"لكُل زمانٍ دولةٌ ورجال"، هذا ما قالته محافظة "الحسكة" وهي تودع فقيدها الغالي إلى مثواه الأخير، فقد رحل شيخ عشيرة الجبور في "سورية" والوطن العربي بعد أن أدى رسالته في الحياة، ليترك الراية التي طالما رفرفت لتُعزز اللحمة الوطنية التي تعيشها المحافظة لمن خلفه، وليترك الساحة التي لا يخلو منها شبرٌ واحد دون أن يضع فيها بصمته.

بعد أن شيعت جموعٌ غفيرة الفقيد "محمد الشيخ أحمد" إلى مثواه الأخير، جاءت قوافل المعزين من كل حدب وصوب لتواسي أهل الراحل، موقع eHasakeh زار بيت العزاء الذي جاءه السيد "معذى نجيب سلوم" محافظ الحسكة لينقل تعازي السيد رئيس الجمهورية بالشيخ الراحل حيث قال: «بكل الحب أتشرَّف أن أقدم تعازي السيد الرئيس "بشار الأسد" بفقيد المحافظة الغالي شيخ عشيرة الجبور، هذا الرجل الذي يتحلى بكل المناقب والمآثر الحميدة، لقد عاش كبيراً ومات كبيراً وهو يُمثلُ هذه المحافظة في البرلمان السوري، كما كانت مضافته مفتوحةً دائماً لحل كل القضايا الاجتماعية، مرةً أخرى أتقدم من كل عشيرة الجبور بأحر التعازي، متمنياً أن يتغمد الله الفقيد بالرحمة الواسعة، وأن يُلهم أهله وذويه الصبر والسلوان».

رحل شيخنا تاركاً وراءه ذكره العطر وطيب سجاياه وما قام به من عملٍ نبيلٍ يُحسب له، فهو الرجل الذي ينحدر من شجرةٍ وارفة الظلال من الشمائل اليعربية الأصيلة، والشيمة الزبيدية القحطانية، والحقُ يقال إنه "هديب شيال الحمول الثقال" ولن تنسى الأجيال التي عاصرته ذلك أبداً، أتمنى أن يمن الله عليه بالرحمة الواسعة وأن يسكنه فسيح جنانه

الباحث "صالح هواش المسلط" ابن عم الفقيد قال: «ولد الشيخ عام 1941 في بادية الجزيرة السورية، نشأ وترعرع في الجزيرة وأقام على ضفاف نهر "الخابور، حيث تقوم هناك واحدة من إمارات زبيد ويقطنها آل الملحم وهم وجاهة كافة قبائل الجبور قاطبةً،تلقى تعليمه في مدرسة "العشائر" في محافظة "الحسكة"، ثم اصطحبه عمه الشيخ "عبد العزيز المسلط والذي كان من رجالات "سورية" البارزين إلى "دمشق"، تابع تعليمه في ثانوية "الأهلية" في سوق "ساروجا" إلا أنه حصل على الشهادة الثانوية من "لبنان، هكذا نضج الفقيد نضوجاً مبكراً حيث فتح عينيه على الحياة السياسية خاصةً في عصر الوحدة، فكان بذلك أصغر عضوٍ في المؤتمر القومي الإقليمي في "دمشق" وكذلك في القاهرة، فيما بعد أصبح عضواً في المكتب التنفيذي في المحافظة ثم عضواً في المجلس البلدي عام 1960، شارك الراحل طيلة مسيرة حياته في حل الكثير من القضايا المستعصية بين القبائل، آخر المناصب التي شغلها كانت تمثيله في البرلمان السوري عام 1994 والدورة الحالية التي فارق الحياة فيها ليترك مكانه شاهداً عليه، كما شغل منصب رئيس جمعية الصداقة "السورية السعودية"، كما كان دائم الوجود على رأس الوفود المستقبلة والمودعة لكافة الوفود الرسمية والشعبية بين البلدين».

محافظ الحسكة يقدم العزاء

يضيف "صالح": «رحل شيخنا تاركاً وراءه ذكره العطر وطيب سجاياه وما قام به من عملٍ نبيلٍ يُحسب له، فهو الرجل الذي ينحدر من شجرةٍ وارفة الظلال من الشمائل اليعربية الأصيلة، والشيمة الزبيدية القحطانية، والحقُ يقال إنه "هديب شيال الحمول الثقال" ولن تنسى الأجيال التي عاصرته ذلك أبداً، أتمنى أن يمن الله عليه بالرحمة الواسعة وأن يسكنه فسيح جنانه».

الابن الأوسط للراحل "حسن محمد المسلط" يقول: «صراحةً والحقُ يُقال أننا لم نشعر بحجم المصاب الذي ألم بنا، لأننا لم نكن وحدنا من تلقى هذا الخبر بل كان وقهع على جموع كبيرة لا يمكن وصفها، هذه الجموع ما هي إلا أهلنا وأحباءنا وإخواننا في "سورية" بأكملها وفي دول الخليج والوطن العربي، صراحةً هذا الأمر هون وقع الخبر على الجميع مع ضخامة حجمه، فوالدي لم يكن لنا وحدنا بل كان لكل الناس الطيبين والأخيار، ولطالما كان منهمكاً في فعل الخير وتقريب الآراء ووأد الخلافات الكبيرة منها والصغيرة، الأمر الذي عبر عنه أخوىننا وأصدقائنا بوقفتهم النبيلة التي نعجز عن وصفها، وهنا أريد أن أعبر باسم عشيرة الجبور عن خالص شكرنا وامتنانا للسيد الرئيس قائد الوطن ومن خلفه رئيس الحكومة، على التسهيلات التي قدموها لإيصال الجثمان من المملكة العربية السعودية بسهولةٍ ويسر، كما أود أن أتقدم أيضاً بخالص الشكر والامتنان لكل من واسانا من كل العشائر والطوائف والملل، راجياً من الله ألا يفجعهم بعزير».

الباحث صالح هواش المسلط
مشاركة شعبية واسعة لكل الطوائف