شارع "الحلبوني" الذي يتوسط العاصمة السورية "دمشق" من الشوارع القديمة التي تلفت نظر من يمر فيها بدءاً من مكتبات الأرصفة وصولاً إلى دور النشر والطباعة فيها.
موقع "eSyria" بتاريخ 10/8/2009 قام بجولة في شارع "الحلبوني"، والتقى عدداً من أصحاب دور النشر والمكاتب المنتشرة فيه.
"عبدالله السيد" أحد أصحاب المكاتب الفكرية يقول عن سبب التسمية: "حلبوني" تنسب إلى "حسن الحلبوني" الذي شيّد قصره في هذه المنطقة إلى جانب قصر "السيدة" مسجد الحلبوني، حيث كان "الحلبوني" يقوم بالالتقاء بأصحاب دور النشر ثلاث مرات يومياً أو أربع مرات قبل الصلوات المفروضة، هذا الاتصال المتكرر مع أصحاب المكاتب ودور النشر كان له دور كبير في جمعهم وتبادل الأفكار فيما بينهم. فالتجمع مع أصحاب دور النشر الكبيرة على مستوى العالم العربي أدى إلى وجود بقية مستلزمات صناعة النشر كأصحاب تجارة الورق وكانت لهم مكاتبهم، بالإضافة إلى بعض الخطاطين الذين تمركزوا في هذا الحيّ لأنهم مهتمون بالنشر، كما أن جغرافية المكان لعبت دوراً كبيراً في تمركز السوق في هذا المكان، حيث تمركز السوق هنا منذ سنة 1963، وأدى ذلك لأن تكون هذه المنطقة من المناطق الفكرية والأدبية المهمة في دمشق العاصمة.
تجمع دور النشر والمكتبات يجعلك تشعر أن المعرفة ليست حكراً على أحد أبداً، هنا يكمل السيد "عبدالله" حديثه معنا: "حلبوني" المكان المفضل لرواد القراءة وبيئة لاكتشاف بحر المعرفة، فخلال مرورك بهذا المكان تلاحظ أن واجهات المحلات في هذا الشارع قد امتازت بكثرة الكتب المعروضة التي تدل على سعة الفكر وروعة المبدعين والأفق غير المحدودة للمفكرين من كل أنحاء الأرض، حيث تجد الكتب المتعلقة بالدين، الشعر، الأدب، العلم، السياسة وحتى الخط، اللون والفن، وأرصفة الحلبوني المكتظة بالكتب المتنوعة تحدثك عن أهمية المكان الفكرية والجغرافية والإبداعية.
يتابع "السيد": في هذا الشارع المعرفي الفكري صدر أول كتاب تمّ طبعه في "دمشق"، ويعتبر الحلبوني مرجعاً لكثير من الدول العربية، فهو المركز الذي نبع منه الكتاب نظراً لأن أسواق الكتب التي كانت تدعى بأسواق الورّاقين في البلدان العربية كانت قليلة، هذا السوق العريق يعجُ بأشخاص وأناس همهم الوحيد طباعة الكتب ونشرها بغية إيصال أفكارهم وآرائهم وما يريدون أن يصلوه إلى أصقاع هذه الأرض العريقة.
مئة مكتبة بينها 75 داراً للنشر من أصل أربعمئة دار للنشر في سورية تتصل ببعضها بسلسلة جميلة تجلعلك تنتقل من مكتبة إلى أخرى للتعرف على ما تتضمنها، هنا يقول السيد "محمد الأحمد" أحد أصحاب دور النشر: «أشهر المكتبات الموجودة في منطقة "الحلبوني": "دار الكتب العربية"، "دار السلام"، "دار الحكمة"، "دار البيروتي"، "دار الكلم الطيب"، "دار الرشيد" و"دار الموصلي". وأميز دور النشر الموجودة "دار بن كثير"، الذي تأسس عام 1933 وبدأ في نشر الثقافة العربية وأهتم من البداية بكتب التراث والتاريخ والحديث، ثمّ تدرج في طباعة الكثير من العلوم في الطب والأدب والنحو إلى جانب اهتمامه بقصص الأطفال.
يكمل "الأحمد": «تتنوع الكتب المعروضة في المكتبات بتنوع العلوم والمعارف الإسلامية وعلوم الحاسوب والتنمية البشرية، كما تعتبر الكتب الإسلامية من أهم الكتب التي يتوجه إليها القارئ الدمشقي حيث تراها تملأ المكتبات ودور النشر بشكل لافت للنظر، فشارع "الحلبوني" أخذ بعداً ثقافياً مهماً جداً في حياة القارئ السوري والعربي.