«إنه أثر عظيم بلا شك عمل عظيم يشير إلى عظمة بانيه،إلى مستوى العلوم في بلادنا في ذلك الوقت وإلى محاولات الإنسان السوري القديم الناجحة في تطويع البيئة وتحسين مستوى معيشته ومعيشة أولاده, ويشير أيضاً إلى ما كانت عليه تلك هذه المنطقة التي نسميها اليوم البادية» هذا ما ذكره لموقع ehoms الباحث التاريخي المهندس"نهاد سمعان" عن سد "خربقة" أوما يسمى بسد "الباردة".
وعن زيارته لموقع السد قال "سمعان":«علمت بوجود هذا السد من خلال صديقي المهندس "عبدو مرعي" والذي كان يشرف في العام ألفين وثلاثة على أحد مشاريع الشركات العامة في منطقة البادية حيث ذكر بأنه شاهد سيلا قويا بوسط البادية تقريبا وفي منطقة شبه معزولة وقرر أن يتابع السيل ليعرف إلى أين يصل وعند وصوله لجسم السد فوجئ بهذا البناء الضخم وعندما ابلغني المهندس مرعي عن وجود هذا السد وبهذا المكان لم أصدق ما أسمع ولم أستطيع مقاومة الفضول بالرغم من مصاعب الرحلة و أصبح لا بد من المشاهدة بأم العين واتفقت مع المهندس "مرعي" على زيارة الموقع».
مجرى السيل مليء بالحصى الكبيرة والكتل الضخمة من الصخور التي جرفتها المياه الهادرة التي تتشكل من السيول والتي تراكمت مع الزمن لتملئ باطن السد الداخلي تماما وتتجاوز السد كما يوجد جانب المجرى بقايا قنوات مياه تتغذى من السد
ويتابع الأستاذ"سمعان":« لاقانا المهندس "مرعي" واصطحبني مع ولدي باتجاه السد وعلى بعد حوالي مائة وخمسة عشر كيلومترا عن "حمص" وبالاتجاه الشرقي جنوب شرق وفي وسط البادية السورية إلى الشمال من قرية الباردة على بعد عدة كيلومترات منها وذلك بين جبلي "الباردة" و"النقنقية" وهو سد لتجميع مياه السيول المنحدرة من سفوح الجبلين».
ويضيف"سمعان":«مجرى السيل مليء بالحصى الكبيرة والكتل الضخمة من الصخور التي جرفتها المياه الهادرة التي تتشكل من السيول والتي تراكمت مع الزمن لتملئ باطن السد الداخلي تماما وتتجاوز السد كما يوجد جانب المجرى بقايا قنوات مياه تتغذى من السد».
وعن الفترة الزمنية التي بني فيها السد قال "سمعان":«لا يوجد شيء مؤكد يدل على الفترة التي بني فيها السد ولكن من خلال مراجعاتي وجدت أنه كان قائماً في فترة الازدهار التدمري أي فترة حكم روما كما أن الأمويين قاموا بترميمه وشقت قناة منه لتصل إلى قصر الحير الغربي والاحتمال الأكبر أن يكون بناة السد ملوك سورية من السلوقيين حيث تشير المعلومات التاريخية أن السلوقيين اهتموا كثيرا بالري».
وعن أبعاد السد ذكر "سمعان":«السد طوله ثلاث مئة وستون مترا وعرضه عند القمة ستة أمتار في أضيق الأماكن و ارتفاعه عشرون مترا ونصف ولا نعلم كم هو عرضه عند القاعدة لأن الطمي واللواحق قد ملأ الحوض أو البحيرة التي كانت من المفترض أن تكون خلفه والتي يقدر طولها بحوالي الخمسة كيلومترات ولكن ببساطة وطالما هو ما زال قائم حتى الآن فلا بد أن يكون عرضه عند القاعدة أكثر من خمسة عشر مترا».
ويضيف "سمعان":« بقي السد دون عناية أو تدعيم منذ زوال دولة الأمويين أي منذ أكثر من ألف وثلاثمائة عام لقد بني من مكعبات الحجر الكبيرة ومونة خاصة بقيت مقاومة صلبة ثابتة حتى يومنا هذا و لا بيتون مسلح ولا حديد على مر السنين أصبح يسبب شلالاً موسمياً عند تشكل السيول إذ لا تجد المياه مستقراً لها خلفه بعد امتلاء حوضه بالرواسب والطمي مع الأيام .. هذه الشلالات العنيفة الهادرة الساقطة من ارتفاع عشرون متراً حطمت قنواته وجرفت الكثير من أجزائها».
وختم "سمعان" حديثه بالقول: «قد يكون تفريغ حوض السد لإعادة تشكيل بحيرته في هذه الأيام صعباً وقد يكون ترميمه وتجهيز مفيضاته وفتحاته وسواقيه صعباُ جداً ومكلفاً لكني لا أعتقد أن مد وتعبيد طريق يؤدي إلية أمراً مكلفاً ومرهقاً إذ لا يجوز أن يبقى هذا الأثر العظيم محجوباً عن أعين الناس وهو مفخرة لكل من ينتمي إلى هذه الأرض الطيبة العريقة».