أطلق مشروع "روافد" الثقافي أحد مشاريع الأمانة السورية للتنمية برنامج "حاضنة المشاريع الثقافية" في دورته التجريبية لعام 2010 و2011 للمساهمة في خلق بيئة محلية داعمة للعمل الثقافي والفني، فيبدأ من تاريخ إطلاقه 1آذار استقبال طلبات الاحتضان ولغاية 15 نيسان القادم، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في برج "الفردوس" حيث قام فريق إدارة البرنامج بتقديم عرض تعريفي بالحاضنة وسياستها وشروط التقدم إليها.
وتأتي مساهمة البرنامج من خلال تنمية الشراكة مع الأفراد وصانعي القرار والمؤسسات الثقافية المحلية والدولية، الحكومية والخاصة، بهدف تعميق الطابع الاحترافي للمهن الثقافية، وتنمية المسارات المهنية للعاملين في قطاع الثقافة من مديرين، باحثين، منشطين ثقافيين، فنانين سوريين.
أن هذا المشروع يعتبر جزءاً من توجه وسياسة مشروع "روافد" الذي يعمل على دعم الإبداع واحتضان المشاريع الثقافية والإبداعية بغية تمكين أصحابها ليكونوا لاحقاً فاعلين في القطاع الثقافي
ومن أهداف برنامج "احتضان الثقافة والفنون" تمكين المؤسسات الثقافية السورية لتكون قادرة على الفعل والتطور بشكل مستقل، تطوير المناخ القانوني والاجتماعي للعمل الثقافي السوري، إضافة إلى تنمية الوعي بأهمية الثقافة في مستوى حياة السوريين، وأوضحت "رنا يازجي" مديرة مشروع الحاضنة خلال المؤتمر الصحفي: «أن هذا المشروع يعتبر جزءاً من توجه وسياسة مشروع "روافد" الذي يعمل على دعم الإبداع واحتضان المشاريع الثقافية والإبداعية بغية تمكين أصحابها ليكونوا لاحقاً فاعلين في القطاع الثقافي».
وتضيف "يازجي": «الحاضنة الثقافية هي برنامج عمل يهدف إلى تمكين العاملين في القطاع الثقافي والفنانين من خلال دعم المبادرات الثقافية والإبداعية الواعية اجتماعياً، وتحفيز عملية تحول المشاريع الثقافية إلى بنى مؤسساتية مستقلة، والمساهمة في خلق بيئة داعمة للعمل الثقافي والفني في سورية».
عن نوعية المشاريع التي تتبناها الحاضنة تقول "يازجي": «الحاضنة تتبنى مشاريع العمل التشاركي والعلاقة التفاعلية بين المشروع الثقافي والمجتمع، وتعنى بالمشاريع الثقافية طويلة المدى القابلة للاستمرار والتطور بشكل مستقل، والتي تحمل من خلال عناصرها مساحة للحوار والتلاقي مع البيئة الاجتماعية المحيطة بالمشروع، وتستهدف من خلال إعلانها الأول خمسة مشاريع تقوم باختيارها لجنة تضم شخصيات مرجعية في المشهد الثقافي السوري يتم الإعلان عنها في نهاية فترة حملة طلبات الاحتضان، أما الأولويات الرئيسية التي يتم من خلالها احتضان المشاريع فهي ارتباط المشروع بالمجتمعات المحلية، وأن يمنح فرص عمل لعدد من الشباب المحترفين من فنانين، تقنيين، ومديرين ثقافيين، يحفز على الإبداع والابتكار وأن تسمح طبيعته بتنفيذه في بيئات مختلفة».
كما أشارت "يازجي" إلى المشاريع المستثناة من الحاضنة، ومنها المشاريع قصيرة المدى، والفردية التي لا تتضمن فريق عمل، المشاريع التجارية التي يقصد منها الهدف الربحي فقط، إضافة إلى المشاريع المراد تنفيذها خارج سورية، أما الفضاء الجغرافي لحاضنة المشاريع الثقافية فسيكون في خمس محافظات سورية هي "دمشق، حلب، حمص، اللاذقية، إدلب".
وتتابع: «تقدم الحاضنة في دورتها التجريبية هذه مجموعة من عناصر الدعم للمشاريع، كتأمين الدعم الاستشاري القانوني والإداري، الدعم اللوجستي، الدعم على مستوى الأماكن، الدعم الإعلامي والإعلاني، بناء القدرات، الدعم المالي، الرصد والتقييم، التشبيك مع الأفراد والمؤسسات الثقافية الحكومية وغير الحكومية، إضافة إلى المؤسسات العربية والدولية، وتعزيز آليات التعاون مع المجتمع الأهلي بكل مكوناته بدءاً من رجال الأعمال إلى عموم شرائح المجتمع السوري، كما يتم تحديد أشكال الدعم وفترة الاحتضان حسب حاجة كل مشروع، مع العلم أن مدة الاحتضان تصل إلى ثلاث سنوات بالحد الأقصى».
عن مشروع "روافد" تحدثت مديرة المشروع "ندى عثمان" وتقول: «الهدف الأساسي لمشروع "روافد" هو دعم الإبداع وخلق قطاع ثقافيٍّ غنيٍّ متنوع وقادر على المساهمة في دعم الاقتصاد السوري، إغناء حياة السوريين من مختلف الشرائح، الاستفادة من الإرث الثقافي السوري لرفد الإبداع، تعزيز حضور النتاج الثقافي السوري على صعيد المنطقة وبناء جسور للتواصل الثقافي. كما يعمل مشروع "روافد" على ثلاثة محاور وهي احتضان الثقافة والفنون، الاستثمار الثقافي لخدمة المجتمع، وتعزيز الهوية التراثية».
من جانبها أكدت مديرة العلاقات العامة لمشروع "روافد" "بشرى الحموي": «مبادرات مشروع "روافد" الخمس لهذا العام هي الدورة الأولى من حاضنة المشاريع الثقافية، بناء الخارطة الثقافية في منطقة "وادي النضارة"، اتفاقية "روافد" مع معهد العالم العربي في "باريس" لتعزيز وجود الموسيقيين السوريين في الخارج، المسرح التفاعلي في المدارس الحكومية، وحملة تعزيز الهوية التراثية "تراثي هويتي"».
ومن الجدير بالذكر أن الأمانة السورية للتنمية أسست مشروع "روافد" في عام 2007 للمساهمة في تعزيز عملية التنمية في القطاع الثقافي من خلال زيادة الوعي حول قضايا التنمية الثقافية وبناء قدرات المبدعين والبحث عن الموارد الثقافية وتحديدها لتحفيز عملية التنمية الاجتماعية وضمان استدامتها.
كما يذكر أنه تم إطلاق موقع الحاضنة www.rawafedcpi.org الذي يمكن من خلاله الحصول على دليل الحاضنة الذي يحوي تفاصيل عن شروط التقديم وطريقة اختيار المشاريع، ويتوافر على الموقع نسخة من استمارة طلب الاحتضان، ويتم استقبال ملفات المشاريع عبر البريد الالكتروني application@rawafedcpi.org أو عبر البريد، كما توفر القدموس خدمة إرسال ملفات المشاريع إلى الحاضنة خلال فترة الحملة من أي من فروعها في المحافظات السورية.