صوتٌ عذب خرج من ربوع "الجزيرة" وأحضان "الفرات" حاملاً أحاسيسه ومشاعره من عمق المعاناة ليجسدها في أغانيه مزيحاً من الأغاني والأشعار التراثية ليجذب اهتمام مستمعيه عبر صوته الرنان المملوء بالشجن ليصل بفنه إلى الشهرة على مستوى الوطن العربي.

موقع eHasakeh التقى بتاريخ 30 الفنان "محمود عبوش" وكان الحوار التالي:

"محمود" بالنسبة لي أخ وصديق افتخر أن "رأس العين" أنجبت فناناً مثله وصل لشهرة عالمية بأحاسيسه وأغانيه المفعمة بالمشاعر الجياشة

  • كيف بدأت مسيرة "محمود عبوش" الفنية؟
  • محمود عبوش في حفلة غنائية في الرقة

    ** بداية مشواري الفني بالغناء التراثي "الجزراوي" و"الفراتي" كان في المرحلة الابتدائية ومشاركاتي في المهرجانات المدرسية والأعراس المحلية في مدينة "رأس العين" الخاصة بالأصدقاء والمحبين والأقارب, وانتقلت بعدها إلى الإعدادية وشاركت في العديد من المهرجانات الوطنية في المراكز الثقافية في العديد من محافظات القطر ونلت فيها عدة شهادات وثناءات من الجهات المعنية, ولكن أول ظهور رسمي كغناء تراثي كان عام 1996 في أغنية "الدنيا الحلوة".

  • ما سبب اعتمادك وارتباطك بلون الغناء "التراثي"؟
  • المطرب محمود عبوش يكرم في مهرجان الربيع في الرقة

    ** إنها حالة طبيعية أن يبدأ كل فنان من تراثه ويتشبث به والسبب هو الارتباط المكاني للمنطقة التي أعيش فيها فأنا ابن مدينة "رأس العين" "الجزراوية" وأصولي من محافظة "دير الزور" الفراتية وهما اللتان زرعتا بداخلي القيم الراسخة لأسير في خط ملتزم ولون غنائي مختلف, بالإضافة إلى أن هذا النمط قريب من قلوب الناس في المنطقة ويأسرهم, كما أن التعطش الهائل الموجود في الساحة الفنية لهذا النوع من المغنى دفعني للتوجه نحو أغاني التراث".

  • للتراث الغنائي "الجزراوي" أنواع متعددة ماذا تحدثنا عنها؟
  • عبوش في صورة مع مدير أعماله جوني إبراهيم

    ** بالطبع هناك أنواع عديدة للغناء "الجزراوي" لأن "منطقة "الجزيرة" متنوعة الأطياف وغنائها يتألف من عدة ألوان فهناك اللون "الشعبي" والذي يتغنى في الحفلات الشعبية والأعراس "كالمولية" و"الجوبي" و"الولدة" و"الزوري", وهناك اللون "الماردلي" أو"المارديني" ويشمل "الجورجينا" و"صبيحة" و"يار دلي", كما يوجد لون الغناء "الآشوري" ويشمل "الباقية" و"البيدا" و"البيلاتي" و"بيريو" و"الخاصادة", بالإضافة لوجود اللون "الكردي" والذي يشمل "الهورزي" و"الشيخاني" و"الكرمانجي" و"الباكَية" و"البازو", كما يتوافر اللون "السرياني" و"الأرمني" بالإضافة إلى اللون "الشيشاني".

  • كيف تقيّم الواقع الغنائي الحالي في "الجزيرة السورية"؟
  • ** المعروف أن الغناء "الجزراوي" و"الفراتي" أصالة وهوية لكل فنان شعبي, ولكن للأسف وباستثناء القليل من الفنانين الكبار فإن الفن فيها لم يعد اسمه فن لأنه أصبح إيقاعياً وهابطاً دون معنى وتشويهاً لصورة التراث "الجزراوي" و"الفراتي" المتأصل بالقيم, وهذا سببه كثرة القنوات الفضائية الحديثة التي تعتمد على الكم وليس النوع, ولكن هذا الغناء هو كفقاعات الهواء ولن يدوم طويلاً وأتمنى أن يكون هناك رقابة فعلية باختيار الفنانين.

  • يلاحظ أنك تغالي في الحزن وتقلد الطرب "العراقي" في غنائك التراثي الملتزم، ماذا تقول عن ذلك؟
  • ** أنا عفوي في غنائي وهذا الفن التراثي الملتزم هو أحد أهم الثقافات المعاصرة والتي يمكن القول إنها تجربة تحمل في مضامينها معاناة نجاحها, وطبيعة وجغرافية منطقتنا على الحدود "العراقية" واشتراكنا في نهري "الفرات" و"الخابور" يقربنا أكثر في الصوت, أما الحزن فهو قريب من ذاتي وسببه شيء بداخلي او ربما لأن الحزن يلازمنا دوماً في الحياة, فمجرد التفكير بأن الإنسان سيفارق الحياة ومحبيه يولّد آلماً شديداً.

  • بمن من الفنانين تأثر "محمود عبوش" في حياته؟
  • ** تأثري الكبير صراحةً هو بالفنانين "العراقيين" مثل "سعدون الجابر" و"حميد منصور" و"محمود الأنور" و"الياس خضر" و"علي العيساوي" والشاعر"كاظم السعدي" والملحنين "كريم هميم" و"نصرت البدر", بالإضافة لعشقي "أم كلثوم" و"عبد الحليم" و"فريد الأطرش" و"فيروز" و"محمد عبدو".

  • ما أهم الأعمال الفنية للمغني "محمود عبوش"؟
  • ** قمت بتصوير عدة "كليبات" على الفضائيات العربية أولها كان أغنية "تعال" وأغنية "جرحلي القلب" و"هذا حالي" و"ياحبيبي حرام" و"قوليلي أحبك" و"ما أريد" ووصل عدد ألبوماتي الغنائية إلى 15 ألبوماً, بالإضافة إلى عدّة حفلات أقمتها في العديد من محافظات القطر وحفلتين في "لبنان" و"أبوظبي"، بالإضافة إلى مشاركتي السنوية في مهرجان الربيع لمتحف "طه الطه" في محافظة "الرقة".

    * ما جديد "محمود عبوش"؟

    ** ألبومي الجديد لعام 2010 قيد الانجاز عنوانه "سنين مرت" يتألف من 8 أغاني تراثية وموالين, معظم الأغاني من ألحاني وكلمات الشعراء "مصطفى سينو" و"شواخ الأحمد" و"عبد الهادي الجاسم" و"حميدي الأحمد" وتوزيع الأخ "جوني إبراهيم".

    الشاعر "شواخ الأحمد" قال عن "محمود عبوش": «صادفت الكثير من الفنانين وكتبت أشعاراً للكثير من الفنانين ولكني لم أصادف مثل "محمود" فهو يغني من أعماقه وهو ساحر بصوته وأتمنى له النجاح في مسيرته الفنية».

    المنتج "جوني إبراهيم" ومدير أعمال "عبوش" قال: «"محمود" بالنسبة لي أخ وصديق افتخر أن "رأس العين" أنجبت فناناً مثله وصل لشهرة عالمية بأحاسيسه وأغانيه المفعمة بالمشاعر الجياشة».

    الموزع الموسيقي "ريزان سعيد" قال: «"محمود" من الفنانين القلائل الذين يحملون خامة حزينة وصوتاً دافئاً وحنوناً مؤثراً في المسامع, وهو فنان كبير بكل المقاييس فهو يغني من أعماقه وله بصمة كبيرة في عالم الغناء العربي».

    ومن الجدير بالذكر أن الفنان "محمود عبوش" من مواليد "الحسكة" مدينة "رأس العين" 1964.