أقيمت على خشبة مسرح "الحمراء" في "دمشق" المسرحية الوطنية الهادفة "عناق الياسمين والزيتون"، وذلك في 3/11/2010، وتناولت المسرحية حالة الصراع العربي- الصهيوني من خلال محاولة المستوطنين الصهاينة اقتلاع شجرة معمرة في حارة يعيش أهلها بسلام.
موقع eSyria حضر العرض ورصد آراء متباينة حوله، كان أولها مع السيد "غسان السعيد" من الجمهور الذي شاهد العرض، يقول: «العرض جيد، هناك تأكيد من خلال العمل على الارتباط بالأرض، وأن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن ينسى أرضه مهما تآمر المتآمرون، وأن ارتباطنا مستمر بوطننا فلسطين إلى أن يتحرر آخر شبر مهما كلفنا من تضحيات، هذه المسرحية قدمت هذه المقولات الكبيرة، كما حاولت أن تجسد الصورة الواقعية لمعاناة الشعب الفلسطيني الباقي على الأرض الفلسطينية كلها، فالأرض الفلسطينية وحدة جغرافية واحدة لكل فلسطين. كتابة النص كانت جيدة وأداء الممثلين كان رائعاً، والعمل مبذول عليه جهد كبير كما بدا لنا. وأتمنى لهم المزيد من التوفيق».
العمل بسيط جداً، رغم العدد الكبير للمشاركين فيه، الحكاية تشبه إلى حد كبير الأعمال المسرحية المدرسية، ولكن ما يحسب للعمل هي الرقصات والدبكات التي ولدت حالة تفاعلية مع الجمهور
السيدة "هناء عبد الرازق" تحدثت عن مشاهداتها: «العمل بسيط جداً، رغم العدد الكبير للمشاركين فيه، الحكاية تشبه إلى حد كبير الأعمال المسرحية المدرسية، ولكن ما يحسب للعمل هي الرقصات والدبكات التي ولدت حالة تفاعلية مع الجمهور».
الصحفية "آنا خضر" تحدثت عن العرض: «أنا أريد أن أقول إن العمل قدم لغة بسيطة استطاع من خلالها أن يحاكي شرائح كبيرة من المجتمع كخطاب مسرحي وثقافي. القضية الفلسطينية تتطلب جهوداً كبيرة في شتى المجالات ومنها المجالات الإبداعية، لأنها الأقرب إلى تغيير الصورة النمطية الراسخة في أذهان المجتمعات الغربية والتي بقيت لفترة طويلة متعاطفة مع الكيان الصهيوني ومتعامية عن جرائمه التي يرتكبها بحق المواطنين العرب والأرض العربية، والعمل برأيي المتواضع على بساطة معالجاته إلا أنه استوفى كخطاب مسرحي شوط ومكونات العمل المسرحي. بغض النظر عن تقييم عناصره المسرحية والفنية، فإن العمل استطاع أن يقدم قيم المقاومة والنضال المتأصلة في وجدان وضمير كل عربي حر، والتي يجب أن تتواجد في ضمير كل إنسان يحرص على إنسانيته، ولا تزال القضية الفلسطينية ومفهوم المقاومة يشكلان عوامل جاذبة للجماهير العربية، وهذه الأمور ظهرت من ردود فعل المتلقين وتفاعل الناس مع العرض، وأحياناً هناك بعض المقولات التي يحب الجمهور السوري أو الفلسطيني أو العربي بالشكل العام سماعها، فهي تطربه وتخاطب المشاعر الوطنية الموجودة في العقل الباطن لديه».
الفنان "علي القاسم" انتقد العمل من زاوية المختص بالمسرح: «يجب ألا نطرح قضيتنا بهذا الشكل البسيط جداً، والمعالجة السطحية، هل أصبح صراعنا صراع عنتريات؟!. وكلٌّ يعمل على إبراز عضلاته في الصراع. المسألة أعمق وأعقد من ذلك بكثير، فالصراع أساساً قائم على الوجود والفكر والفلسفة، هل هذا كله يترجم في النهاية بصراع عنتريات بسيط من خلال هذا العمل (عناق الياسمين والزيتون). بهذه الصيغة وهذه الرؤية نقترب من أن نكون أولاد حارات ولسنا أبناء ماض عريق قدم للبشرية الشيء الكثير ولا تزال مساهماتنا في الحضارة الإنسانية مستمرة، ما رأيناه في العرض ليس صراعاً لقضية ووجود ولا أي شيء».
المخرج المساعد "حسان حسان" تحدث عن العمل بالقول: «العمل تعبيري فلسطيني، ناقش القضية الفلسطينية من خلال الحارة الفلسطينية بطريقة تعبيرية بسيطة، الزيتونة هي مثال على وجودنا التاريخي في فلسطين منذ الأزل، استفدنا من شجرة الزيتون كمثال لمقاومة المستوطن الذي يحاول انتزاعها ليمارس رغبته وهوايته بانتزاع الشجر والحجر والبشر، وإعمار مستوطناته وشق الطرق لسياراته وبناء رخائه الاقتصادي في إزالة الهوية الفلسطينية. الفلسطيني هنا يحاول الدفاع عن هذه الشجرة والتي تعتبر قضية رمزية للوطن بالشكل العام وأخذنا هذا العمل من صورة مشهورة لامرأة فلسطينية عجوز تعانق شجرة الزيتون إبان محاولة الجرافات الإسرائيلية تجريف أشجار الزيتون في أرضها في محاولة منها لحماية هذه الشجرة، التي تعني لها رفقة الحياة ومصدر العيش والرعاية كأحد الأبناء، عناق شجرة الزيتون هو رمز وإيحاء للدعم العربي للقضية الفلسطينية والياسمين كرمز لسورية ودورها».
"عائدة سعيد" ممثلة في المسرحية، تحدثت عن دورها: «أنا ألعب دور المرأة العجوز التي تمثل الحصن المنيع للحارة وأبنائها، والتي بدورها مرتبطة بالشجرة القديمة ارتباطاً عضوياً وكأنها الرئة التي تتنفس من خلالها، هذه المرأة التي تواصل دق ناقوس الخطر وإعلاء صوتها بأن شجرة الزيتون لا يجوز الاقتراب منها والمساس بحرمتها لما تعنيه لها وبالتالي لأهل الحارة. ونحن حاولنا من خلال هذا العمل إيصال صوتنا عن طريق المسرح للعالم كله، ولنقول لشعبنا في كل أماكن تواجده بأننا في سورية نقف مع مقاومة الاحتلال وندعم المقاومة حتى تحرير كامل التراب العربي».
وقد ورد على صفحات دليل المسرحية "البرشور" في التعريف بـ"عناق الياسمين والزيتون" ما يلي: «عمل فني مسرحي استعراضي يصور جانباً من التحام الشعب العربي الفلسطيني بأرضه ووطنه.
نداء فلسطين الصارخ لأبنائها لنبذ الفرقة والاختلاف وتعزيز الوحدة الوطنية من أجل مجابهة العدو الصهيوني وكافة التحديات.
أهمية الدور العربي السوري الذي يؤمن بدور المقاومة في دعم وتعزيز كفاح شعبنا الفلسطيني من أجل استرداد أرضه وحقوقه ومقدساته.
أساليب التهديد والعدوان والمكر التي يمارسها الاحتلال ضد شعبنا.
نقاء الضمير والوجدان الفلسطيني الذي يستجيب لنداء الأرض والوطن وخاصة عند المحن والتحديات الجسيمة.
أثر التلاحم الشعبي الوطني في تعزيز قوة المواجهة والمقاومة وصد اعتداءات المحتل».