج القصيدة أو القصّة تماماً كالقبلة على شفاه العاشقين.. بكل ما فيها من جمرٍ وجليد..
موقع eHasakeh بتاريخ 15/5/2011 التقى الشاعر والقاص "جهاد الخالد" وأجرى معه الحوار الأدبي التالي:
ما أراه لدى الشاعر والكاتب والزميل "جهاد الخالد" أنه يتميز بذائقة أدبية وموهبة في استخلاص قصصه وأشعاره بكلمات ذات طعم مميز، وهو حريص ومتابع لخطه الأدبي ومحب للإبداع والتواصل مع المهتمين في هذا المجال، وما يمتلكه هذا الكاتب من نفس أدبي واضح، فإنه في الوقت نفسه يمتاز بتواضع ملحوظ وبشفافية ملفتة التي جعلته أكثر قرباً وهذه السمة تسجل له، لأن الأديب المتواضع يكون في المحصلة أكثر ارتقاءً وعطاءً، كذلك نجده غير متسرعاً في كتاباته، وإنما لديه سمة الأناة والتأني، فتجده يقرأ أكثر مما يكتب وينشر
** كانت كتابات مبعثرة في الصفوف الأولى لبداية تعليمي من خلال المعسكرات التي أقامتها منظمة الطلائع, ومن ثم في المرحلة الإعدادية حيث بدا التطور واضحاً، إذ بدأت بكتابة الشعر الشعبي الغزلي الذي رافق مرحلة المراهقة, ومن ثم الفصيح الذي تجسد بحبّ الشعب الفلسطيني "صوت البارود ينادي", ومسرحية بعنوان "لفافة قتلت رجلاً" ورواية بعنوان "صراع العقارب", وفي المرحلة الثانوية كتبت قصة بعنوان "رحلة على الصراط - الفرق بين هنا وهناك" وبدأت بكتابة الشعر الفصيح الموزون, سواء أكان نظام الشطرين أم التفعيلة منه, وغير الموزون ما يسمى قصيدة النثر أما في المرحلة الجامعية فتطورت تجربتي بشكل ملحوظ, إذ كثرت قراءاتي وبدأت أفكاري ترى النور وتنضج لتشكل مرتكزاً حقيقياً لكتاباتي النثرية والشعرية كتبت ديواناً شعرياً بعنوان "ما أعبس الأسمر"
ومجموعة قصصية بعنوان "أزهار في جزيرة الموت", وفي مرحلة الدراسات العليا مجموعة أخرى بعنوان "مذكرات عزوز", ومجموعة شعرية "من وحي الصمت", بدأت معها نشاطات ثقافية في المراكز الثقافية في "الحسكة وحمص" ما بين أمسية ومحاضرة, بالإضافة إلى مراسلة بعض المجلات, ومنها الموقف الأدبي, والأدباء في القاهرة بقصتين الأولى بعنوان "شكراً يا نهر" والثانية "أكاديمية الموز", وموقع الكاتب "حسين العساف".
** القراءة المستمرة للنتاج الأدبي في كل ميادينه, شعرية كانت أم نثرية, وقد بدأت منذ المرحلة الابتدائية.
** أنا من المشجعين للنشاطات الثقافية للمرأة الشعرية منها والنثرية حينما تلتزم قضاياها وقضايا المجتمع, دون أن تخرج عن دائرة الحياء والوقار, وأفضّل أن تتجنب ما ينافي حشمتها وحياءها كما فعلت بعض الكاتبات من قبل.
** أنا أكتب من أجل نشر المحبة والتعاون فيما بين أفراد المجتمع من خلال تسليط الضوء على ما هو سلبي في حياتنا الاجتماعية, الشهرة ليست هدفاً أسعى إليه لأنها سريعة الزوال, فالعمل الأدبي الذي لا يحمل قيمة يصبح هراء ورصفاً للكلمات.
** للبيئة الدور الكبير في نتاجاتي الأدبية, ولاسيما أنني من بيئة ريفية عشائرية حيث ساهمت في استمرار كتاباتي النثرية والشعرية منتقداً ومثنياً.
** القصة عنصر أدبي فعال لا يستغني عنها أحد سواء أكان مثقفاً أم غير مثقف, أصبحت القصة جزءاً من كلّ شيء، امتزجت بالشعر مما أعطاها قوة البقاء والاستمرار, وبعبارة أدق هي في المقدمة وأنا الآن بقوة الله وحوله أكتب بحثاً عن القصة الشعرية في رسالة الماجستير.
** القصة في شكلها التقليدي كانت ولا تزال نواة للقصة الحديثة, ولا يمكن أن نقول: إنها قد زالت بل موجودة, وإن كان الأمر بشكل غير مباشر.
** إننا اليوم نرثي حال الكتاب الورقي، إذ انصرف الجيل اليوم تجاه الانترنيت, وترك الكتاب يعانق الغبار على رفوف المكتبات, أنا حقيقة لا أشعر بمتعة القراءة إلا في الكتاب الورقي ولاسيما ذو الطباعة الجيدة على الورق الأصفر, وقد لامني بعض الناس لأني أمتلك مكتبة ورقية وعدوا هذا الأمر من المبالغات والشهرة, وأنا من طبيعتي كالمغناطيس لا أجذب إلى ذاكرتي إلا ما هو مفيد بحقّ وإن أغضبت الآخرين.
** "الحسكة" فيها شعراء متميزون وقاصون أيضاً, وأنا أكن لهم كل احترام وتقدير.
يقول عنه الشاعر والأديب "علاء الدين حسن": «ما أراه لدى الشاعر والكاتب والزميل "جهاد الخالد" أنه يتميز بذائقة أدبية وموهبة في استخلاص قصصه وأشعاره بكلمات ذات طعم مميز، وهو حريص ومتابع لخطه الأدبي ومحب للإبداع والتواصل مع المهتمين في هذا المجال، وما يمتلكه هذا الكاتب من نفس أدبي واضح، فإنه في الوقت نفسه يمتاز بتواضع ملحوظ وبشفافية ملفتة التي جعلته أكثر قرباً وهذه السمة تسجل له، لأن الأديب المتواضع يكون في المحصلة أكثر ارتقاءً وعطاءً، كذلك نجده غير متسرعاً في كتاباته، وإنما لديه سمة الأناة والتأني، فتجده يقرأ أكثر مما يكتب وينشر».
بقي أن نذكر أن الشاعر "جهاد محمد الخالد" مواليد 1987 قرية "دولاب العويصي", الواقعة على ضفاف الخابور, يعد الآن رسالة لنيل درجة الماجستير في الآداب "العصر العباسي" في جامعة البعث, مدّرس اللغة العربية في كلية الهندسة المدنية في "الحسكة", وفي مديرية التربية أيضاً.
له ديوانا شعر قيد الطبع بعنوان "من وحي الصمت" ومجموعة قصصية بعنوان "مذكرات عزوز".