«سورية بلد جميل جداً، رأيت فيها مزيجاً رائعاً للحضارة الراقية والثقافة والفن والأصالة، سمعت أنها مهد الحضارات، وبالفعل هي كذلك، فيها من الآثار والعراقة ما يثبت أنها مهد لجميع الحضارات».
بهذه الكلمات بدأ النحات الايطالي "فان هوانغ يون" حديثه لموقع eSuweda الذي التقاه في ملتقى النحت الدولي الثاني المقام في "تل جنجلة" يوم السبت الواقع في 25/7/2009 وتابع: «هذه هي زيارتي الأولى لسورية، وكانت بدعوتي للمشاركة في ملتقى النحت.
أنا أعتبر الإنسان هو أجمل ما في الطبيعة، وأحب كثيراً نحت جسم الإنسان، أقوم بتحريكه كيفما أشاء، وأعطيه الروح التي أريد، وهي بالطبع جزء من روحي أنا
ولدت في فيتنام عام 1971 وفي عام 1979 هاجرت مع عائلتي إلى ايطاليا، وعشت فيها، وأحمل الجنسية الايطالية، ودرست الفن بالمعهد العالي للفنون بايطاليا، وهو يعد المعهد الأول في العالم، درست خمس سنوات في المعهد، وبعد التخرج عملت بمخابر ومشاغل تدريبية حتى شعرت بأنني أستطيع الاعتماد على نفسي، وبدأت العمل بشكل فعلي ولدي العديد من المنحوتات الرائعة كما وصفها أصدقائي والأشخاص الذين شاهدوها».
وعن موهبته في النحت، ومتى ظهرت؟ أجاب: «كان لدي شعور دائم أني سأصبح نحاتاً في يوم ما، فالنحت هو شغف حياتي، ولم أبدأ به إلا بعد الدراسة والتدريب المستمر ولفترة طويلة، عندما تأكدت أني أستطيع العمل كفنان وبشكل احترافي، أنا لا أرسم أبداً، أو بمعنى آخر أنا بعيد عن الرسم وإلى آخر يوم في حياتي، فوقتي كله ملك للنحت وللنحت فقط».
وعن منحوتاته حدثنا: «أنا أعتبر الإنسان هو أجمل ما في الطبيعة، وأحب كثيراً نحت جسم الإنسان، أقوم بتحريكه كيفما أشاء، وأعطيه الروح التي أريد، وهي بالطبع جزء من روحي أنا».
وعن مشاركته في الملتقى؟ قال: «شاركت بعدة معارض دولية في الأرجنتين، هنغاريا، اسبانيا، تركيا، وأنا الآن في سورية، سعيد جداً بوجودي بينكم، وهذه المحافظة محافظة مميزة جداً تختلف كثيراً عن العاصمة وباقي المحافظات، لها ألق لا ينسى، وفيها الكثير من الجمال والطبيعة الخلابة، تعرفت على الشعب السوري الطيب والكريم، لمست الأمن في بلادكم، وشعرت بألفة الأهل، لم أشعر بأنني غريب رغم اللغات المختلفة وصعوبة التحدث مع الآخرين إلا بوجود مترجم، شعور رائع أشعر به، ربما لا تستطيع الكلمات وصفه، وأتمنى أن تزيد فترة الملتقى لكي أتمكن من البقاء فترة أطول».
وعن المنحوتة التي سيقدمها؟ أضاف: «أنا أعمل بهذا الحجر الكبير والصلب، صلابته تولد في داخلك تحدياً لصنع شيء رائع منه، ولا أعرف ماذا سأصنع بعد، قد أكون صورة في خيالي، ولكن بلحظة ما قد تتغير ملامحها وتكوينها، لن أتحدث بل سأطلق لخيالي العنان للتحليق في هذا الفضاء الرحب».