يعتبر "وادي الزيدي" من أهم الأودية المنتشرة في محافظة "درعا" لما يملكه من مناظر طبيعية خلابة، والآثار الممتدة على جانبي الوادي التي جعلت منه مقصداً للسياح والزوار من جميع أنحاء القطر والخارج، وهو وادٍ طبيعي ينبع من منحدرات "جبل العرب"، ويمر في بعض المناطق قبل أن يدخل محافظة "درعا" وينتهي عند قرية "زيزون".
السكن البشري قديم جداً في هذا الوادي، ويعد من أقدم مناطق الاستقرار في الجنوب السوري، الطبيعة أوجدت الكثير من الكهوف والمغارات على طول هذا الوادي الذي يبلغ طوله كاملاً حوالي 101 كم. وترفده عدة أودية، وكان دائم الجريان في العصور القديمة، ولهذا السبب فقد انتشرت الحواضر البشرية على طول امتداده.
أوجدت الطبيعة الكثير من الكهوف والمغارات، والقسم الآخر عملته يد البشر على شكل بيوت ومدافن أرضية، حيث إن القسم الغربي منه أي اعتباراً من "خربة غرز" وحتى موقع "زيزون" بعد أن يتعمق مجرى الوادي هو تشكيل كلسي أبيض يتميز بطراوته وسهولة الحفر فيه، وقام الوادي بتقسيم مدينة "درعا" إلى شطرين شمالي وجنوبي، وقد نحت الإنسان القديم مدينة "درعا" القديمة على شكل أنفاق متصلة مع بعضها تزيد من منعة المدينة وتحصينها
موقع eDaraa في 28/6/2009 زار الوادي بعدها التقى مع مدير الآثار بـ"درعا" المهندس "حسين مشهداوي" ليحدثنا عن أهمية الوادي والآثار الممتدة على أطرافه، والتي تم العثور عليها من قبل ورشات المديرية الأثرية حيث قال: «أوجدت الطبيعة الكثير من الكهوف والمغارات، والقسم الآخر عملته يد البشر على شكل بيوت ومدافن أرضية، حيث إن القسم الغربي منه أي اعتباراً من "خربة غرز" وحتى موقع "زيزون" بعد أن يتعمق مجرى الوادي هو تشكيل كلسي أبيض يتميز بطراوته وسهولة الحفر فيه، وقام الوادي بتقسيم مدينة "درعا" إلى شطرين شمالي وجنوبي، وقد نحت الإنسان القديم مدينة "درعا" القديمة على شكل أنفاق متصلة مع بعضها تزيد من منعة المدينة وتحصينها».
ومن أهم المواقع الأثرية التي وجدت بجانب الوادي يقول مدير الآثار: «أهم المواقع الأثرية موقع "الميسري" الواقع في الجهة الشرقية لمدينة "درعا"، والذي يضم الكثير من مدلولات الإنسان القديم كالأدوات الصوانية والكهوف والمغارات.
وموقع "خراب الشحم" الواقع بين قريتي "اليادودة" و"تل شهاب"، والذي يضم هو الآخر كهوفاً ومغارات قديمة، وقد شهد الموقع تنقيبات أثرية في العام 2004 كما الحال في موقع "الميسري"، وقد تم اكتشاف العديد من الأدوات الصوانية والفخارية كأوانٍ من عصر البرونز وأدوات برونزية والعديد من القبور والكهوف والمغارات».
ويضيف مدير الآثار: «أيضاً موقع بلدة "تل شهاب": التي تضم أطلالاً لمدينة كنعانية وأخرى من العصر اليوناني في القرون الميلادية الأولى، وتم ظهور الكثير من المكتشفات الأثرية فيها في مختلف الفترات والعصور أغلبها أوانٍ فخارية. ولا ننسى موقع بلدة "زيزون" التي تضم هي الأخرى شواهد من عصور مختلفة وفيها تنتشر حتى عشرات العناصر المعمارية. ومن الظواهر اللافتة التي يمكن الحديث عنها شلالات "تل شهاب" الساحرة، والتي تتواجد فيها عشرات الطواحين الأثرية وشلالات "زيزون" الجميلة».