على أمل اللقاء ودع أهالي محافظة "الحسكة" مهرجانهم البكر. ثلاثة من الليالي الملاح عاشتها المحافظة وهي تعود مئات السنين إلى الوراء، مستعيدةً ثقافات متنوعة طالما كانت حاضرة في الزمن الجميل ومعاهدةً أهلها بإعادة الحياة إليها لتفوح من جديد بعبق الماضي.

بالتكريم والامتنان لمن سهروا الليالي اختُتمت فعاليات مهرجان الفنون الثقافية في المحافظة لتبدأ حفلة تكريم المبدعين الذين لم يظهروا إلى النور، موقع eHasakeh رصد أجواء الختام والتقى الدكتور "أحمد الدريس" مدير الثقافة بعد تكريمه حيث قال: «لا تسعني الفرحة اليوم وأنا أقف هنا على خشبة المسرح القومي مكرماً بعد نهاية المهرجان، هذه الفعاليات تحولت منذ انطلاق شرارتها الأولى إلى عرس للمحافظة بكل أطيافها، لقد حاول الجميع أن يستحضر كل الثقافات ودون استثناء وقد حرصنا كل الحرص على ألا نترك شيئاً للمصادفة، فكل شيء تم دراسته بشكل دقيق ليخرج المهرجان بالصورة التي رُسمت له مسبقاً بالذاكرة، وقد ساعد غنى هذه المنطقة بالحضارات على تنوع الصورة التي خرجت بها اللوحات الفنية، كما قد ساعدنا على حساب كل حركة هو وضع الفرق في أجواء حقيقية أثناء القيام بالبروفات، ويجدر بنا الإشارة إلى أن السيد محافظ "الحسكة" قد ساهم بإنجاح هذا المهرجان بشكل لا يمكن وصفه من خلال حضوره شخصياً ولأكثر من مرة التدريبات، كما لا يفوتني أن أشكر كل من ساهم في هذا العمل ليثبت للعالم أن لقب محافظة الخير والعطاء لم يأت عبثاً».

لم نشعر بالوقت حتى انتهى فالأشياء السعيدة تمضي بسرعة، لكن كانت هذه المحطة غايةً في الجمال حيث تمكن المهرجان من وضع جميع هذه الفرق على طريق واحد لتحقيق هدف واحد وهو إحياء التراث الشعبي للمنطقة، نتمنى أن يكون الناس قد سعدوا بما قدمناه ونعد الجميع بما هو أجمل وأشمل في المهرجانات القادمة

الفنان "إسماعيل خلف" مخرج حفل افتتاح المهرجان ومدير المسرح القومي قال: «سعادتي لا توصف اليوم وأنا أرى الفرحة ترتسم على وجوه الجميع، كما أستطيع أن أقرأ الحزن في عيون الحاضرين على وداع أول المهرجانات الثقافية التي شهدتها المحافظة، ولكن وبعد ما حققه المهرجان من نجاح فاق التصور وهذا على لسان الجمهور، نعد جمهورنا بتقديم المزيد ونعدهم أيضاً بتقديم المهرجانات القادمة بشكل أبهى مما خرج عليه في هذا الموسم، ولأنه المهرجان الأول قد يجد البعض بعض الثغرات علماً أننا لم نسمع أي تعليق بهذا الخصوص ولكن ما أود قوله أننا قد تعلمنا الكثير من هذا المهرجان لأنه الأول، وفي المستقبل يساعدنا على تقديم ما هو أفضل، فالمنطق يقول إننا يجب ألا نقف عند النجاح الذي حققناه».

السيدان امين الفرع والمحافظ يتهادان الدروع

أما مصمم الرقصات "جورج قرياقس" والذي طال وصفه والثناء عليه عند تكريمه فقال: «أنا فخور بما تمكنا من تقديمه فلطالما أعطتنا هذه المحافظة من خيرها، وقد جاء اليوم الذي نقف فيه لنرد الجميل لأم عشنا في أحضانها أجمل أيامنا المفعمة بالتنوع، ونهلنا من حضاراتها التي أضافت لنا ما لم تتمكن أي ثقافة في العالم من أن تعطيه لأبنائها، وأريد أن أشكر الجمهور الذي أحاطنا بالدفء والعناية منذ أول أيام العمل وحتى لحظة تكريمي، وأشكر أفراد فرقة بارمايا الذين بذلوا فوق ما يستطيعون كما أشكر الفرق الأخرى فنحن كفرق فنية يكمل بعضنا الآخر، ولولا أن قدم الكل أفضل ما عنده لما خرجت هذه الصورة بهذا البهاء».

المدرب "عايش الحسين" والذي تكرم عن أداء فرقته "الخيزران" يقول: «لم نشعر بالوقت حتى انتهى فالأشياء السعيدة تمضي بسرعة، لكن كانت هذه المحطة غايةً في الجمال حيث تمكن المهرجان من وضع جميع هذه الفرق على طريق واحد لتحقيق هدف واحد وهو إحياء التراث الشعبي للمنطقة، نتمنى أن يكون الناس قد سعدوا بما قدمناه ونعد الجميع بما هو أجمل وأشمل في المهرجانات القادمة».

الكتور أحمد الدريس مكرماً

وقد تم اختتام المهرجان بلوحات فنية أدتها فرقتا الشبيبية والطلائع من مدينة "القامشلي"، حيث تم تأدية رقصات فنية مبتكرة لكنها لم تخرج عما هو معروف في التراث الجزراوي.

جانب من الحضور