تقع منطقة "النمارة" شرقي آخر قرية مسكونة بمحافظة "السويداء"، وتبعد عن مركز المدينة 60 كم، وهي عبارة عن تلة طبيعية بني فوقها في الفترة الرومانية مركزاً عسكرياً متقدماً لمراقبة تحركات البدو في منطقة "الحرة"، وتأتي أهمية هذا الموقع من وجود العديد من آبار الماء حوله، وذلك لوقوعه على "وادي الشام" أحد أهم واديين إضافة إلى "وادي الغرز" يحملان الماء من المرتفعات الشرقية "لجبل العرب" إلى منطقة "الحرة"، ويصبان في الرحبة.

ونظراً لتوافر الماء فيها فقد كانت تلك المنطقة مقصداً للإنسان القديم من عصور ما قبل التاريخ وعصور البرونز، ومن ثم مقصداً للعديد من القبائل العربية التي تعتمد تربية الماشية كمورد رئيسي لها، وحتى من الحضر في "جبل حوران"، ويذكر أن أقدم كتابة عربية مكتشفة حتى الآن هي من العام 328 ميلادي، وهي عبارة عن كتابة الشاعر "امرىء القيس" بن "عمرو" ملك العرب، واكتشفت عام 1901 من قبل الباحث الفرنسي البروفسور "ديسو" على بعد كيلومتر واحد فقط شرقي تلة "النمارة".

قمنا بتوثيق الكتابات "الصفائية" والكتابات العربية الوسيطة التي تعود للفترتين الأيوبية والمملوكية، بين القرن الثاني عشر والخامس عشر الميلادي، والرسوم الموجودة في المنطقة بدءاً من تلة "النمارة" نفسها باتجاه الشمال الشرقي وعلى جانبي وادي الشام وصولاً إلى "سد الزلف". استطاعت تلك البعثة اكتشاف 694 كتابة ورسماً حجرياً، جرى توثيق 376 منها قراءة وتصويراً والباقي تمت قراءته في الموقع فقط

كانت البعثة السورية- الإنكليزية- الفرنسية المشتركة التي تشكلت عام 1996 لحماية منطقة "النمارة" قد عملت في جانبها الكتابي، ممثلة بكل من "مايكل ماكدونالد" من جامعة أكسفورد في بريطانيا والأستاذ "حسين زين الدين" من دائرة آثار "السويداء" الذي تحدث لموقع eSuweda عن توثيق الكتابات التي عثر عليها بالقول: «قمنا بتوثيق الكتابات "الصفائية" والكتابات العربية الوسيطة التي تعود للفترتين الأيوبية والمملوكية، بين القرن الثاني عشر والخامس عشر الميلادي، والرسوم الموجودة في المنطقة بدءاً من تلة "النمارة" نفسها باتجاه الشمال الشرقي وعلى جانبي وادي الشام وصولاً إلى "سد الزلف".

المهندس "وسيم الشعراني"

استطاعت تلك البعثة اكتشاف 694 كتابة ورسماً حجرياً، جرى توثيق 376 منها قراءة وتصويراً والباقي تمت قراءته في الموقع فقط».

ومن أجل استكمال أعمال البعثة ورغبة في توثيق أكبر عدد ممكن من الكتابات والرسوم الجديدة وغير المنشورة سابقاً، تم تشكيل بعثة وطنية من المديرية العامة للآثار والمتاحف عام 2006- 2007 برئاسة الأستاذ "حسين زين الدين" لمسح كتابات المنطقة، ولكن هذه المرة باتجاه الغرب والجنوب الغربي من تلة "النمارة"، وبمحاذاة الجانب الشمالي من "وادي الشام"، وقد بلغت مساحة منطقة البحث حوالي 3 كيلو متر مربع.

صورة العربة وهي من ضمن النقوش المكتشفة

وعن نتائج التنقيبات التي اتسمت بغناها تابع الأستاذ "حسين": «بلغ عدد الكتابات والرسوم المكتشفة في كلا الموسمين أكثر من ألفي كتابة صفائية وعربية وسيطة ورسماً حجرياً، وفيما يلي ملخصاً عن أهم تلك النتائج:

1- اكتشاف أبجدية صفائية مؤلفة من ثمانية وعشرين حرفاً وحرفين مكررين هما الميم والباء وذلك بسبب كتابتهما بأشكال مختلفة، وتعتبرهذه هي الأبجدية الصفائية الرابعة التي تكتشف في سوريا والسابعة بشكل عام بحساب الأبجديات المكتشفة في الأردن وهي ثلاثة، أما بالنسبة لسورية فنشرت أبجدية واحدة من قبل البعثة السورية الإنكليزية المشتركة تم اكتشافها عام 1995، أما الأبجديتان الباقيتان فقد تم اكتشافهما في موقع "العيساوي" أحدهما عام 1996 والأخرى عام 2002.

موقع "تل النمارة"

2ـ تم اكتشاف العديد من النقوش المؤرخة بتواريخ محلية معروفة من قبل القبائل العربية القديمة ونحتاج لدراسات معمقة لفك لغزها وهي: "سنة غزا الرومان المدينة..." ومن الممكن أن يشير هذا التاريخ إلى غزو واحتلال الرومان لمدينة "بصرى" وبقية المناطق النبطية عام 106م وتشكيل الولاية العربية، و"سنة سالم القيصر هدريانوس الأنباط" وهو تاريخ يرد لأول مره في الكتابات الصفائية ويشير إلى وقائع تاريخية جرت بعد احتلال الرومان "لبصرى" وتأسيس الولاية العربية في عام 106م ومن ثم في عهد القيصر "هدريان" الذي حكم بين عامي 117-138م، وكان قد استلم الإمبراطورية الرومانية بعد وفاة تراجان 98-117م.

"سنة نجاة القيصر..." من غير المعروف أي قيصر المعني بهذه العبارة، ومن ماذا نجا؟ و"سنة مات الملك أغريبا" وهي إشارة للوالي الروماني المحلي "أغريبا"، ولكن هل هو "أغريبا" الأول الذي حكم بين 37 – 44 م، أم "أغريبا" الثاني الذي حكم بين 53/54 – 92/93 م؟ أما بالنسبة لعبارة "سنة نجا مالك" على الأرجح أن هذا التاريخ يعود إلى نهاية الفترة النبطية ونجاة "مالك" الثالث ابن رب أيل من حملة الرومان ضد "بصرى" والمناطق النبطية في الجنوب.

"سنة أتى ابن القيصر" ثلاثة نقوش، ومن الممكن أن يشير هذا التاريخ إلى مجيء ابن القيصر بالتبني جرمانيكوس إلى سورية وفلسطين ومن ثم وفاته في أنطاكية عام 19م، وقد تم سابقاً اكتشاف كتابة في الأردن من قبل السيدة "جير الدين كينغ" مكتوب عليها "سنة مات ابن القيصر" وتشير هذه الكتابة أيضاً إلى نفس هذا التاريخ 19م، وهناك نقش واحد مؤرخ "...... سنة أسر أرتمان" ومن الممكن أن يشير هذا النقش إلى أحد ملوك المملكة البارثية فهناك أكثر من ملك بإسم أرتمان (أرطبان)، والمعروف عن أرتمان الثاني الذي حكم بين 10-38 م أنه عقد سلاماً مع الرومان وقد عقده مع جرمانيكوس قبل وفاته، أو ربما هو إشارة إلى أرتمان الثالث 79-81 م الذي جرى الانقلاب عليه في الحكم وقد تم أسره أو قتله، وهذا الأمر هذا تحليل أولي ويحتاج إلى دراسة لاحقة.

نقش واحد: "سنة مات القيصر"، ولكن أي قيصر هذا ؟ نقش واحد مؤرخ بسنة "النمارة" من الممكن أن يشير هذا النقش إلى مجيء الرومان إلى "النمارة" وتمركزهم فيها في بداية القرن الثاني الميلادي.

"سنة حرب آل دأف" وهذا التاريخ إشارة إلى إحدى الحروب المحلية ضد إحدى القبائل الصفائية "آل دأف"، بالإضافة إلى العديد من النقوش الأخرى المؤرخة بتواريخ محلية.

3ـ اكتشاف كتابة لكاتب من آل عويذ بإسم "شيمان بن ناظم" وهو نفس الكاتب في موسوعة الكتابات الصفائية رقم 1867 من منطقة "الزلف" وقد تمت قراءته بالخطأ سابقاً باسم شلمان، ولكن من نقل نقش الموسوعة لم ينتبه إلى أن الحرف هو ياء وليس لام، وقام بقراءة الاسم خطأ. والاسم الصحيح هو "شيمان" ومؤنثه "شيماء" الاسم العربي المشهور.

4 ـ اكتشاف خطأ كبير وشائع بين العلماء حتى الآن وهو أن جد قبيلة "آل ضيف" هو وهب إيل، الذي هو أيضاً جد قبيلة "آل عويذ"، وهذا الخطأ كان ناجماً أساساً عن قراءة مغلوطة لأحد النقوش، والاسم الحقيقي لجد هذه القبيلة هو "رهي" مع العلم بأن حرف الياء في أواخر الأسماء كثيراً ما يمثل حرف الألف أو الألف المقصورة في لغتنا العربية، وبناءاً عليه فانه يمكننا قراءة الاسم المذكور "رها" ويتشابه هذا الاسم مع اسم الولاية العربية التي تأسست شمالي سورية في منطقة الجزيرة العليا في أواخر الفترة الهلنستية في العام 129 قبل الميلاد حتى 242 ميلادي وسميت بالرها نسبة لأحد أجداد مؤسسيها، وكان يحمل غالبية ملوكها اسم "أبجر".

5 ـ اكتشاف العديد من سلاسل الأنساب وخاصة "لآل عويذ" و"آل ضيف" أهم قبيلتين عربيتين كتبتا بهذا الخط.

6 ـ اكتشاف العديد من أسماء القبائل الصفائية الأخرى "كآل ورقان" و"آل فصمان" و"آل نغبر" و"آل هذر" و"آل عون" و"آل أشلل" و"آل ماسكة" ....الخ .

7- اكتشاف العديد من النقوش التي ذكر فيها أسماء لأماكن من منطقة "حوران" ولكن الجديد هذه المرة اكتشاف كتابة فيها ذكر لمدينة "حماة" وأخرى تذكر مدينة "جرش" في الأردن .

8- اكتشاف العديد من الرسوم الصخرية للحيوانات التي كان يتعامل معها الإنسان العربي قديماً والتي كانت موجودة في المنطقة آنذاك ومنها الأسد، الضبع، الذئب، الحصان، الحمار، الجمل، بقر الوحش، الوعل، وطير النعامة والحجل، إضافة إلى ذلك يضاف إلى ذلك اكتشاف رسوم تمثل مشاهد صيد ورقص وتدريبات حربية لمقاتلين على أحصنتهم أو راجلين ويتقلدون فيها أسلحتهم التي كانت عبارة عن السيف والرمح والترس، كما تم اكتشاف رسم لعود الحراثة مما يدل على معرفتهم بالزراعة وتحضر أجزاء منهم .

ولكن أهم رسم حجري تم اكتشافه ولم يرد سابقاً في الرسومات المنشورة حتى الآن هو رسم لحصان يجر عربة وفيها شخصان.

9 ـ اكتشاف العديد من الكتابات العربية العائدة للفترة الأيوبية ــ المملوكية في القرن 12-15 ميلادي، ذكر فيها أسماء لبعض قرى "حوران" وهي "الرشيدة" و"اسعنا" و"شعف" و"بوسان"، واحدى هذه الكتابات تذكر أن "جبل حوران" أخذه "بني هلال" من "بني أسد" ويشير فيها كاتبها إلى أنه إمام قرية "شعف" في جبل العرب"، وكتابة أخرى لكاتب من قرية "اسعنا" عبارة عن مقطوعة دعاء ديني أدبي، وبينها كذلك بعض الكتابات بالخط الكوفي الجميل .

10 ـ اكتشاف كتابة يونانية واحدة».

المهندس "وسيم الشعراني" مدير دائرة الآثار في "السويداء" تحدث لموقعنا عن تاريخ موقع "النمارة" قائلاً: «الموقع يقع في البادية الشامية شرقي قريتي "تيما" "طربا"، عبارة عن حصن على جبهة "حوران" الشرقية مع البادية في وسط "وادي الشام"، الذي يبدأ من "المشنف" ويمر "بالرحبة" قبل "بركان الصفا" ويخترق "الحرة"، تجري فيه المياه في الشتاء والربيع فقط.

لقد أسس الرومان هذا الموقع المنعزل الصغير ووضعوا فيه الجنود يراقبون الصحراء، كما يوجد فيه بئر والماء قليل يرد إليه البدو، تنتشر حوله الصخور السود التي تشكل منطقة "الحرة"، وربما يوجد حصن آخر في "الرحبة" التي هي سهل خصيب أو واحة في الصحراء، ثم جبل "أسيس"، وتوجد معالم طريق نعرفه من خلال الحجارة السوداء المنظمة على جانبي الطريق لتحديده، وفي ذاك الحصن الحار والمنعزل قضى عدد من الرحالة الذين قصدوه وحتفهم بعد أن ظلوا الطريق.

نقشت الكتابات على الصخور من قبل الجنود الذين خدموا في الموقع، بعضها هام بالنسبة إلى حضارة المنطقة، وأرسل الجنود إليها من "بصرى" مقر قيادتهم، أي أن "النمارة" كانت تتبع للولاية العربية، وبما أن بعض الكتابات التي عثر عليها لا تحمل تاريخاً، من الصعب معرفة إذا كان بعضها يعود إلى ما قبل تأسيس الولاية العربية أو قبل ذلك، تعتبر "النمارة" من أراضي قرية "البثينة"».

والموقع مثله مثل المواقع الباقية في "السويداء"، فقد رقمت فيه الكتابات كما رقمت في "جبل حوران" من رقم 1962-2548 بدون انقطاع تقريباً، والنصوص من رقم 95-794 وقد ثبت الرقم في بدالية كل نص، وعن الكتابات والنصوص وترجمتها أضاف المهندس "وسيم": «رقم 2264: في سور الحصن تحت باب، لم يبق منها إلا سطر غير مترجم.

رقم 2265: قرب الحصن وفيها ذكر لقرية زودالا أو سودالا، وهو اسم قرية في باثانية أو في المملكة النبطية، وهو ليس اسم عشيرة أو اسم شخص وغير معروف سابقاً.

رقم 2266: قرب الحصن فيه الحروف خشنة، يذكر فيها اسم عجلا/عجلة والمقصود بها "عجيلات".

رقم 2267: قرب الحصن تذكر فيها الجمال أي أن الهجانة كانوا يرابطون هنا، وهذا طبيعي بالنسبة لموقع صحراوي.

رقم 2268: قرب الحصن غير مترجم.

رقم 2269: قرب الحصن يذكر فيها اسم طربا حيث ينسب إليها الأشخاص المذكورين طربيون، و"طربا" تقابل "النمارة" في الغرب.

رقم 2270: في صخرة أمام مدخل الحصن، يلقب آمر الحصن ديكوريو، ويرد هنا اسم نماروس ونستنتج أن "نمارة" وقرية "نمرة" كانتا بذات الاسم "نمارة".

رقم 2271: مشوهة إن الشخص المذكور في هذه الكتابة ميساماروس نبطي وخادم في خيالة اللواء الثالث الكيرينايكا الذي مقره "بصرى".

رقم 2272: كتابة في حجر نتعرف في النص على كلمة عودينوس كاسم عشيرة ورد في نص من "رامي" واسم الشخص ملكو ينسب إليها، وردت كلمة ملكو بالصيغة النبطية.

وبالنسبة للنصوص: رقم766: إثنا عشرة كسرة وجدت في أنقاض تكومت في الباحة الأمامية لمعبد "ذو الشرى" وقد نتج التكسير عن استعمال أطلال "سيع" كمقلع للحجارة استخدمت في البناء وخاصة من سكان "السويداء"، أوحت الكسر أنها كانت لحجر نقشت فيه كتابة وكان جزءاً من واجهة المعبد وتأكد ذلك من الكسرة رقم 4 التي وجدت في الجزء الأيسر من عمود مستطيل والكسر 3 و8 و9 هي في الجزء الأيمن من ذات العمود.

ونرى في واجهة المعبد أعمدة مستطيلة ونصف أعمدة على بعد 2.62م من بعضها، ويبدو إذن أن الكتابات كانت منقوشة في عدة حجارة في الواجهة، نقشت الحروف بشكل متقن وجميل يتناسب وتزويق الواجهة المعبدية.

لقد بذلت بعثة جامعة "بريستون" جهداً كبيراً في دراسة الكتابات وحاولوا مراراً جمع القطع إلى بعضها فنجحوا نسبياً، وعلى أية حال فإن الكسر بمجموعها من نص واحد كبير كوثيقة ليست رومانية استخدمت هنا ويظن أنها من مرسوم أجريبيا الذي وجد بقنوات راجع رقم (2329).

لقد كان من المفروض أن الكسر من نص واحد قدمت بعثة جامعة "برنستون" لتساعدها على تكوين فكرة عن المضمون تساعد في الإجابة على السؤال: من هو الحاكم الذي حث السكان على أن يبنوا بيوتاً ويتحضروا مثلما اعتقد "ودنكتون" أو افترض "ديتنبرجر" أنه ألح عليهم أن يطردوا اللصوص أو عصابات الأذى؟ وهذه الكسر أضافت إلى معلوماتنا أنه ذكر اسم واضح لإمبراطور روماني.

رقم 767: لوحة وجدت مستندة على الجدار الشمالي لمنصة المعبد والذي هو معبد ذي الشرى يحيط به إطار نافر باللوحة المسطحة، نجد في اللوحة جملة آرامية: "هذه دمية شعيعو" وأخرى يونانية: "شيعي يقف فوق سهل حوران وهذه هي صورة شيعي"، تعود أهمية هذه الكتابة لأنها لا تعرفنا فقط باسم رب محلي، بل لأنها بشكل خاص تعطينا معنى اسم المكان وعلى وجه الخصوص اتصال الرب به شعيع بالآرامية سهل منبسط أو بقعة منبسطة وهذا ينطبق على شكل البقعة التي يقوم عليها المعبد إذ يبدو أن الاسم كان للموقع ثم أطلق على الربة كتجسيد للمكان في شخصها، ونلاحظ أن المعابد في "سيع" هي لبعل شمين و"ذو الشرى"، لذا لا يمكن القول أن الربة شعيع هي حامية المكان بل هي كاهنة في معبد ذو الشرى.

رقم 768: قاعدة مصطبة نقشت الكتابة عام 29-30م في حجر على شكل مذبح وجد في الباحة الأمامية لمعبد ذو الشرى استخدم كقاعدة لتمثال، جهة القاعدة مزوقة برؤوس سوداء على الزاويتين العلويتين يصل بينهما ظفيرة الكتابة النبطية على الصفحة الأمامية إلى اليسار وبداية الأسطر مشطوفة.

والترجمة اليونانية: عمل زيدأ يل خادم المعبد، أما النبطية في عام 33 لسيدنا فيليبس عمل هذا وتربن بدروقاسيو "قصي بن سوداي" و"حنا إيل بن ماسك إيل" و"منع بن جرم"، هذا المذبح لتمثال جليس بن بنان أنعم أو انعام بن عصب النحات سلام 29-30م وبما أن الكتابة النبطية قد ذكرت أن أنعم أو أنعام هو النحات يكون زيدأ يل الذي عمل القاعدة أو ساعد انعم في إدارة المعبد زيدأ يل لم يظهر في النصوص اليونانية والاسم "زيد" مشهور.

رقم 769: كسرة مذبح وجدت بين الأنقاض بالباحة الأمامية لمعبد ذي الشرى بقي منه تاج المذبح الذي نقشت فيه الكتابة.

والترجمة: إلى الرب زيوس ... القنصل و.... قائد السرية من كتيبة أوغسطا، وبقراءة أخرى تستند إلى ترميم النقص في النص يمكن أن يكون الرب بعل شمسين مذكوراً فيه، وبالإستناد إلى كتابة من الهيت رقم(2112)، كتيبة اوغسطس الأولى كانت معسكرة في جنوب شرق سورية من القرن الأول وقد تكون المعنية هنا الذي نعرف قائدها من كتابة وجدت في بيروت من عصر أوغسطس.

رقم 770: كسرة في أنقاض باحة معبد ذو الشرى مشطوفة من الأعلى والجانب الأيمن وربما الأيسر أيضاً وفي الطرف العلوي بضع كلمات.

رقم 771: قاعدة مذبح من معبد بعل شمين قرب المدخل زين المذبح الإسطواني بأربعة رؤوس عجول في كل واحد خصلتان مع أربعة أغصان عنب الكتابة بين الخصل المجدولة لأحد العجول، وتحوي كلمة خور وهو إسم نبطي.

رقم 772: كسرة من لوحة وجدت في مدخل المسرح وكانت في فراغ نصف دائري فوق المدخل نقش النص وهو مشوه الآن تحت الصورة خلف الخيال الذي يحمل على الأرجح دف حسب الكتابة التي هي الآن في جامعة "برينستون" والترجمة: تريتون ضارب دف،عرفت به الكتابة حسب تقاليد ذاك العصر الذي أحب الموسيقا.

رقم 773+a2369: كسرة زاوية حجر ربما كان قاعدة لتمثال نذري وهو الآن في متحف جامعة "برينستون" نقش النص في صفحتين متصلتين فوق شريط مستو.

رقم 774: كسرة زخرف وجدت بين الأنقاض في مدخل المسرح.

رقم 775: كسرة زخرف عثر عليها في الأنقاض بمدخل المسرح وهي متممة للكسرة السابقة يصعب ترميم النص.

رقم 776: جزء من عمود وجد إلى الغرب من البوابة الرومانية وهو الجزء العلوي من تاج مع عنقه المزوق، سيفار التاج مشطوف فتأثرت الكتابة بذلك، وترجمته : كاسيت أو كسيط بن أنعام.

رقم 777: قاعدة على سفح التل تحت الزاوية الشمالية الشرقية للبقعة المعبدية، القاعدة وجزء من التمثال من حجر واحد التماثيل والجزء الأيسر من القاعدة مفقودة، القاعدة لوحة سميكة مع أقدام بشرية على الزوايا نجد كلمة مليكان وربما اسم صاحب التمثال والصانع.

رقم 778: حنت بين أنقاض قبر برحي قرب الطريق إلى قنوات على الطرف الجنوبي للوادي والحجر في الواجهة فوق الحنت نقشت الكتابة في سطح مستوي داخل إطار جميل وبارز في نهايتيه زهرتان نص يوناني أحرفه نافرة وهو بالأعلى وتحته نبطي حروفه محفورة، وترجمة النص اليوناني : آبدة طنين بن حنان إيل، النبطي: لطنين بن حنان ايل الآبدة الضريح، خور بن عبيشات النحات التاريخ 25-50م.

رقم 779: كسرة في وادي يفصل بين قبرين برجيين قرب النص السابق الجانبان مكسوران وكذلك القاعدة الطرف العلوي مشطوف والإطار بارز.

الترجمة : رضوان بن طنين و...بنت رضوان أمه بنت الآبدة ليس مسموحا لأي كان ...وربما كان اسم الأم المشوه هو تعمار وربما أتت الكسرة من القبر التي وجدت فيه الكسرة السابقة، الجملة كتبت كذلك في النص رقم 785

ورقم 780 : حجر وجد قرب أنقاض القبر الذي وجدت فيه الكتابة.

ورقم 778: الحجر مكسور في الأعلى والطرف الأيمن، الكتابة تامة إطار جميل بارز مع أزهار على جانبيه، الترجمة: لمسك ايل بن تيم وإلى تيم ابنه المدفن.

رقم781: حجر في سرير الوادي حوالي 300م شمال غرب الزاوية الشمالية الغربية من البقعة المعبدية، الطرف السفلي مكسور وهو عبارة عن إطار مشوه مع ندبتين على الطرفين.

والترجمة : شاميت بن شويرق بناه على نفقته، ربما تشير الكتابة إلى بيت أو قبر.

وبالعودة مجدداً إلى الكتابات: رقم 2085: نص تحت مدخل مؤطر سطر واحد يبدأ باسم جوليانوس، ورقم 2086: في باحة الجانب الأيسرمكسور اسمان متداولان في تدمر هما ايلانوس أو عيلانوس وعبادة أو عباداتو.

رقم 2087: نص قصير كنيسي في مبنى كبير مهدم في الطرف الجنوبي من القرية وهو من عام 473م صيغة الجملة مشابهة لجملة في كتابة بكنيسة المهد "ببيت لحم".

رقم 2088: نص في ذات البيت والكتابة مؤطرة وهي كنسية من العام 433 "بصرى" يساوي 22 آذار 583، وربما بدقة أول أيلول 573، وهذا يدل على أن التأريخ البصراوي بقي قيد الإستعمال في "حوران" و"البثينة" و"اللجاه" حتى الفتح العربي.

رقم 2089: حنت باب في مبنى متهدم ربما كان كنيسة وهو مؤرخ في عام 445 "بصرى" يساوي22 آذار550م وربما أيضاً أول أيلول من نفس العام، ويذكر فيه اسم الكاهن ولقبه تيوسيباستانوس، وهذا الاسم هو صفة عامة أو لقب عام مثل ارشمندريث.

رقم2090: في باحة مع نص آخر والنص من عام 555وهوأيضاً كنسي.

رقم2091: في جدار بيت مع نص آخر والكتابة سالمة رغم تشابه الأسماء، نظن أن موسيمرا هو الإسم القديم لقرية "عمرة" ومن جهة أخرى في بيت قروي قد شيد في مرة وإسمها القديم موسسيمرا، وبالغرب منها توجد "السويمرة" ولانعرف قرية بإسم موسيمرا.

رقم 2092: كتابة على الوجه الداخلي لحنت، بداية النص صليب وهو يخص القديس "جورج" المقدس في هذه البلاد.

رقم 2093: حنت باب فيه سطر واحد مؤطر ويرد فيه ويرد فيه لقب ارشمنديت أي أن النص ديني.

رقم2094: نقش في حجر تحت مدخل بقرب النص رقم (2089) النص سالم تنقص بعض الحروف في الطرف الأيمن وغالباً ما يقارن الرهبان مع الملائكة، عبر الكتبة الأكليريين، والجملة هنا تتعلق بحياة الرهبان في الدير.