"كنيسة أم الزنار" واحدة من أقدم الكنائس في مدينة "حمص" وهي قائمة على كنيسة صغيرة قابعة تحت سطح الأرض يعود بناؤها إلى منتصف القرن الرابع الميلادي وقد بدأت "مديرية الآثار والمتاحف" في "حمص" يوم 10/6/2010 بالتنقيب عن هذه الكنيسة الأثرية.

لمعرفة المزيد عن هذه الكنيسة الأثرية وعمليات التنقيب عنها موقع eSyria التقى المهندس "ميشيل بربر عسكر" المشرف على أعمال لجنة التنقيب فقال:

نحن ننتظر الانتهاء من أعمال التنقيب وظهور الكنيسة الحجرية بالكامل لكي نعيد ترميمها بالتعاون مع "دائرة الآثار والمتاحف" لأنها ستكون معلماً مسيحياً أثرياً مهماً لحمص وسورية وخاصة أنها تعود للقرن الرابع الميلادي

«"كنيسة أم الزنار" تعتبر من الكنائس الأثرية الموجودة في "حمص" القديمة والمخطوطات القديمة الموجودة في مكتبة الكنيسة، تدل على أن الكنيسة الحالية بنيت على عدة مراحل خلال فترة ألفي سنة تقريباً.

المهندس "ميشيل بربر عسكر"

فأول بناء في موقع "كنيسة أم الزنار" كان عبارة عن كنيسة صغيرة بناها المسيحيون الأوائل في "حمص" في العام /59/ميلادية وهي الآن موجودة تحت الكنيسة الحالية، وهي عبارة عن كهف بسيط دائري الشكل قطره /15/ مترا يقع تحت سطح الأرض، يمكن النزول إليه عبر درج ويتصل به ممر طوله عشرة أمتار.

وهذا الكهف كان يمارس فيه المسيحيون صلواتهم اليومية ويحتمون فيه خوفاً من الاضطهاد الوثني..

الكهف المكتشف الذي يعتبر أول كنيسة في "حمص"

وبعد أن أصبحت المسيحية ديانة الدولة الرومانية، شرع المسيحيون في "حمص" ببناء كنيسة كبيرة قريبة من هذا الكهف وذلك عام/476/ ميلادية، واستعملوا الحجر الأسود في بنائها، ويظن أن هذه الكنيسة تقع تحت الكنيسة الحالية.. و"دائرة الآثار والمتاحف" في "حمص" تقوم الآن بالتنقيب والبحث عنها..».

وعن البدء بأعمال التنقيب قال:

المهندس "بربر عسكر" يشرح لموقع esyria

«الحقيقة كل هذه المعلومات مكتوبة في المخطوطات الكرشونية الموجودة في مكتبة الكنيسة، ولكن بعض المعلومات أخذت من أشخاص كبار السن لديهم معرفة بتاريخ بناء الكنيسة، لأننا عند ترميم الكنيسة الحالية تم العثور على آثار ومكتشفات من أهمها "زنار السيدة العذراء" وكل المؤشرات تدل على وجود كنيسة مطمورة تحت الكنيسة الحالية.

ومن خلال البحث التاريخي وجدنا أن هناك حلقة ضائعة تمتد من القرن الرابع الميلادي إلى أواخر القرن التاسع عشر عند بناء الكنيسة الحالية، ما يدل على أن هناك كنيسة ضائعة تحت الأرض».

وأضاف:

«أرسلت "دائرة الآثار والمتاحف" لجنة لدراسة الكنيسة ومحيطها وبدؤوا بأعمال التنقيب، وخصصت "دائرة الآثار والمتاحف" ميزانية مخصصة لأعمال البحث والتنقيب عن الكنيسة المفقودة.. والمطرانية أيضاً تساهم بجزء من كلفة أعمال التنقيب».

وعن نتائج أعمال التنقيب قال:

«بدأت اللجنة المختصة بالحفر من الجهة الخلفية للكنيسة الحالية ومن الجهة الشمالية، فأعمال الحفر تتم من جهتين لكي تتلاقى في نقطة واحدة، والآن عثر على حائط حجري مردوم بالكامل، كما عثر على بعض الأحجار ذات النقوش والرموز المسيحية، ما عزز فرضية وجود كنيسة مطمورة.

وبناءً على هذه الأعمال اليومية والمكتشفات يتوقع أن يكون شكل الكنيسة مربع الشكل ذات جدران حجرية وبحسب النصوص القديمة كانت تسمى "كنيسة السيدة أم النور"».

وأضاف: «نحن ننتظر الانتهاء من أعمال التنقيب وظهور الكنيسة الحجرية بالكامل لكي نعيد ترميمها بالتعاون مع "دائرة الآثار والمتاحف" لأنها ستكون معلماً مسيحياً أثرياً مهماً لحمص وسورية وخاصة أنها تعود للقرن الرابع الميلادي».